الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فارس الصوفي يقف بقدميه على تاج الخلافة

نعمان الانصاري

2013 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


"اني رأيت الشيطان ساقطا من السماء كالبرق"
انجيل لوقا
ورد على لسان السيد المسيح (ع) في الانجيل، أن: "قيل ما خطبك يا ناصري، قال بصرت بما لم يبصرون" أما انا فلست نبيا ولا نوترداموس ولا اعلم الغيب، لكني انسان منطقي في حرصي على العراق وطنا يحتكم الى دستور خطه ابناؤه بدمائهم.
وإذ ارى الشيطان، لا يسقط من سماء، كما رآه رسول الله عيسى بن مريم.. عليه السلام، في الآية 18 من الفصل العاشر في انجيل (لوقا) انما اراه متجليا في شخص فارس الصوفي، آت مع عقيل الطريحي.. المفتش العام في وزارة الداخلية، من (كندا) ليعمل معه في مكتبه.
تلك العلاقة الانتقالية، من كندا الى العراق، جرت بلاءً على العراق، وصارت وبالا عليه؛ لأن الصوفي يستحوذ على عقود التجهيزات الخاصة بالوزارة، بحكم تبعيته للطريحي، من دون توصيف رسمي.
العراق منذ اسقط العسكر، الشرعية الدستورية في 14 تموز 1958، لم يعد له توصيف رسمي، فلا هو ملكية ولا جمهورية؛ انما (لا مسماة) تخضع لأمزجة العسكر الشوهاء.
ما يتيح لامثال فارس الصوفي ان يعشعشوا في وزارة سيادية مثل الداخلية، محتمي بظل عقيل الطريحي من طهارة شمس العدل، مقتعدا تحت مظلته من ان يغتسل بمطر الحق.
انه.. اي الصوفي.. حمي الطريحي، يتقاضى رشاوى باهظة؛ كي يمرر عقدا تجهيزيا من وزارة الداخلية الى تاجر مختص، ومن يدفع اكثر، يربطه الصوفي بعقد مع الوزارة، حتى لو كان ليس مختصا.
وهذا إنموذج، لكثيرين، يسيطرون على دوائر ومديريات وزارة الداخلية، من دون صفة رسمية؛ الامر الذي يسهل على الارهاب كثيرا وعلى الفسادين الاداري والمالي اكثر واكثرين.
فثمة إنموذج آخر يحضرني اللحظة، عدي.. شبه الامي الذي انيطت به رتبة لواء شرطة في وزارة الداخلية، بقدرة الشيطان الذي عاش بيننا بعد 9 نيسان 2003، بدعوة منا استحضرته؛ اذ طالما دعونا الله:
- ربِ فليأتِ الشيطان الأزرق يحكمنا، المهم نخلص من الطاغية المقبور صدام حسين.
وفعلا.. استجاب الله لنا؛ فحررنا من صدام، وأحل فارس وعدي، وأمثالهما من عشرات الالوف المعشعشين في الوزارات يقبضون عليها من لحاها و... حسبنا الله ونعم الوكيل.. أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء.
انها مسؤولية دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، تنقية وزارات الدولة من الاشنات التي تعشوشبها، معتاشة عليها مثلما يعتاش الدنان على الرز، يشاركه غذاءه الى ان يميته.
ولا اظنه خاف على رئيس الوزراء، ان الدولة الآن موات!
فعدي.. لواء عدي، يستقبل في المطارات كما الرؤساء؛ لما اضفت عليه دولة العراق من قوة؛ بسبب ضعفها؛ فهؤلاء كالدنان، الذي يسميه اهلنا في الاهوار (حليان) يشارك (الشلب) غذاءه، الى ان يجف ويموت.
ولسوف تموت الدولة العراقية؛ اذا ظل هؤلاء.. عدي وفارس وامثالهما، يتحكمون بها، يا دولة رئيس الوزراء.
ومثلما يصعدون بقوة، ينزلون بقوة؛ فتاريخ البرامكة الذين استحكموا من الدولة العباسية، ابان خلافة هرون الرشيد، الى حد التجاوز على قراراته؛ فنكل بهم.
تروي المصادر التاريخية قصة عن رجل من البرامكة، شاهد جعفر البرمكي، يضع قدما على كتف هرون الرشيد، واخرى على تاج الخلافة فوق رأسه، لقطف عنقود عنب، وهما يمرحان.
فكتب ميثاقا، يعلن فيه براءته من البرامكة، طلب من الخليفة هرون الرشيد التوقيع عليه.. وقع مستغربا؛ لأن البرامكة معززون مكرمون في الدولة العباسية، حينها.
ولما حدثت نكبة البرامكة الشهيرة، وجاء العسكر، يطردون كل من يمت لهم بصلة قربى او نسب او دم، واجه هذا الرجل، هرون الرشيد بالميثاق؛ فاستغرب ثانية: كيف ادركت ما ستؤول حالهم اليه؟ وعاجلت البراءة منهم، في وقت لا يشي بشيء من هذا القيبل؟
أجاب الرجل:
- حين رأيت قوة الصعود.. قدم على كتف الخليفة وأخرى على تاج الخلافة، ادركت ان النزول سيكون بالقوة ذاتها.
تلك القصة ارويها لفارس الصوفي عله يتعظ؛ مخففا من ابتزازه القادة الامنيين في الوزارة؛ لأنه عندما يسقط سيجر معه عقيل الطريحي واناس كثيرين، مثلما جر جعفر البرمكي معه كل من يمت بصلة ما من اي نوع الى البرامكة.
وانتم تعيثون فسادا بعقود وزارة الداخلية وتبتزون دوائرها، تذكروا يوم تهوي قدم جعفر البرمكي من على تاج الخلافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ