الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر الاسلام السياسي على مستقبل النضال الفلسطيني

صلاح بدرالدين

2013 / 6 / 6
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها



استأثرت القضية الوطنية الفلسطينية منذ ستينات القرن المنصرم وتحديدا بعد انطلاقة حركة – فتح – وانبثاق – منظمة التحرير الفلسطينية باهتمام واسع من جانب مختلف القوى والأطراف الاقليمية والدولية ونالت أوسع دعم وتأييد من لدن حركات التحرر الوطني في مختلف القارات والأصقاع وقد تالق نجم المنظمة وزعيمها الراحل ياسر عرفات ابان مرحلة الحرب الباردة وحقبة الاصطفاف العالمي بين خندقي الشرق والغرب وشغلت منظمة التحرير حينذاك موقعا متقدما في الشرق الأوسط كمكون أساسي لحركة الثورة العالمية ضمن اطار التحالف ( الاشتراكي – العمالي – التحرري ) بحسب النظرة السائدة آنذاك في الأوساط الفكرية – الثقافية الملتزمة بقضية الثورة والمواجهة مع الامبريالية العالمية .
وبحكم علاقاتنا المتميزة والمتطورة منذ بداية ستينات القرن الماضي كحركة وطنية كردية وكحزب كردي سوري وفرعه اللبناني كنت ضمن قيادته المقررة وفي الساحتين مع قوى منظمة التحرير بمختلف تياراتها الديموقراطية واليسارية والقومية كان سهلا علينا استكشاف مدى توسع وعمق العلاقة الفلسطينية مع حركات التحرر في العالم وفي لقاء عقد ببيروت دعا اليه مسؤول الاتصال بهذه الحركات القائد الفلسطيني الشهيد – خليل الوزير أبو جهاد – وجدنا أنفسنا وسط ممثلي 16 حركة ثورية وتحررية كانت تتمتع بعلاقات نضالية مشتركة مع حركة المقاومة الفلسطينية .
واذا كانت علاقاتنا الحميمية المميزة استندت الى خصوصية معينة ترتبط بالتاريخ قبل نحو ثمانية قرون ونيف منذ ولادة الدولة الأيوبية وبالقيم الروحية بعد تحرير بيت المقدس وبالجغرافيا بحكم الجوار والتواصل الانساني وبالحالة المتشابهة كون شعبينا صارا ضحية اتفاقية سايكس – بيكو فكان لها أيضا مذاق خاص انطلقت من جانبنا لتحقيق هدف سام وهو اعادة ترميم ماهدمته الشوفينية والعنصرية في الأنظمة الحاكمة في العلاقات الكردية – العربية وخاصة في سوريا والعراق والمنطقة عموما .
لاشك ومع هذه الخصوصية في علاقتنا الفلسطينية كنا نتشارك الأطراف الأخرى في حركات التحرر العالمية بشأن المسائل الأخرى مثل اعتبار المسألة الفلسطينية قضية شعب يرنو الى نيل الحرية ويقرر مصيره السياسي في مواجهة العنصرية العدوانية الاسرائيلية وحلفائها من قوى الغرب الامبريالي وقضية عادلة ومشروعة في عداد قضايا التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي ولكن وبعد نمو وظهور جماعات الاسلام السياسي في الساحة الفلسطينية وسيطرة وتسلط حركة الاخوان المسلمين – الحماسية – على قطاع غزة بتجاهل اسرائيلي لتمددها ثم بدعم ايراني وأوساط اخوانية أخرى بالمنطقة مع كل سياساتها القمعية وانتهاكاتها لحقوق الانسان ولحرية المرأة والحريات الأساسية الأخرى والأخطر من كل ذلك بعد محاولاتها في تبديل أسس وثوابت وأهداف وشعارات النضال الفلسطيني وخطابه الثقافي وتحويل الصفة التحررية التقدمية للحركة الوطنية الفلسطينية الى مجرد صراع ديني – آيديولوجي وعنصري بين الاسلام واليهود أو العرب واليهود فان الأمر بدأ يستدعي اعادة النظر من كل أصدقاء الشعب الفلسطيني والبحث عن سبيل آخر لمواصلة دعم واسناد شعب فلسطين والتمييز بين رام الله وغزة والمسؤولية هنا تقع على عاتق جماعات الاسلام السياسي التي تعبث الآن بالقضية ووحدة الشعب والآمال والطموحات .
على الشعب الفلسطيني وجميع شعوب المنطقة اتخاذ جانب الحيطة والحذر من شرور ومخاطر جماعات الاسلام السياسي ( السنية منها أو الشيعية لافرق ) الهادفة الى أسلمة السياسة وأخونة وتشيع الدولة والمجتمع وبث الفرقة والانقسام بل الاحتراب بين صفوف الشعب الواحد لأسباب آيديولوجية حزبية طائفية بغيضة خاصة اذا علمنا أن تلك الجماعات من نتاج قوى الشر والاستبداد والطغيان استخدمتها ضد اليسار والديموقراطيين وكلفتها بمهام جهادية في أفغانستان ولبنان وفلسطين وتعتمد عليها الآن لافراغ ثورات الربيع من مضامينها الحرة ونهجها التغييري الديموقراطي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة