الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون والقتل الجماعي

حمزة الشمخي

2005 / 4 / 28
الارهاب, الحرب والسلام



شهد تاريخ العراق الحديث الكثير من المجازر وعمليات الإبادة الجماعية ، وخاصة في زمن تسلط دكتاتورية القتل والجريمة ، دكتاتورية صدام وعصابته المجرمة، على الحكم في العراق ، حيث شهدت هذه الفترة عمليات قتل بالجملة لأبناء الشعب العراقي، ومنها مجزرة حلبجة وعمليات الأنفال، وإلإبادة الجماعية للثوار المنتفضين في إنتفاضة آذار المجيدة عام 1991، والتي شملت أغلب مدن العراق ، وما تركه النظام الدموي من بعدها المئات من المقابر الجماعية ، والتي إكتشف بعضها ولا تزال عمليات البحث جارية ومستمرة عن المقابر الإخرى المنتشرة في كل أنحاء الوطن ، إضافة الى المجزرة الكبرى، والتي حصلت في سجون الدكتاتورية الكثيرة، وسميت حينها بحملة ( تنظيف السجون ) من السجناء والمعتقلين ، حيث تم قتلهم وبشكل جماعي، والدليل على ذلك عندما سقط نظام الجريمة لم نعثر على السجناء والمعتقلين من أخواتنا وإخوتنا وإحبتنا .
أن هذا الإسلوب الإجرامي والتفنن بالقتل الجماعي، هو من فعل العفالقة الأنذال، الذين مارسوه منذ إنقلابهم الفاشي في الثامن من شباط عام 1963 الى يوم إنهيارهم المخزي في التاسع من نيسان عام 2003 ، ولازالوا يمارسون هذه الجريمة بحق أبناء شعبنا، من خلال ما تبقى من أنذالهم المتحالفين مع عصابات الإجرام الدولية، والذي سهلوا لها القدوم الى العراق ، ووفروا لها المال والسلاح، من أجل إشاعة الفوضى وعدم الإستقرار، وتخريب العملية السياسية وتدمير الإقتصاد، وشل حركة البلاد، من خلال القتل الجماعي لأبناء العراق دون تمييز، وهذا ما حصل في النجف وكربلاء والفلوجة وسامراء وأربيل والحلة والموصل والمدائن وحديثة وحي العامل والشعلة والكثير من مناطق بغداد الحبيبة، وحتى المساجد والكنائس لم تسلم من هؤلاء، ومسلسل الإجرام والجريمة يطول .
أن هؤلاء القتلة الأشرار يتسابقوا مع الزمن، من أجل حصد المزيد من الأرواح الطاهرة ، وبعملهم هذا يستهدفون العراق وأهله ، يستهدفون التاريخ والحضارة والثقافة .. من خلال قتل الإنسان العراقي الصابر والمتحدي والواثق من الإنتصار على زمر الإرهاب والقتلة ، لأن التاريخ علمنا بأن الشعوب لا تهزم، أمام حفنة من المجرمين والجهلة، لا يملكون مشروعا ولا قضية .
أن التاريخ الأسود لهؤلاء أصحاب المجازر الدموية والمقابر الجماعية ، يعيد نفسه اليوم بشكله الإجرامي السافر، من خلال مفخخات الموت والإغتيال والإعدام بالجملة وقطع رؤوس البشر وغيرها ، كل هذه الأساليب المعادية للإنسانية والمدانة شرعا وقانونا وأخلاقا ، هي مشروع هؤلاء الأشرار ومن يقف معهم، من المؤيدين والداعمين من العراقيين والعرب وغيرهم ، مشروع قتل الإنسان ومحاربة الحياة وإيقاف تطورها .
أن هؤلاء لا يستطيعوا مواصلة الجريمة المنظمة، إلا في المناطق المتوترة والمتأزمة والغير مستقرة ، حتى لا تتم ملاحقتهم من قبل السلطات والإجهزة الأمنية المختصة ، لذلك يعملون اليوم وبكل قواهم الإرهابية على زعزعة الوضع الأمني وإشاعة الرعب والخوف بين العراقيين، الذين يحاربون الإرهاب بيد ويبنون الوطن باليد الإخرى .
ومن المعروف أن كل ما يقوم به اليوم هؤلاء القتلة من أعمال إجرامية ، هي لا تختلف عن أعمال دكتاتورية الأمس، من إعدامات وإغتيالات ودفن البشر أحياء من نساء وأطفال وشيوخ وشباب وهذا ما أكدته المقابر الجماعية ، فالإسلوب واحد والقتل واحد والجريمة واحدة والمجرم واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير