الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغط حول البروليتاريا

محمد المثلوثي

2013 / 6 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إضافة لكل ترسانة أجهزة القمع (بوليس، جيش، سجون...) وأجهزة الضبط الاجتماعي (العائلة، المدرسة، الحزب، النقابة، المسجد، الإدارة...)، فان البورجوازية كطبقة سائدة وكمتصرف في النظام الاجتماعي القائم تحوز على جهاز إيديولوجي عملاق مهمته الأولى والأساسية مواجهة الأفكار الثورية ومنع اكتساحها للأوساط الاجتماعية المصنفة خطيرة وقابلة للإنفلات. ولعل أهم أسلحة هذا الجهاز الإيديولوجي الرهيب هو التصنيف الاجتماعي أو التصنيف السوسيولوجي. فبحسب هذا التصنيف الذي تبرع في إخراجه الآلة الأكاديمية فان المجتمع ينقسم إلى عشرات إن لم يكن مئات الأصناف الاجتماعية المختلفة والمتضاربة المصالح. فمن تقسيم المجتمع على أساس عمري (أطفال، شباب، كهول، شيوخ) أو على أساس جنسي (نساء، رجال) إلى تقسيمه على أساس مهني (عمال، موظفين، فلاحين، طلبة...) ثم تقسيمه على أساس العلاقة بمؤسسة العمل (أجراء، معطلين، مهمشين...)، وصولا إلى التقسيم الجغرافي (مدينة، ريف..) هذا إضافة للتقسيمات العرقية والدينية والقومية والجهوية... وبحسب هؤلاء "الخبراء" فان كل صنف من هذه الأصناف الاجتماعية يعيش ضمن وضعية خاصة، وله مشاكل خاصة، وبالتالي فان له مطالبات خاصة تتضارب مع مشاكل ومطالبات الأصناف الأخرى. وهذا ما يبررون به الانشقاق التنظيمي للعمال باسم نقابة العمال ونقابة الموظفين، ومنظمات الفلاحين ...... وتحت لواء العلموية من علم الاجتماع إلى علم النفس، وبتكديس الإحصائيات والأرقام والنسب والجداول التي لا يفهمها إلا أصحابها فان المجتمع يتحول إلى مجرة تعج بأعداد لامتناهية من الأصناف الاجتماعية بميزات وخصائص اجتماعية لامتناهية. ولماذا كل هذا الجهد التفتيتي الجبار؟ إنهم ببساطة يريدون أن يقولوا لنا: أنتم لا تمثلون طبقة اجتماعية واحدة، ومشاكلكم ليست واحدة، وشروط بؤسكم ليست واحدة، وسبب شقائكم ليس واحدا، وبالتالي فأهدافكم ليست واحدة، وأنتم في كل هذا لا تواجهون شيئا واحدا، هو النظام الاجتماعي السائد، بل إن كل مجموعة منكم لها وضع خاص يستوجب حلولا خاصة وعلاجا خاصا. أنتم لستم ما أنتم فيه حقيقة، أنتم ما تقوله عنكم أبحاثنا العلمية والمخبرية. أنتم لستم البروليتاريا، ذلك الكائن الخرافي الذي يتحدث عنه أصحاب الأفكار الهدامة، إنكم العمال، الفلاحين، المعطلين، المهمشين المدينيين، الريفيين، الشباب، الكهول...الخ.
"فرق تسد"، هذا هو أسلوب البورجوازية في مواجهة ضحايا نظامها الاجتماعي. فالمهم دائما بالنسبة للآلة الإعلامية والإيديولوجية هو أن لا يتعرف هذا القسم من الفقراء على عمق صلته بالقسم الآخر، وأن لا يرى في نضالات إخوانه في هذا القطاع أو تلك الجهة تعبيرا وتواصلا لنضالاته الخاصة. فأكثر ما يرعب البورجوازية وعلمائها وأكادمييها وفلاسفتها وصحافييها هو وعي الفقراء بأنهم يمثلون طبقة واحدة تعيش ضمن شروط اجتماعية عامة موحدة، وأنهم في الواقع يملكون نفس الأهداف التاريخية، وان ما يظهر كونه مشاكل خاصة هي في الحقيقة مجرد تعبير جزئي عن معضلة اجتماعية واحدة يمثلها نظام اجتماعي واحد هو النظام الرأسمالي. وأن التقسيم الفعلي للمجتمع ليس بين الأصناف الاجتماعية، بل بين طبقتين اجتماعيتين متناقضتين، الأولى هي ملاك وسائل إنتاج الثروة الاجتماعية وكل خدمهم، والثانية هي كل أولائك المستبعدين من الملكية باستثناء ملكية قوة عملهم، والتي يجدون في الغالب صعوبة متعاظمة في بيعها، وحتى إن توفرت لهم فرصة بيعها (العمل) فان ذلك يكون ضمن شروط تزداد بؤسا وتخضع كل يوم لضغط منافسة لا ترحم.
لكن مفهوم الطبقة الاجتماعية نفسه لا يغادر ميدان التصنيف السوسيولوجي إذا بقي الأمر متعلقا حصريا بالعلاقة بملكية بوسائل الإنتاج. فالطبقة الاجتماعية لا تبرز كقوة اجتماعية فاعلة إلا حين تدخل ميدان النشاط الاجتماعي بصفتها طبقة موحدة وواعية بوجودها الطبقي ذاك. وهكذا ففي السير العادي للنظام الاجتماعي السائد، أي في ظل أوضاع ماقبل ثورية، أو لنقول في وضع السلم (الخضوع) الاجتماعي، فان الطبقة الاجتماعية الوحيدة الموجودة فعليا هي الطبقة السائدة، أي الطبقة البورجوازية، فهي الوحيدة المنظمة من خلال أجهزتها الدولتية الرسمية منها وغير الرسمية، وهي الوحيدة الواعية بنفسها كتجمع مصالح موحد، رغم حرب المنافسة الداخلية، من خلال أساطيل أجهزة تكييف الوعي الجماعي وإعادة الإنتاج اليومية لأفكارها ونظرتها للمجتمع والعالم، وفرض هذه الأفكار على المجتمع بأسره. أما البروليتاريا، أو أغلبية المجتمع المستبعدة من ملكية وسائل الإنتاج، فإنها لا تكون طبقة إلا بصفتها طبقة ثورية، إلا بصفتها قوة منظمة مناهضة للأوضاع القائمة. لذلك يمكننا في هذا الباب موافقة ماركس الذي يقول بأن البروليتاريا إما أن تكون ثورية أو لا تكون. البروليتاريا إما أن تكون فاعلية ثورية، وإما أنها لا تمثل سوى ذرات فردية في حرب المنافسة الطاحنة حيث الكل ضد الكل. وهكذا فالبروليتاريا لا توجد كطبقة، أي كقوة اجتماعية، إلا من خلال نضالها ضد شروط وجودها كطبقة. وبغض النظر عن ظروف تطور هذه النضالات فإنها في حقيقتها التاريخية لا تستهدف غير الإنهاء الثوري لوجود البروليتاريا نفسها، أي إنهاء السيادة الطبقية. فكل نضال تخوضه البروليتاريا ضد شروط الاستعباد التي يفرضها عليها النظام الرأسمالي، حتى وان كان في مرحلة احتجاجية جنينية، يحمل في طياته وضع النظام الاجتماعي السائد موضع السؤال. وهو ما يعني وضع وجود البروليتاريا نفسه موضع السؤال أيضا. وهذا الأمر لا يتعلق بنظرة خلاصية، أو وضع البروليتاريا موضع المجسد لغاية تاريخية مكتوبة في لوح محفوظ، مثلما يذهب لذلك كثير من الماركسيين، أو حتى ماركس نفسه، بل الأمر يتعلق بحالة واقعية تسير أمام أعيننا، وتؤكدها الهبات الثورية المتلاحقة. ففي كل مرة تدخل فيها البروليتاريا مسرح التاريخ إلا وتبدأ الأسئلة تحوم حول الرأسمالية، وحول ضرورة تجاوزها نحو أسلوب إنتاج اجتماعي جديد.
وهكذا فان الهدف التاريخي للبروليتاريا ليس إعلاء نفسها كطبقة سائدة، مكان البورجوازية، بل إنهاء الطبقية نفسها. فالبروليتاريا هي بطبيعة وجودها الاجتماعي "متحررة" من كل ملكية طبقية لوسائل الإنتاج، إذ هي مثلما أسلفنا تمثل الأغلبية المستبعدة من الملكية، ووجودها كطبقة اجتماعية، أي كفاعلية ثورية، لا يعدو كونه تجاوزا لوجودها كأصناف سوسيولوجية ثابتة ضمن النظام الاجتماعي السائد. لذلك فان كل مبادرة ثورية تخوضها هذه الطبقة لا تتعلق باستعادة الملكية الخاصة لوسائل إنتاج الثروة لصالحها، وهو عمليا أمر بلا معنى، بل بإنهاء كل ملكية خاصة لهذه الوسائل الإنتاجية، أي تحويل ملكية وسائل الإنتاج إلى ملكية اجتماعية. وهو ما لا يتحقق إلا بإرساء إدارة ذاتية كمونية يستعيض بها المجتمع عن الإدارة الفوقانية (الإدارة الدولتية) والسلطوية للإنتاج الاجتماعي والإدارة الاجتماعية للحياة المادية والروحية لكل أفراد المجتمع. وهذا الأمر بالضبط هو ما يجعلنا في تعارض مع الاشتراكيات البورجوازية، بما في ذلك الماركسية، التي تريد إقناع البروليتاريا بأن تحررها يمر عبر إنشاء سلطة سياسية باسم العمال (الدولة الاشتراكية) تحوز لنفسها، باسم المجتمع، على ملكية وسائل الإنتاج. فالثورة الاجتماعية لا يمكن أن تكون نقلا للسلطة السياسية، سواء بطريقة سلمية أو عنيفة، من يد حزب "بورجوازي" إلى حزب "عمالي"، بل بإنهاء كل نوع من السلطة السياسية، أي إنهاء الحكم السياسي للبشر، والاستعاضة عنه بإدارة ذاتية يساهم فيها كل أفراد المجتمع بشكل مباشر وبدون تمثيلية سياسية من أي نوع.
والقول "بالدولة العمالية" أو "دولة العمال والفلاحين" لا يضاهيه سوى القول "بدولة العبيد" أو "دولة الأقنان"!!! فبمثل ما أن تحرر العبيد لا يمكن أن يكون بتحولهم إلى أسياد، بل بإنهاء نظام العبودية نفسه. فان تحرر البروليتاريا، أو عبيد العصور الحديثة، لا يكون بأخذهم موقع السيادة، بدل الأسياد القدامى، بل بإنهاء كل سيادة. وهذا لا يكون من خلال الدولة، بل ضدها وعبر تدميرها الثوري، أي عبر إرساء إدارة اجتماعية جديدة لا تقوم على السيادة، بل على الإدارة التعاونية الكمونية. وهذا في الواقع ما عبرت عنه الثورات البروليتارية من ثورة الكومونة الى ثورة السوفياتات، برغم كل محدوديتها التاريخية. لذلك ففي واقع الأمور فان الحركة الثورية للبروليتاريا هي حركة لاسلطوية بامتياز. واللاسلطوية هنا لا تعني تيارا بعينه، مثل الأناركية أو الشيوعية الأناركية أو السنديكالية الثورية أو الماركسيين اللاسلطويين....الخ، بل تعني الحركة التاريخية نفسها التي لا تمثل التيارات العمالية المختلفة سوى تعبيرات جزئية ومرحلية عنها.
إن مسعى البورجوازية الدائم، يساعدها في ذلك بوعي أو بغير وعي كثير من المثقفين الذين ينسبون أنفسهم للحركة الثورية، هو إلغاء البروليتاريا كطبقة ثورية من أجل تثبيتها كأصناف اجتماعية "تطالب بحقوقها" في حدود سياج النظام الاجتماعي السائد. فمن نظريات الياقات البيضاء، إلى أسطورة نهاية "العمل المنتج" وصولا إلى الابتداعات النظرية حول ما يسمى "بالهامشيين" (وكأن البروليتاريا ليست مهمشة ومقصية في هذا العالم الرأسمالي)، شيء واحد ثابت في الدعاية الإيديولوجية البورجوازية: أنتم لستم البروليتاريا. أنتم لستم طبقة. والثورة الاجتماعية ليست سوى أوهام. فلتقبلوا بما أنتم فيه، ولتزاحموا مثل الآخرين من أجل موقع أفضل في هذه الآلة الجهنمية للمنافسة.
لكن من هؤلاء الذين ينتفضون في كل مكان؟ من هؤلاء الذين يواجهون آلة الدولة؟ من هؤلاء الذين ينفذون الإضرابات والاعتصامات وقطع الطرق وتعطيل ماكينة الإنتاج البورجوازية؟ من هؤلاء الذين لا يعترفون عمليا "بمصلحة البلاد"و"مصلحة الاقتصاد الوطني"، أي لا يعترفون بمصلحة البورجوازية وكل حشرات الدولة الطفيليين؟ من هؤلاء الذين يرفعون مطالباتهم الحيوية في مواجهة منطق الربح والمردودية الاقتصادية وقانون القيمة الرأسمالي؟ من هؤلاء الذين ترتعد فرائص النظام لجلجلة أقدامهم الهادرة، وتجهز في مواجهتهم الدولة أساطيل أجهزة القمع وتقوم بأفظع الجرائم لوقف حركتهم؟ من هؤلاء الذين "يعتدون على الأملاك الخاصة والعامة" ولا ينضبطون لكرنفالات المسيرات السلمية؟ من هؤلاء الذين يقاطعون السيرك الانتخابي ولا يعترفون بأي تأطير حزبي أو نقابي، بل ويواجهون هذا التأطير الرسمي وشبه الرسمي بخلق شبكات تنظيم ذاتي موازية، ويفاجئون أكثر المنظرين تفاؤلا بنهوضهم الثوري وقدرتهم العجيبة على فض المشاكل العملية بلا "خبراء" ولا "تكنوقراط" ولا "زعماء"؟
إنهم حثالة المجتمع....نعم إنها البروليتاريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 6 / 5 - 21:29 )
الرفيق العزيز محمد
جهد ثوري رائع
الا تعني دكتاتورية البرولتاريا هي الاخرى انحراف عن المجتمع الكومني
اعانقكم


2 - سلطة البروليتاريا سلطة وهمية
محمد المثلوثي ( 2013 / 6 / 5 - 22:53 )
لو نظرنا للموضوع بشكل واقعي بعيدا عن الطلاسم المذهبية لوجدنا أن -سلطة العمال- هي شيء وهمي، او تبرير لسلطة رأس المال باسم العمال. فالبروليتاريا تنهض ضد شروط وجودها كطبقة خاصة في المجتمع، وهذا يعني أنها تنهض ضد العمل المأجور. وانهاء العمل المأجور لا يعني سوى انهاء طرفيه (قوة العمل والرأسمال) وليس اعلاء طرف في مكان الآخر. وهكذا فان الثورة الاجتماعية لا تهدف لإعادة السيطرة الطبقية لصالح العمال، بل من أجل انهاء كل سيطرة طبقية. أما اذا فهمنا -ديكتاتورية البروليتاريا- بمعنى ضرورة تنظيم هذه الطبقة لنفسها في مواجهة القوة المنظمة للمجتمع السائد واستعمال عنفها الثوري في مواجهة العنف الرجعي للطبقة البورجوازية، فالأمر من هذه الناحية لا يتعلق بارساء سلطة سياسية جديدة بل بضرورة التدمير الثوري للدولة وما يستوجبه ذلك من فرض ديكتاتورية الحاجات الانسانية للبشر في مواجهة قانون الربح الرأسمالي وفرض ادارة كمونية للتسيير الذاتي في مواجهة التنظيم البيروقراطي للدولة، وحالما تنجح البروليتاريا في ارساء ادارتها الكمونية فانه لن تعود هناك حاجة للعودة الى الدولة


3 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 6 / 6 - 14:35 )
الرفيق العزيز محمد
جزيل الشكر والامتنان
اتنمنى وارجوا ان تبقى زاخر بالعطاء والتنوير الثوريين
اعانقكم


4 - البروليتاريا
فؤاد النمري ( 2013 / 6 / 7 - 03:53 )
السيد المثلوثي ليس لديه أدنى فكرة عن البروليتاريا
البروليتاريا هي طبقة تعمل في نمط معين من الإنتاج يغيب فيه تماماُ تقسيم العمل
الفلاحون والموظفون والفقراء والمهمشون وحتى كثيرون من العمال ليسوا من البروليتاريا بالطبع
العاملون في الخدمات وحتى الكناسين ليسوا من البروليتاريا
مفهوم البروليتاريا مسألة مفصلية في العمل الشيوعي
الذين قوضوا المشروع اللينيني ليسوا بالطبع من البروليتاريا وهم الذين أعلنوا في العام 1961 حل دولة دكتاتورية البروليتاريا ليستعيضوا عنها بما اسموه -دولة الشعب كله- رغم انهم كانوا قد حاربوا في صف البروليتاريا طيلة عمرهم


5 - قريحة النمري
محمد المثلوثي ( 2013 / 6 / 7 - 13:11 )
-البروليتاريا هي طبقة تعمل في نمط معين من الإنتاج يغيب فيه تماماُ تقسيم العمل- هذا ما جادت به قريحة السيد النمري


6 - البروليتاريا و ديكتاتوريتها
عبد المطلب العلمي ( 2013 / 6 / 7 - 18:21 )
المثلوثي يكتب ما يكتبه ،من وجهه نظر غير ماركسيه .انجلز في تعريفه للشيوعيه:إنها النظرية التي تعنى بشروط تحرر البروليتاريا. و هي الطبقة التي تعيش وتحيا ببيع قوه عملها ،والتي لا تحصل على أي ربح من أي صنف من الرأسمال.و ان الكادحين كانوا دوما موجودين، لكنهم لم يكونوا بروليتاريين. لقد كانوا يكدحون وكانوا فقراء، ولكن ضمن ظروف تختلف نوعياً عن الظروف الحديثة. (راجع انجلز -مبادئ الشيوعيه-)
اما بخصوص ديكتاتوريه البروليتاريا و شكل الدوله ،فقد اورد ماركس في -نقد برنامج غوتا-شرح لا لبس فيه : أي تحول يطرأ على الدولة في المجتمع الشيوعي ؟ وبتعبير آخر : اية وظائف اجتماعية مماثلة للوظائف الحالية للدولة تظل قائمة في المجتمع الشيوعي ؟ العلم وحده يستطيع الجواب عن هذا السؤال ؛ ولن ندفع القضية الى الامام قيد شعرة ولو قرنا بالف طريقة كلمة -الشعب- بكلمة -الدولة-.بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي، تقع مرحلة تحول المجتمع الرأسمالي تحولا ثورياً الى المجتمع الشيوعي. وتناسبها مرحلة انتقال سياسي لا يمكن ان تكون الدولة فيها سوى الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا.


7 - الى عبد المطلب العلمي
محمد المثلوثي ( 2013 / 6 / 7 - 23:13 )
الفرق بيننا هو أنك تبحث عن مطابقة أفكارك مع نصوص أنجلز، ماركس..بينما أحاول أنا البحث من زاوية الواقع التاريخي نفسه بغض النظر عن أقوال ماركس أو غيره...وهو ما أظنه الفرق بين الايديولوجيا وبين البحث الواقعي في الأشياء...أما في تعريف البروليتاريا بأنها الطبقة التي تعيش من بيع قوة عملها، سأسألك وماذا يبيع الموظف لإدارة الدولة؟ وماذا يملك المعطل عن العمل غير قوة عمله؟ ومن هو الطالب أو التلميذ ان لم يكن قوة عمل بصدد الصقل والتهذيب؟...ان الميزة التاريخية للرأسمالية هي تعميم نظام العمل المأجور، وهذا ما يجعل كل تطور رأسمالي هو في الحقيقة تحويل أقسام جديدة من المجتمع الى صفوف البروليتاريا...أما البروليتاريا كطبقة اجتماعية وكفعالية ثورية فانها لا تكون الا في لحظات نهوضها الثوري نفسه، وفيما عدا ذلك فان العامل هو مجرد بائع لبضاعة خاصة يدخل بها سوق المنافسة مثله مثل بقية المنافسين، اي كمواطن الدولة وممثل حقوقي لبضاعته تلك...ديكتاتورية البروليتاريا، كسلطة سياسية، كذبة كبيرة لا تعني سوى ديكتاتورية الحزب، لأن البروليتاريا لا يمكن لها أن تسود كطبقة، بل ان تحررها يكمن في انهاء وجودها كطبقة


8 - الى السيد المثلوثي
المهدي المغربي ( 2014 / 9 / 29 - 16:44 )
ألا تعلم يا رفيق محمد أن البروليتاريا في معمعان صراعها مع البورجوازية تدمر نفسها كطبقة كما تدمر البورجوازية كطبقة سائدة ... أظن أن طرحك يبتعد كثيرا حتى عن أبجديات التحليل الماركسي... تحياتي

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم