الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين ..قابعة بوحل الربيع العربي !!

محمد الحسن

2013 / 6 / 5
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


لعله من نافلة القول أن نذكر أهم إنجازات (الربيع العربي ) , وهو ضياع القضية الفلسطينية من أذهان الشعوب العربية المنشغلة بنفسها , ولم تعد فلسطين التي وُصفت بأنها (قضية العرب المركزية ) ذات أهمية بالنسبة لحراك تلك الشعوب , ويمكن القول بما لا يقبل الشك أن تلك القضية هبطت من قمة الأولويات العربية , أو حُذفت من سجل الأولويات . رغم أن ذلك الصراع (العربي _ الإسرائيلي ) لم يكن صراعاً متوازناً , بيد أن بقاء المشروع حاضراً يعد مكسب مهم لأصحاب الأرض وهاجس مخيف للكيان الصهيوني . أن ذلك الحضور المتميز للقضية الفلسطينية في أذهان الشعوب العربية كان له الأثر الكبير في تشكيل قوى المقاومة ومحاور الممانعة , فبعد حرب أكتوبر 1973 أعترفت جمهورية مصر بإسرائيل , ثم أعقبها بعشرين سنة أعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بتلك الدولة وتحديداً عام 1993 في أوسلو . أتفاقيات السلام تلك كان لها أثر سلبي على المحور الرئيسي للقضية , سيما وأنها أتت في أوقات الهزيمة (العربية ) وهذا ما رسَخ نظرية الجيش الذي لا يقهر والبعبع الذي يخشاه جميعهم ..لكنها لم تغير قناعات الشعوب بدليل أنها بدأت بالتفكير ببدائل للحكومات الخانعة , وهو ما تحقق بالفعل حيث شهدت ساحة الصراع ولادة قوية لقوى مقاومة أستطاعت أن تكسر حاجز الخوف والرعب من الكيان الصهيوني . ذلك الحراك , أثبت عدم أمكانية تدجين الشعوب بواسطة تلك الحكومات .. صار الطموح الصهيوني يتوغل في أعماق الأشياء , فوجد أن موت تلك القضية مستحيل أذا لم تغير الشعوب العربية قناعاتها ومتبنياتها الفكرية والعقائدية , وقد يستلزم هذا الأمر تضحية بصديقٍ هنا أو حليفٍ هناك.
لا يمكن وصف الحكومات العربية البائدة أو المترنحة بأنتظار السقوط , إلا بالدكتاتوريات الفاسدة , رغم وجود مساحة من الحرية التي تتمتع بها تلك الأوطان , لكنها بالمحصلة تبقى فاقدة للأهلية التي تجعلها ممثلة شرعية .. المفارقة أن تلك الحكومات تابعة بطريقة أو بأخرى للسياسة الأمريكية التي لا تخرج عن أطار المصالح الإسرائيلية , وهي بذلك تشترك مع أمارات وممالك الخليج بكل شيء بأستثناء أن الأخيرة لا تلعب في القرار العربي إلا دوراً هامشياً لأسباب موضوعية كثيرة أبرزها العمق التاريخي والثقافي الضحل لتلك الممالك .. السؤال الذي يتبادر للأذهان هو : ما هو سر قيام تلك الإنتفاظات والثورات في بلدان جمهورية (وإن كانت مهترئة ) دون حدوثها في دول (وراثة) لا زالت تؤمن بالرَق والجواري ؟!
أن تلك ( الثورات ) لم تأخذ بنظر الأعتبار موضوعة الحرية والديمقراطية بشكل حقيقي (بدليل أن القوى الصاعدة في تلك الثورات هي حركات إسلامية راديكالية أبعد ما تكون عن الحرية وحقوق الأنسان) إنما كانت تنطلق من مبنيين رئيسين (رغم وجود بعض الأسباب الموضوعية) , المبنى الأول أنها أستهدفت بلدان تتمتع شعوبها بمستويات ثقافية عالية (كمصر وتونس وسوريا ) , وجديرٌ ذكره أن الدول العربية القادرة على تحريك الرأي العام العربي هي تمثل الخط الممتد من تونس وصولاً إلى العراق والذي يمر( بمصر , سوريا , ولبنان ) .. الدقة بالموضوع أنها أرادت أستهداف النسيج الأجتماعي لتلك المجموعة الأمر الذي ينعكس على تغيير القناعات بشكل يتناقض مع السابق , أضافة إلى كون مجموعة الدول الأخرى ( بشعوبها ), لا تمثل خطر يهدد المصالح الصهيونية .. المبنى الثاني هو صعود قوى إسلامية متطرفة لها عمق أستراتيجي وأرتباط متين بمرجعيات فكرية وعقائدية متواجدة في تلك الدول (الممالك) , بحيث يصبح القرار العربي الجديد ينبع من عمق (الصحراء ).
الخطاب الجديد تبنته الحركة الدينية (السلفية ) أعتمد على عدو مفترض , وهو (المختلف) معهم بدين أو فكر أو مذهب .. أن مناطق (الربيع ) لم تعد تمتلك وقتاً أو جهداً تستطيع أن توفره أو ,على الأقل , تجعلها تستذكر القضية الفلسطينية ..
نُدرك أن كل الحلول المفترضة لتلك المعضلة ما هي إلا ضرباً من الخيال , فالمقابل كيان عنصري لا يقبل بتعدد الهويات ويحظى بدعم لا محدود من الولايات المتحدة , التي بدورها تمسك باليد الأخرى حركات المد (السلفي ) الطامحة بخلافة القوى القومية . ومتى ما تبدلت خيارات الشعوب تبدلاً إيجابيا عندها فقط , ستخرج فلسطين من ذلك الوحل (الصهيو - سلفي ) .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى