الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا بقيت الثورة السورية بلا رأس؟

مرعي حسن أبازيد

2013 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مما لا شك فيه أن الشجرة يجب أن تثمر، وإن لم تثمر فيحل قطعها!!! وهذا يندرج على الإنسان أيضاً من وجهة نظر فلسفية محضة، فالإنسان الصالح المُفكر كما الشجرة المثمرة يجب الإصغاء إليه واستشارته كلما توجب ذلك. من هنا، يُعرف الإنسان بفكره ومواقفه الوطنية التي عودنا عليها خلال تاريخه النضالي و ثمرة عمله الطويل في سبيل مصلحة الوطن. و إذا نظرنا إلى هذا الأمر من زاوية أخرى، نجد أنه من الممكن معرفة هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص من خلال رجاحة عقلهم ومنطقهم وحتى من خلال أخلاقهم في المجتمع كي نسير خلفهم لمعرفة الطريق الصحيح والتوجه نحو المواقف الصحيحة والوقوف في وجه كل مايحيق بنا و بالوطن من مؤامرات و شرور للتغلب عليها ولو بعد حين. لا نريد أن نرجع إلى الوراء لعقود مضت، بل لنرجع لمدة سنتين وأكثر قليلاً، لنرى ونتعرف إلى هؤلاء الوطنيين والمفكرين أو حتى لنسميهم إذا أردنا بالمصلحين، الذين يعيشون هموم الوطن بالمعنى الحقيقي للكلمة على أرض الوطن و في ساحات الاغتراب، الممتلئة بالمحرومين والمهمشين سياسياً وإعلامياً بشكل مقصودعلى مدى عقود طويلة نتيجة لتمسكهم بمبادئهم وثوابتهم الصادقة، و من خلال تحليلاتهم المنطقية والعلمية لكل مايجري في منطقتنا والعالم، دون التخلي عن تطلعات وآمال الشعب الرازح تحت نير الاستبداد والظلم طيلة حياته.
هنا سؤال يطرح نفسه، لماذا هؤلاء مُغَيَّبون عن الساحتين الإعلامية والسياسية قسراً بينما نرى على الشاشات يومياً عشرات المتبجحين الذين ليس لديهم مايقولونه للمواطن سوى الهراء بجمل خالية من أبسط قواعد اللغة العربية التي لا يخطئ بها حتى طالب مدرسة ابتدائية؟ من أتى بمثل هؤلاء كي يشكلوا مجلساً وطنياً أو ائتلافاً وطنياً دون غيرهم؟؟؟ كل ذلك، يجعلنا نرى أن هناك خطة ممنهجة ومدروسة من أجل تغييب الوعي العربي عن الحقيقة مع الأخذ بعين الاعتبار النسبة العالية للجهل و للأمية في مجتمعاتنا!!! إذاً، تجب العودة إلى هؤلاء المغيبين كي نبايعهم كرجال للإصلاح الوطني والاجتماعي والسياسي والفكري على الأقل في هذه المرحلة للخروج من الأزمات والمآسي المتلاحقة التي تعصف في بلداننا من المحيط إلى الخليج.
إذاً، نحن بحاجة ماسة لظهور شخصيات قيادية غير مرتبطة بأجندات لا خارجية ولا داخلية بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة لتقوم هذه الشخصيات بدور قيادي فعال دون الرجوع إلى أية جهة، شخصيات قادرة على التضحية من أجل الحقيقة والدفاع عنها، شخصيات لا تسكت عن الخطأ مهما كان مصدره، سواء أكان من النظام القاتل أم من الثوار المتهورين وغير المنضبطين الذين يسعون لإثارة الفتن والنعرات الطائفية في المجتمع الواحد متعدد الأطياف والأعراق والأديان والمذاهب وذلك من خلال ممارسة أعمال يندى لها الجبين، (وهذا موجه للطرفين في آن واحد). ولو نظرنا إلى التاريخ لوجدنا الكثير من التجارب المماثلة، عندما برزت شخصيات قيادية غير متسلطة، في الوقت المناسب، قالت كلمتها حول اوضاع بعينها شبيهة لما يحدث في سوريا ومناطق أخرى، وأنهت صراعاً دموياً استمر لسنوات، حيث التفت حولها أغلبية الجماهير، مما يؤكد على الروح الوطنية لهؤلاء الذين آمنوا و تحلوا بروح الولاء للوطن وأبنائه بالدرجة الأولى، وعملوا بثقافة التصدي المباشر لكل الإنحرافات التي من شأنها أن تُبعد الإنسان عن جادة الصواب بوضعها النقاط على الحروف فيما يخص الظروف الموضوعية للصراع الدائر، والتي عانى من جرائها أبناء الوطن الضعفاء والفقراء قبل غيرهم.
ولنجاح هذه الجهود في سوريا، يجب أن تتظافر جميع القوى الشريفة في توظيف أفكارها النيرة و ما لديها من طاقات و حوامل فكرية للدفع باتجاه وقف نزيف الدم والتحول إلى التظاهرات السلمية واطلاق شعارات ترفض العنف وتشجب الظلم والفساد المالي والاستئثار بالسلطة والمطالبة بالتغيير الجذري والشامل لجميع مفاصل النظام الفاسد و تطهيره من رموز سيطروا على القرار السياسي للدولة من أجل مصالحهم الدنيئة على مدى عقود طويلة. فشعبنا على العموم شعب يدرك ويعرف من هم المفسدون ومن هم الشرفاء وبالإسم، وبهذا يكون قد اتخذ خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح للتخلص من عملية ممنهجة لتدمير البلاد بشكل كامل، وإبعاد المفسدين وأذنابهم والمتسلطين على رقاب الشعب وثرواته، وذلك من أجل بناء سورية جديدة مدينية، خالية من التطرف الفكري والعنف السلطوي.
مرعي أبازيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية وقصف مدفعي يهزان حي الشجاعية بغزة


.. الطريق إلى البيت الأبيض.. مناظرة بايدن وترامب ستمضي وفق قواع




.. قضايا الشباب تصدرت وعود المرشحين للانتخابات الرئاسية في موري


.. تضاعف الفرص العربية بتصفيات كأس آسيا|#هجمة_مرتدة




.. انفجارات ناجمة عن اعتراضات صاروخية في سماء الجليل المحتل