الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار حسن نصر الله التاريخي

أسعد البصري

2013 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


انتصر حزب الله اللبناني ، والحرس الثوري الإيراني ، والميليشيات العراقية ، والطيران السوري على المقاتلين السوريين في القصير . يجري الآن تمشيط المدينة ، و حرق الجثث . تولى مقاتلو حزب الله ، تسلق المنائر المتبقية لأذان النصر ، وإعلان الفتح المقدس . ثلاثة آلاف جثة في الطرقات ، سحبوا منها ألفاً فقط . وبقي الجرحى يحدقون في عيون الذئاب بصمت المهزومين . حين قمع النظام العراقي الإنتفاضة الجنوبية المسلحة عام 1991م ، لم تقدم السعودية قوات درع الجزيرة لمساعدة الحرس الجمهوري ، ولم ترسل تركيا قواتها الخاصة المدربة للمساندة ، كل ما حصل أن الولايات المتحدة سمحت للجيش المهزوم ، استخدام المروحيات رغم الحظر الجوي . لم تصل تهنئة حينها ، من أي رئيس ، أو ملك ، أو حزب بمناسبة قهر التمرد المسلح ، وإعدام المسلحين الشيعة . ما تقوم به إيران استهتار كبير بمشاعر العرب ، واستخفاف بوجدانهم . تهنئة إيرانية رسمية ، على وسائل الإعلام ، موجهة إلى النظام السوري ، بمناسبة هزيمة الشعب السوري الباسل في القصير . أنا آسف لأنني شاركت في انتفاضة 1991م ضد النظام السابق ، و آسف لأنني عملت في المعارضة ، و كتبت من سورية ضد الرئيس صدام حسين . ليت السنة الأغبياء دافعوا بصدورهم عن صدام حسين ، بقبلات حبيباتهم ، بأساور زوجاتهم ، بذكريات طفولتهم ، بعدالة عمر بن الخطاب ، بسؤدد عبد الملك ، بغمامة هارون الرشيد ، بدهاء سليمان القانوني ، ليت ذلك كان آخرَ عهدٍ لكم بكتاب الله ، فلا ترون يوما كهذا ، ليتكم دفعتم بصدر السيف ، ما تدفعه نساؤكم اليوم بأثدائهن . كما يدافع الشيعة الشجعان بفلذات أكبادهم ، وسواد عيونهم ، برائحة مراقدهم المزدحمة ، بالوفاء الجعفري الذي لا يقبل المساومة ، كلون الدم الظاهر ، كوجه الله يدافعون عن البعث السوري و بشار الأسد ، بعظام عليّ بن أبي طالب ، ورفات زينب الكبرى ، بأسنان حجر بن عديّ وإخلاصه ، بأحلام الفردوسي ، و سجادة الشيخ الطوسي يحيطون بالحكم العلوي المهيمن على قلعة الأمويين ، و حاضرة الوليد بن عبد الملك . لقد سلم السنة رقبة صدام حسين ، وحبل مشنقته الذي اشتروه على حسابهم ، ثم منحوا طرفه الآخر مجانا لإيران ، حتى تعلق لهم الرئيس العربي ، و ترقص على جثته أمام عيونهم الذليلة المهزومة ، بالرقاب المحنيّة للسلاجقة ، والمماليك ، والمغول ، والعثمانيين ، والإنگليز باعوا دم فارسهم في الليل الطويل ، ثم طافوا يجمعون الدمع من مآقي المغتصبات في السجون السرية ، ليغسلوا به جثمان سيدهم ، وآخر رمق في كرامتهم . لو عرفنا بأن القضية طائفية فقط ، و هكذا ستجري الأمور ، لتمثلنا بيت عبدة بن الطبيب في صدام حسين " وما كان قيسٌ هَلْكُهُ ، هَلْكُ واحدٍ / ولكنّهُ بنيانُ قومٍ تَهَدَّما " .
ليتنا نكتب بروح مرتضى العسكري الفارسية العظيمة ، و نكف عن الكتابة بروح المتنبي الحماسية الطيبة " حتى رجعت وأقلامي قوائلُ لي / المجدُ للسّيفِ ليس المجد للقَلَمِ " كان يريد شيئا لنفسه ، لهذا كتب هذا البيت السخيف . مرتضى العسكري لا يرغب شيئا لنفسه ، حين أسس حزب الدعوة ، و طور التعليم الحوزوي ، و عمل ليل نهار منذ خمسينات القرن الماضي ، في سبيل تأسيس حركة تبشير شيعية " حزب الدعوة " تدعو إلى العقيدة الإسلامية الخالصة . النقية من الأحاديث الكاذبة ، والصحابة المختلقين ، فألف كتاب " معالم المدرستين " الذي هو عبارة عن " وهابية شيعية " . عاش متقشفا لا يرغب من دنياه ، سوى مكتبة ، و ورقة ، و دواة ، يكتب و يقرأ ، في سبيل معتقده . يعيش على حلم واحد فقط ، منذ خمسينات القرن الماضي " بغداد شيعية صافية " بالتهجير ، بالتبشير ، المهم أن تفرغ العاصمة من التنوع الديني ، والحضور السني / المسيحي . انظر حولك الآن ، الرجل الذي لم يكترث لنظرية داروين ، و لا لصدمة الماركسية المذهلة في المجتمع . ولم يعبأ بملاكمة محمد علي كلاي ، و لا بإغراء مارلين مونرو . لم يلبس بنطرون چارلس في حياته ، لم يكترث لنزول الأمريكان على القمر ، ولا لأغاني فرانك سيناترا ، و ألفيس بريسلي ، و گوگوش ، وأم كلثوم . كان السيد مرتضى العسكري على سطح بيته في الكاظمية يسمع فحيح القبل المسروقة من حوله ، وربما يشمُّ رائحة العرق والسكارى ، لكنه ظل محدّقا في النجوم . يحلم بشيء واحد فقط هو : بغداد شيعية ، تابعة لأمها إيران العظيمة . يحلم بمشروع تبشير ، و تطهير ثقافي ، و مذهبي . هذا أهم و أخطر بكثير من المتنبي ، الذي كان راغبا بمُلكٍ ، و مالٍ لنفسه . نحن الذين كنا نسخر من كتابت مرتضى العسكري ، ندفع ثمن تلك السخرية أحياءً بغدادية هُجِّرَتْ ، و إبيدَتْ بأكملها . كذلك السوريون الذين كانوا يطمعون ببيع الأحذية النسائية ، و البخور على الزوار الإيرانيين في السيدة الزينب ، لربما يترنحون أحيانا بجمال العيون الفارسية ، و يسخرون من طقوسهم أحيانا أخرى . لم يخطر ببالهم ، أن مصيرهم كله سيقف على هذا الضريح ، الذي تسير له مواكب الزوار الإيرانيين . السوريون الذين عاشوا الجوع ، والفقر ، وتحالفات النظام العلوي ، مع روسيا و الخميني ، حفاظا على حكم الطائفة لخمسة عقود . يجرجرون اليوم جثثهم ، و جرحاهم في القصير ، بندم شديد على تلك الغفلة ، والإستخفاف بالعقائد الخطرة . شعوب بأكملها يكتب مستقبلها عابث بالعقائد ، معتكف في عزلته ، يكتب الأرواح الدموية التي يستحضرها ، كما كتب الخميني و مرتضى العسكري . الله يعِزّ الشعب السوري الكريم ، ولا يحني رقبته يوما ، كما قال الجواهري " والضارعاتُ معي، مصائرُ أمةٍ / ألا يعودَ بها العزيزُ ذليلا "









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجواهري صفوي أيضاً
رغد اللامي ( 2013 / 6 / 6 - 12:15 )
رائحة طائفية كريهة تزكم الأنوف تفوح من هذه الكلمات البائسة ،نعزيك بخيبة الصهيونية وهزيمتهم في القصير .... بدأت مقالك بروح طائفية قوية وتستمر بسبك وشتمك وكيلك الاتهامات جزافا ،لكنك بالأخير استشهدت ببيت من الشعر العربي لشاعر العرب الأكبر الصفوي الجواهري !! فرغت جعبتكم ولا تملكون شيئا أمام التنوع الديني والمذهبي والفكري الذي لن تؤمنوا به ولو تبرأتم من رجالات الفكر والأدب العربي لضحلت أمة العرب لأنهم جميعهم صفويوووووووووون بنظركم القاصر والمتنبي أولهم


2 - هل هذه ثقافة ؟
أسعد البصري ( 2013 / 6 / 6 - 17:18 )
عندما كان فرانز فانون ، و ألبير كامو ، و جميلة بو حيرد ، والأحرار في العالم . يناضلون ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر . هل كان الحديث يجري أيضا حول عنصرية المقاومة الجزائرية ، و كراهيتهم للشعب الفرنسي . هل هناك سفيه يقول لهم ، بأن عليهم أن لا يحقدوا على مباديء الثورة الفرنسية العظيمة ، و فلسفة ڤ-;-ولتير ، و روسو ، وأدب هيغو و بودلير ، و الرسم ، والموسيقى ، و جمال الفتيات في باريس ؟؟ . لا توجد هكذا أباطيل ، إلا عند المثقف العراقي . نحن نتحدث عن احتلال إيراني للعراق ، هو يذكرنا بجمال الزولية الكاشان ، وفلسفة عمر الخيام ، و شعر حافظ الشيرازي ، و جمال المرأة الفارسية . وكأننا ضد جماليات ، وإنسانيات الحضارة الفارسية العظيمة هل هذا كلام ؟؟ . بل يتهمنا بأننا ضحية الخطاب القومي ، الحاقد على الشعب الإيراني . هل هذه ثقافة ؟ ؟.


3 - رغد اللامي عندي سؤال
أسعد البصري ( 2013 / 6 / 6 - 19:07 )
بما أنك أكثر عبقرية من العمرانية العراقية العالمية زها حديد ، ومن رواد الشعر الحديث في العالم العربي كله بدر شاكر السياب و نازك الملائكة ، وأكثر عبقرية أيضا من جواد سليم - نصب الحرية - ، وأكثر إبداعا من عبد العزيز الدوري ، و ناظم الغزالي ، و سعدي يوسف ، و الرصافي ، والزهاوي والخ . هؤلاء جميعا - سنة عراقيون - نحن لا نبخس الناس أشياءهم ، الجواهري شاعر عظيم ، والمتنبي سيد الإبداع عبر التاريخ لا تؤثر قرمطيته في إبداعه . نحن لا نبني مزارا ل عبد الرحمن بن ملجم كما بنى غيرنا مزارا لأبي لؤلؤة فيروز ، . وبما أننا علمانيون نحب ماركس عندي سؤال : لماذا السخرية من الكعبة ، والقرآن ، و محمد ، والله ، والإسلام يُعتبر علمانية ، و فكرا متنورا متحررا . بينما السخرية من خرافات المراقد والقبور ، وأباطيل الزيارة المليونية ، والدجل الشيعي فيُعتبر طائفية . هل رأيتم منطقا سخيفا كهذا . هذا منطق شعوبي . متى كانت آخر مرة قرأتم لملحد شيعي يسخر من المراقد والزيارة ؟؟ . تحياتي


4 - مزارات لا تصلح للحجيج / فرات إسبر
أسعد البصري ( 2013 / 6 / 7 - 07:08 )
الشاعرة السورية فرات إسبر ، تكتب مفاجأة شعرية مذهلة هذا اليوم
....................................
بلادي،
بلادي..
مع سعالها الطويل
تلفظ ُالآلآم
مخلفة ًريحاً
و موتى ومزارات لا تصلح للحجيج
..........................
بعد قتل نصف مليون طفل سوري ، هل سيذهب الإيرانيون ، والعراقيون الظافرون ، للبكاء في ضريح السيدة زينب بدمشق كعادتهم ؟ . البكاء على ماذا ، بعد كل هذه الدماء ؟ . وأية روحانية بعد هذا الإجرام ؟ . زيت قناديل المزار المقدس ، من شحم الأطفال ، ولحم الأمهات السوريات . - مزارات لا تصلح للحجيج - . الشاعرة المبدعة فرات إسبر من الطائفة العلوية الكريمة ، لكنها أم سورية ، و شاعرة علمانية إنسانية ، يتدفق الشعر الإنساني منها بعفوية مذهلة .

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة