الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. إييييييه

هويدا طه

2005 / 4 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ظاهرة ارتباط مطرب بالحاكم.. هي ظاهرة مألوفة في تاريخنا، منذ مطربات هارون الرشيد سلامّة ودنانير وحبابّة وغيرهن، إلى ارتباط عبد الحليم حافظ بجمال عبد الناصر! وغالبا عندما تنظر إلى هذا الارتباط بعد زمن ٍ طويل.. تجده مشيرا إلى(ملامح مرحلة)، فقد كانت أغاني عبد الحليم حافظ مثلا.. تتناول ثورة يوليو والحث على الكفاح والتنمية ومناهضة الاستعمار، فيما يمكن وصفها بأنها(مرحلة التحرر)،كما جاءت أغاني محمد ثروت الذي ارتبط بالسادات- وإن كان بنجومية أقل- معبرة عن مرحلة السلام مع إسرائيل والانفتاح الاقتصادي، وغير ذلك من ملامح مرحلة ما بعد قبر الكفاح والتنمية ومناهضة الاستعمار.. إلى غير رجعة! فكانت(مرحلة السداح مداح)كما سماها المرحوم أحمد بهاء الدين! ثم جاءت مرحلة عبرت عنها الأغنية الفضيحة(المصريين أهمه.. حيوية وعزم وهمة)! وهي(مرحلة الفضيحة)لأن أغنية الحيوية والعزم والهمة جاءت في وقت.. وصلت فيه معدلات المرض والهزال والفقر بين المصريين إلى أعلى مستوياتها! لكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء المطربين الذين عبروا عن سياسة حاكم ٍ ما.. أنهم كانوا جميعا.. مطربين بحق! أي أصواتهم حلوة وأدائهم حلو.. ويلحن لهم ملحنون يستخدمون الموسيقى- كما هو معروف- في تلحين الأغاني!
ثم جاءت مرحلة غريبة! لا تعرف من فيها يعبر بدقة عن الآخر، من فيها يرمز لوجود الآخر! هل مبارك/الحاكم هو من تسبب في وجود ظاهرة(شعبولا).. بما فرضه نظامه من(قتل مصر)سياسيا واجتماعيا وعلميا ودينيا.. وطبعا فنيا.. فلم يعد يبرز فيها.. سوى هذا العبث/العفن السياسي والاجتماعي والديني- وبالمرة الفني-؟! أم أن شعبان عبد الرحيم/المطرب مجازاً- الذي يدلله الشعب باسم شعبولا- هو من يعبر عن زمن مبارك؟! زمن تعفن مصر على كل صعيد! وكثيرا ما تردد البعض في نقد هذا(الشيء)الذي خرج علينا مطربا! فهو يثير الشفقة أولا.. لكونه كان يعمل(مكوجيا)قبل أن يحترف... الإيييييه! ولكونه واحدا من هؤلاء الذين كانوا يعيشون في قاع المدينة.. فتخشى إن قلت إن ما(يفعله)ليس غناءً وإنما شيئا مفزعا! فيقال عنك- أو حتى تشعر أنت- أنك تتعصب للمطرب الوسيم النجم بينما تتحدث طوال الوقت عن الشعب والجماهير! فتصمت! وهو يثير الاشمئزاز ثانيا.. لكونه لا يقدم ما اعتدنا تسميته أغاني! وإنما شيئا ضحلا مروعا ليس إلا تلك ال.. إيييييه! لكنك تخشى ثانية أن تقولها.. حتى لا تتهم- أو تتهم نفسك- بأنك تتعاطى مع الرجل بفوقية وتأفف! فتصمت! حتى زاد الأمر فدخل شعبولا في السياسة من عتبة عمرو موسى! معبرا بالفعل عن(مرحلة الخلط)! لتعجز مرة أخرى عن انتقاد حب(الشعب)لعمرو موسى.. الفارس الأنيق المحبوب! وخوفا من(اختلاط الأوراق).. فتصبح محل تساؤل.. هل تضيق بشعبولا.. أم بعمرو موسى! ليس إلا الصمت.. ملاذا!
إلى أن بدأت حركة تسّيس تظهر في مصر.. في الأشهر الأخيرة.. منحت الأمل بأن تغييرا لابد أن يقع.. تكون من نتائجه أن يتحلل هذا العفن الذي أصاب مصر.. فتعود إلى طريق الاستنارة.. سياسيا واجتماعيا ودينيا.. وطبعا فنيا! ويتجدد الأمل بأن(مرحلة الخلط)هذه.. توشك أن تنقضي.. عندما تتخلص مصر من(رائد الخلط)الذي لخبط مصر رأسا على عقب على مدى ربع قرن! لكن رائد الخلط شعر بأنه.. مزنوق! تحت ضغط سأم الخارج وتذمر الداخل.. منه ومن عائلته ومن نظامه! فأراد أن(يجمل)صورته، فلم يجد رائد الخلط من يعبر عنه سوى.. رائد الإييييه! ليفاجأ المصريون بشعبولا على قناة مزيكا.. يخرج بشيء جديد(وأشياء شعبولا يثقل على المرء تسميتها.. أغاني)! لتجد نفسك في أوج مرحلة الخلط.. تستمع إلى شعبولا.. وهو يطرب المصريين: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.... إيييييه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟