الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغتصاب و أنواعه وأخطاره على الإنسان

وعد جرجس

2013 / 6 / 4
الادب والفن




التعريف : الاغتصاب هو فعل انتهاكي لإرادة كيان ما ,ويتميز بتغلّب طابع القسوى على جوهره العدواني حيث يتغلغل إلى أعماق الشيء ويهشّم حينها كل أساسات بنائه
فإذا كان إنساناً فبالكرامة وثقة النفس واحترام الذات, وإذا كان حيواناً فبالإلفة والإندماج بالمحيط والمسالمة , وإن كان أرضاً فبالتراث والحضارة المعمارية والطبيعة
والنظافة والنظام ,وإذا كان مجموعة أي شعب مثلاً فبحرّية التفكير والنطق بالرأي وحق تقرير المصير وإلى آخره...وأنا أرى أنه حتى الهواء لا ينفد من الاغتصاب
فحين نحبس أنفاسنا خوفاً من أي شيئ فنحن نغتصبها . . . .
ونستطيع القول أن هذه الكلمة بإمكانها المساس بأي شيء في الحياة حتى الحياة نفسها تغتصب رغبة البقاء على قيدها عند فرض عملية الموت على أيٍ كان وإذا بحثنا عن ما يشبهها سنرى أنها تشبه العلقة لبشاعتها وشدة أذيّتها فالعلقة تمتص دم الإنسان والاغتصاب يمتص أساس وجود كيان الإنسان .
وإذا تناولنا أهم قضية بغض النظر عن أهمية الأخريات حيث أن هذه القضية هي الإنسان لأهميّته الأكبر في الوجود وفي بقاء الأرض و استمرارها التنموي سنرى
: أن الاغتصاب عند الإنسان ينقسم إلى
اغتصاب فكري ـ اغتصاب نفسي ـ اغتصاب جسدي

: الاغتصاب الفكري
يتمثل بفرض مبادئ وأفكار وأسس كقوانين يجب أن يتبناها عقل ما أو مجموعة عقول ومحو وتعنيف مبادئ وأفكار لا تناسب اتجاهات المغتصب ومصالحه
والتشكيك بصحّتها ويكون ذلك بالضغط المباشر أو الغير مباشر على ما سبق ذكرهم برغمهم على تبنّي أو تطبيق هذه الفكر التي سنّت كقوانين حين فُرضت ومنع الاعتراض أو الإختلاف معها بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها وهو يمارس من قبل فرد اتجاه محيطه أو محيط اتجاه فرد أو مجموعة أفراد اتجاه محيط
كأب اتجاه أفراد عائلته أو عائلة اتجاه فرد منها أو مجموعة أصدقاء اتجاه صديقهم ولا يكون في أغلب الأحيان هنا الأذى المسبب مقصود أي مباشر إنما يمكن أن يكون عادات أو موروثات فكرية سابقة مورست بنفس الطريقة فاتخذت منهجاً غير مباشر للّاحقين . أو دولة اتجاه شعب أو مؤسسة... اتجاه مجتمع
وهذه مباشرة لاتبرر فنحن لا نتحدث هنا عن ما هو إيجابي كالقوانين التي تنظم المجتمع
كعدم رمي الأوساخ وتنظيم السير و.... إنما على ماسبق ذكره في تعريف هذا الفعل
ويكون الاغتصاب فكرياً غير مباشر في التربية والتعليم فمتى نغتصب فكر طفل يكون ذلك باتباع نقاشات توجيهية تخريبية وألفاظ لا أخلاقية
كأن ننصح طفل بعدم رمي الأوساخ على الأرض فنقول له أيّها القذر المهملات ترمى في سلّة المهملات توقف عن ذلك لأنك ستمتلئ بالأمراض وتعدينا
بدلاً من أن نقول له إذا كنت لا تعرف سأخبرك الآن أن الأوساخ ترمى في سلّة المهملات لكي تبقى الأرض نظيفة وبالتالي نبقى نحن أصحاء فهنا يكون الاغتصاب نفسي فكري فالطفل سيكبر على هذه الطريقة ويتخذها منهجاً في حياته فيعامل إبنه كما تعامل وأحياناً يتدخل الوعي الشخصي والثقافي الإجتماعي في التخفيف من السلبية في أسلوب هذا الشخص إلا أن الأثر السلبي يبقى موجود .
هناك أيضاً الأفكار الدخيلة وهي ما يتفق جزء من العالم و الاخلاق على معارضتها حيث تزرع بعقول طفلة أو شابة أو حتى ناضجة وتكون منافية تماماً لما نشؤوا عليه من أفكار دينية و عادات اجتماعية ولا نكتب هنا عن التزمّت الاجتماعي إنما عن الأفكار العقلانية المتزنة المتجسّدة في ضوء الاحترام والحضارة التي لا ينافيها دين ولا مبدئ ولا منطق أخلاقي وهي ما تحتويها الشاشة التي وصلت العالم كله ببعضه وفتحته على نفسه مثلاً من الأفلام و الأغاني المصوّرة الهابطة التي تحتوي على رسائل تخريبية لعقول الشباب حيث مستوى الكلام الرديء والموسيقى الهابطة والمشاهد التي يغلب عليها الطابع الاستفزازي الجنسي فهي من الأخطر لأنها لا تستهدف هدم فكر معين إنما تتجه إلى مجتمعات كاملة لتخريب أزواقها وتغيير اتجاهاتها الفكرية ومبادئها الصحيحة .

: الاغتصاب النفسي
هو استهداف مشاعر شخص أو أكثر بطريقة سلبية سواء بالكلام الغيرمباشر أو المباشر أو بالفعل أي بالتّعبير الجّسدي حيث تكون المحاولة للتركيزعلى نقاط الضعف النفسية عند هذا الشخص أو الأفراد والضرب على هذه النقاط
بهدف الإيذاء طبعاً وهذا سببه يمكن أن يكون اضطرابات النفس من كره أو غيرة أو ..إلخ وأحياناً تختلف الأسباب فلا تكون قاصدة كبعض ما ورد في الاغتصاب الفكري عن كيفية التعامل مع الطفل مثلاً فالأسلوب السلبي في الكلام لا يؤثر فقط على طريقة التفكير إنما وبشكل أكبر على تركيبة النفس عند الإنسان

: الاغتصاب الجسدي
هو أقسى أنواع الاغتصاب لأنه يهدف إلى تهشيم كلّية الإنسان حيث ينتج عنه الانيهار الجسدي والانهيار النفسي والاضطراب الفكري
ويكون هذا الاعتداء مباشراً إما بالضرب أي باستخدام القوة العضلية أو بالجنس أي الاعتداء أو التحرّش الجنسي ورغم أننا نتذكر من جملة الاغتصاب الجسدي
الجنس بالوهلة الأولة إلا أنني أرى أن التعدي الجسدي بالضرب على شخص ما يعتبرأيضاً اغتصاب وله ما له من التأثريات السلبية السابقة على الإنسان


وإذا ربطنا بين الأنواع الثلاثة التي ذكرت سنرى أنها ثلاثة أوجه لفعل واحد وهو الاغتصاب فأي فعل مما ذكر مهما كان نوعه سيكون تأثيره بالضرورة على النفس فالفكر وبالتالي الجسد لأن الإنسان بكامل كينونته هو تركيبة مشبكة ومتلاحمة بكافة أجزائها وهو مصنوع من الإحاسيس فلنحترم هذا المخلوق المفضل لدى الله رجاءً ولنحاول مقاومة والتخلص هذه الأساليب الخاطئة في التعامل والأمراض والعقد التي تدفعنا لتدمير بعضنا وأنفسنا وبالتالي حياتنا ومجتمعاتنا

لأننا لم نخلق وبداخلنا هذه الشحنات السيئة والخطيرة بل خلقنا ونحن نميل للحب والجمال وفعل الخير فلنعد لأصلنا يا أحبّتي ....


وعد جرجس
04/06/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا