الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي

ياسين الياسين

2013 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة مؤشّر على وقائع الأحداث التي نعيشها اليوم داخل المشهد السياسي العراقي والتي تحوطه الكثير من الضبابية ، وعدم الوضوح في الرؤيا في كلا المنظورين منهما البعيد والقريب على حد سواء ، ومن هذه المؤشرات سؤال يثير نفسه بنفسه وتشكل الأجابة الصريحة والواضحة على متن هذا السؤال حجر الأساس والركن الذي تدفن عنده حقائق وحقائق ، ولكن لماذا نعاني بشكل جدي من إزمة وضوح وصراحة ، ولماذا هذا الأصرار على عدم الأفصاح بالحقائق والأعراب عن كل مايجول في معترك الأفكار في صومعة العقل البشري لدى السياسي العراقي وماهو بعد ذلك منتظر .
أن مايثير الأستغراب هو في تواكب هجومات عسكرية منظمة وكبيرة بسلسلة من السيارات المفخخة بالحقد والكره والبغضاء وتتفجّر أرتالاً على الآمنين من المدنيين العزّل الأبرياء في الأسواق والمساجد والحسينيات ، وهي تدخل بغداد كل يوم لأيام سوداء داميات متتاليات خلون ، وبرغم كل إجراءات التفتيش والتدقيق الدقيق والأنذار الغير إعتيادي التي وضعت بها كل السيطرات على الطرق وإستنفار كامل لكل الأجهزة الأمنية في عاصمتنا الحبيبة ووسط تأهب الجميع ، ومع ذلك تدخل تلك المجاميع من السيارات المفخخة وبيسر وسهولة وإلى الأهداف التي تنتخب وتريد ، وتضرب بكل ماتختزن من جام غضبها وحقدها على الأبرياء والآمنين ، ونحن ليس لنا إلاّ أن نشاهد ونتألّم ونسب ونشتم ، ومسؤولينا ورؤساء الكتل والأحزاب والتيارات على أتم الأهبة والأستعداد وفي حال نفير دائم لكلمات الأستنكار والشجب وواضعين إيّاها في حالة الأنذار والترقب لكل ماهو حاصل أوماقد يحصل .
ونقول كلمتنا كعراقيين ننزف ، وينزف معنا أحبّائنا دماً عبيطاً كل يوم كل ساعة ، ونستنبط ونستنتج كمحللين للوضع وللأحداث ولما يجري على الساحة ، وإلى أين هي ذاهبة بنا بعد كل نزيف الدم هذا ، وهل للأمور من مخرج ، ونضرب أرباعاً بأخماس ، وكذلك حال الآخرين من الوطنيين الذين يتملّكهم حرص وألم وحرقة لمايجري ، وليس لهم ولافي مقدورهم أن يفعلوا شيئاً ، وكأن الأمور أودت إلى إنفلات ، ونسمع كماً كبيراً لكل واردة وشاردة من الأخبار والفضائيات ونخضعها لتحليلاتنا لعلّنا نمسك في هفوة أوزلّة هنا وهناك طرف خيط يؤدي بنا إلى كبد الحقيقة فيدلّنا على الحلقة المفقودة ، وسمعنا كردة فعل من لدن الدولة على سيل التفجيرات تلك بتغيير مراكز ومقرات لقيادات أمنية وتحريكها تكتيكياً لعلها تنفع في شيء ، وماحدث أن تم في اليوم الثاني تفجير مجموعة جديدة من المفخخات في أماكن متفرقة من بغداد ، وهذا أمر في غاية الخطورة ، وهو مايشير إلى تورط قيادات كبيرة في مراكز سياسية مهمة في الدولة العراقية ، وهي ربما من تسهّل أمر مرور تلك السيارات وبهذه الأعداد وكل إلى هدفها وبسهولة وميسرة تثيرأكثر من سؤال وسؤال .
والجديد الذي أثار أسئلتنا وإستفساراتنا أنّه وبعد الأجتماع الرمزي الذي دعا إليه السيد عمار الحكيم لكل القيادات والرموز العراقية في بيته ، وما تم فيه من تصافح الأيدي بين الخصوم السياسيين ومسك ختام ذلك اللقاء بتقبيل الجبين بعضاً لبعض ، ودون أن نعرف ويعرف الشارع العراقي هل تم في ذلك الأجتماع الأتفاق على أمور لم يتم الأعلان عنها بعد أم لا ، ولكنهم إكتفوا بالتصريح أنّه إجتماعاً وطنياً رمزياً وحسب ، وبعضهم أطلق عليه لقاءاً وطنياً رمزياً وحسب ، ونحن أمام الحسبتين كونه لقاءاً أو إجتماعاً عندنا عليه أشياء وأشياء .
وفي واحدة من هذه التي نشير إليها أنّه وبعد هذا الأجتماع لاحظنا ، ولاحظ معنا كل العراقيين أن هناك هدوءاً نسبياً مرّت به عاصمتنا ، وكأنّها ساعات وقف لأطلاق النار ، ولم يحدث أي خرق أوتفجير بعد ذلك الأجتماع ، ونتمنى مخلصين في أن تطول هذه المدة لينعم أهلنا في بغداد بشيء من الراحة ، أو أن يكون المجتمعون قد توصّلوا إلى أشياء لم يعلنوا عنها لوقف نزيف الدم ، وهنا أيضاً تساؤل كبير عن مديات العلاقة القوية بأولائك المجتمعون أو الملتقون بتلك المفخخات وأربابها ، وهذا دليل مادي يقطع الشك باليقين على تورّط الكثير من أولائك ، وتلطّخ أياديهم بالدم العراقي الطاهر ، وأن الملاحظة الأهم هي أنّه وكلّما إزدادت المناكفات السياسية وحالات التأليب والتحريض من تلك التي تدعي نفسها نخباً سياسية تزداد معها بأضطراد وتيرة التفجيرات بالمفخخات والأحزمة الناسفة ، وكلّما هدأت تلك العواصف حطّت المفخخات من أوزارها ، وآلت إلى شيء آخر من ترقب أو إنتظار ، وهذا أمر جديد مقلق ، وهو ينم عن مدى خطورة الوضع في العراق ، ودليلاً قاطعاً على أن النخب السياسية الموجودة الآن على الساحة ليست نظيفة ، وليست بريئة من الدم العراقي ، وليست صالحة لقيادة البلد ، وإنما هي سائرة به إلى دمار وإلى تنفيذ أجندات لانعرف فحواها ولمن تعمل ، ومؤشّر على أنّهم الرجال في المكان الخطأ التي وضعهم فيها الناخب العراقي ، وبسوء تقدير منه كبير ، وعليه إذا ماتدارك الشعب ونخبه المثقفة الواعية وإستدرك أمره ، فأنه سيستمر يدفع فاتورة إختياراته الخطأ نزفاً من دمه الطاهر ، وضياعاً لمستقبل أبنائه في دولة لم ولن يدق لها حجر أساس تطوّرها وتقدّمها ، ولن يجد بداً من الحزن والألم الدائم والخيبة الكبيرة ، ودمار على كل الأصعدة ، والأستمرار في هدر ثرواته وموارده الوطنية ، وقد تبيّن الكثير من عقلاء القوم وعليتهم أن بلداً بأمكانات عراقنا اليوم قد إبتنى له بنى تحتية وفوقية وفق خطط وإستراتيجيات بهذه الموارد المالية العملاقة التي ذهبت ومازالت تذهب هدراً كل يوم ، ونحن لها نرى ونسمع ، ونتفوّه بكلمات صارت تدغدغ أسماع المسؤولين ، ولاتثير عندهم لصائحة من شيء ، وكأنّها ترنيمة صباحية إعتادوها مثل الفساد والرشوة والفساد المالي والأداري ، ومن يدري ربما المسؤول يرتاح كثيراً حين يرى الجموع تتكلّم بهكذا لهجة لتطفيء بالكلام ناراً مستعرة في داخلها ، وتنفيساً لها وهي بالتأكيد لهم أفضل من بقائها في جوفها خوفاً من لحظات تفجّرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع