الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان... كما تدين تدان

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 6 / 5
كتابات ساخرة


ظن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه عندما فتح مجاله الجوي والبحري والبرّي لاستقبال من أراد العبور لسوريا عبر أراضيه للقتال ضد النظام أن ذلك سيعفيه من المسؤولية أو المساءلة القانونية للدعم الكبير الذي يلقاه من الخارج وخاصة من أقرانه أمريكا وإسرائيل وقطر، وخاض مغامرة لم يحسب عواقبها ونتائجها جيدا، واندفع وتحمّس نحو إسقاط النظام في سوريا بخطاباته النارية ودعمه للإرهاب وتشجيعه للشباب بمختلف أعمارهم للجهاد في سوريا كما يزعم، وسانده في ذلك وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو غير أن عبد الله جول الرئيس التركي بدا حذرا ولم يطلق من القنابل شيئا، ربما لأنه فضّل الصمت وفهم أن الرياح التغيير ربما تقتلعه.
واعتقد أردوغان أن الأمور تجري كما يشتهي، وأن الرياح تتحرك كما يريد، وبلغ به الغرور والعُجب بالنفس حدّ الاعتقاد بأنه صار مثل سيدنا سليمان حينما خصه المولى عز وجلّ بمعجزات كثيرة ميّزه عن بني قومه ونسي المسكين أن لا نبيّ بعد النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، نسي أنه إنسان فقير يحتاج إلى من هو أقوى منه، نسي أن الدائرة يمكن أن تدور، وأن الأيام دول، وأن الكرسي لا يدوم لبشر، استنجد بمن ظن أنهم أصدقاء، ولكن ربما سيخذلونه كما فعلوا من قبل مع بن علي في تونس والقذافي في ليبيا ومبارك في مصر وقبل كل ذلك مع صدام في العراق.
حسب أن شعبه راض عليه وعن أدائه الحكومي، وأن له شعبية كبيرة تسانده، وأن له غطاء كاف من الدول الكبرى، كل ذلك يبدو أنه لم يشفع له، فثار الشعب التركي وانتفض بعد صبر كبير وتحمّل للقرارات التي ترمى في البرلمان على أساس أنها لا تمسّ لأن أردوغان الامبراطور العثماني الجديد قد صادق عليها، ويبدو أنه يجني الآن ثمار ما فعل بجيرانه، وبشعبه الذي أدرك حجم المشكلة وأدرك أن النار ربما تلحقه، وقد ذكرت ذلك في مقالة سابقة وحذرت أن من كانت له يد في سوريا وزعزعة استقرارها هوى ووقع في الجُبّ، كان ووزير خارجيته من أشد المحرضين على الحرب في سوريا، ومن أشد المشجعين للإرهابيين للدخول في هذا البلد الآمن على نفسه فلا رجل استطاع أن يعيش ولا امرأة استطاعت أن تحمي نفسها ولا طفل عاش طفولته بسلام، الكل عاش في خوف ورعب فاجأ البلاد واختلط فيه الحابل بالنابل ولم يعد يدري ما الذي يجري في سوريا؟
كما يبدو لي أيضا أن من فجّر الأحداث في تركيا اليوم هم بقايا الذين سمحت لهم أنقرة بالعبور نحو سوريا للقتال، وهم أولئك الذين فضّلوا البقاء هناك ربما لحسابات بينهم وبين تركيا جاؤوا ليعلّموا تركيا أن من يصدّر الإرهاب لا بد أن يعاقب، وأن تهييج الشارع في هذا الوقت بالذات من أسهل الطرق، إذ يبدأ من شرارة ثم سرعان ما تصبح نارا يصعب السيطرة عليها، تغذّيها الخلافات الداخلية، ويساندها كل معارض لأداء أردوغان وكلّ من قلبه كره على الحكومة وكلّ من كانت له حقوق عليها ولم يمارسها وكل من حكمت عليه ظلما وعدوانا، هؤلاء ربما فضّلوا البقاء في تركيا ونقّبوا في مشاكلها، واستفزّوا شعبها لينتفض ويعلن حربه على أردوغان، وها هو الإعلام بكل أجنحته يفرشها في تركيا لتصوير أي حركة ضد الحكومة من قول أو فعل، فما عساه أن يفعل أردوغان.
قال إن تركيا ليست بلدا عربيا حتى يصير فيها الربيع، ذكرتني هذه المقولة بمقولة حسني مبارك حينما بدأت الشرارة في مصر، قال حينها إن مصر ليست تونس، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، لئن كانت سفينة مبارك قد أعطبت وهي الأثقل في الشرق الأوسط فليس مستبعدا أن تعطب سفينة أردوغان، إن تركيا اليوم وغيرها من الدول التي تساند وتدافع عن الحريات ربما تصير كبقية البلدان التي حركتها مياه لا تعرف حدودا وضعها أردوغان أو غيره من الساسة العظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان