الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصير.. الثورة لا تسقط

خالد قنوت

2013 / 6 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لن أتحدث عن عملية برموغاندا إعلامية قام بها النظام و حلفائه و بعض الفضائيات العربية و العالمية المحسوبة على الثورة في تضخيم معركة القصير و اعتبارها معركة الحسم و معركة المصير للثورة السورية, سأتحدث عن من كان من المفروض أن يشكل إعلاماً للثورة أو لسان حال سياسي للثورة ألا و هم أعضاء الائتلاف و المجلس الوطنيين.
لقد انساق الائتلاف و المجلس لما يريده النظام في عملية التضخيم لمعركة القصير و بدون أي إدراك لمبادئ الحرب الشعبية المسلحة و طبيعتها العسكرية من حرب شوراع و ليست كحرب مناطق محررة. قبل أسابيع, خرج رئيس الائتلاف و المجلس ليعلن بيان عن الحشد لمعركة القصير و كأن عناصر الصراع العسكري هناك في حالة ندية و تساوي بينما كان من المفروض العمل على تبسيط معركة القصير بعكس ما يريده النظام و العالم و الدعوة للتركيز على معارك أكثر أهمية كمعركة دمشق الحاسمة. الأسوء في الأمر كان بعد القصيرحيث تبدأ التسولات و التوسلات للعالم و الدول المانحة للدعم المادي لإنقاذ أطفال و نساء القصير و جرحى القصير و أيضاً, لن يصل من الدعم المفترض شيئاً لأهل القصير.
في مشهد فانتازيا حزينة, تذكرني قوافل المقاتلين الشرفاء المتجه للقصير للمساندة و الدعم و زمامير الشاحنات على طول الطريق, بتعبير (عليهم يا عرب), لنسأل, هل قيادات الكتائب العاملة في العمل المسلح برغم كل الحس الوطني و الأخلاقي لأفرادها على قدر من الكفاءة و العلم و الخبرة في التعامل مع حرب عصابات شعبية طويلة الأمد هدفها إنهاك قوات نظامية تحمي نظام دموي استبدادي؟ لا أظن ذلك.
لقد أظهرت المعارك قتال يعتمد على روح القتال و الغيرة الوطنية و لكن هذه حروب تشبه حروب داحس و الغبراء و لا تخدم ثورة شعبية وطنية شاملة. ناهيك عن تعدد القيادات و حتى تنافرها.
بتصوري, كان أفضل قرار لقيادة الجيش الحر بافتراض أنها متواجدة على الأرض, أن تصدر أوامر بانسحاب المقاتلين من القصير قبل انتهاء الحشود العسكرية للنظام و مقاتلي حزب الله و المليشيات العراقية و العمل على حرب عصابات تنهك هذه الحشود و تنسحب في حرب كر و فر طويلة, طبعاً مع أوامر سرية بدعم لوجستي و معلوماتي و مادي.
لقد أضحى طول مدة القتال في القصير ثقيلة على الجميع و كأنهم يردون لها أن تنتهي اليوم قبل غد لتبيان ما بعد القصير, لن أتحدث هنا عن الذين يقفون مع الثورة حتى لا أقع في خطاب التخوين البغيض, و لكني سأتحدث عن من يقفون مع النظام بكل إخلاص و مصداقية. نعم, الجميع كان يعول على سقوط القصير و تضخيم هذا السقوط للنظر لمباحثات مؤتمر جنيف 2. زعيم حزب الله كان ينتظر سقوط القصير ليعلن في مناسبة انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عن نصره الإلهي الثاني في القصير و لكن خاب أمله و سقطت القصير يوم الخامس من حزيران يوم انتصار اسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967 و يوم بدء قصف بيروت عندما اجتاحت القوات الاسرائيلية لبنان سنة 1982.
العالم يريد سقوطاً ما, ليبدأ برسم سياساته و خرائطه القادمة على قياس مصالحه و تحالفاته و كان أفضل حالات السقوط هي سقوط القصير بعد جعلها ستالينغراد السورية و لمعرفته المسبقة بنتائج الحرب فيها, فالسياسيون لا يحبون المفاجآت بل يشعرون بالسعادة عندما تنطبق تحليلاتهم على الواقع.
كل ما يريده العالم بكل وضوح أن تنكسر روح الشعب السوري الثائر و تتحطم إرادة (الشعب يريد), لأنها بالنسبة لكل سياسيي العالم هي روح تمتلك من عنصر المفاجئة و الجموح ما يقلب الطاولة عليهم و يطيح بمخططاتهم و مصالحهم و توازناتهم.
سنظل في حلقة مفرغة من العنف و التدمير يقودها النظام و حلفائه و بدعم عالمي و بعد أن تعود القصير ستكون هناك قصير أخرى و في مناطق أخرى حتى يقتلوا روح الثورة التي تأصلت بالشعب السوري, هذه هي الحقيقة و علينا فهمها و على من يريد أن يعمل في الثورة السورية أن يضع هذه الحقيقة نصب عينيه و يبني عليها, سياسي أو عسكري.
القصير ستعود كما عادت معظم المناطق السورية التي تحررت ثم سقطت ثم عادت و تحررت. الشعب السوري هو الأقوى و هو الصابر الصامد و هو من يقلب طاولات المؤتمرات و المؤامرات التي لن تتوقف و لن تكل و لن تمل عن النيل من صموده و إصراره و عزيمته.
إن أساس أي حل سياسي في سورية لن يكون سوى بحاكمة من دمر سورية و قتل شعبها و شرع أبوابها لتدخلات العالم و أي حل لا يقوم على هذا المبدأ هو ساقط و غير قابل للحياة بعد كل هذا القتل للحياة في سورية. السوريون و منذ أكثر من سنتين يقاتلون من أجل انسانيتهم و من أجل أن لا تدمر بلدهم مرة أخرى بعد أن يعيدوا بناءها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين


.. ماكرون: -برنامج اليمين واليسار سيؤديان الى حرب أهلية في فرنس




.. جون أفريك: -تحقيق حول الأصول الجزائرية لجوردان بارديلا- زعيم