الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-5- في الجمهوريات الحرة احترام القوانين ضمان للحقوق

نعيم حيماد

2013 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يختار الشعب بإرادته العامة حكومة يسند إليها السلطة التنفيذية، و هذه الحكومة لا يحق لها أن تمثل الشعب في وضع القوانين، لأنها مجموعة من الأشخاص و ليست إرادة عامة، و بالتالي فإن السلطة التشريعية تبقى بيد الشعب الحر، الذي يكون سديدا في آرائه، و لا يقرر إلا ما فيه خير العامة. و لننتبه إلى أنه قد يتم خداع الشعب، فيظن أن آراءه انبثقت عن الإرادة العامة، بينما هي في الحقيقة تعبير عن آراء شخصية. إلا أن التحيز لا يرتبط دائما بالأشخاص فقد يحدث أن تعبر جماعة معينة عن رأي متحيز بعد أن قلصت الفوارق بين أفرادها، لذلك كلما قلت أعداد الجماعات في الدولة كلما تم حسم الفروقات في الأفكار، و تشخصنت الإرادة العامة. لكل هذه الأسباب يدعونا روسو إلى الإكثار من الاتحادات الجزئية إذا كان لابد من الاتحادات، لتعبر الإرادة العامة عن إرادة عموم المواطنين. و إنه لمن الأفضل لو يعبر كل فرد من الشعب عن إرادته التي هي في النهاية إرادة الجميع.
تقرر الإرادة العامة القوانين العادلة، لأن كل شخص إذ يصوت على القوانين التي ستنطبق على الجميع، يفكر بنفسه أولا، و هذا هو الدليل على عدالة تلك القوانين. بالإضافة إلى أن الناس لا يحتجون عادة على القوانين التي أقروها في دساتيرهم بقدر ما يحتجون على تعطيلها أو عدم تطبيقها على الجميع. إن الشعب فضلا عن ذلك عليه أن يدافع عن وطنه بالقوة التي ظفر بها بواسطة العقد الاجتماعي، و لن يكون دفاعه ذاك مجازفة بقوته و حريته كما كان الأمر في حالة الطبيعة. طبعا وسائل الدفاع عن الوطن بالنظر إلى الغاية لا تخلو من مخاطر، لكن الذي يطلب الحماية من الذين تعاقد معهم في إطار الدولة، يدينون له بالحماية، و إذا اقتضى الأمر يموت و يبقى الاتحاد. و من الضروري الدفاع عن قوانين الجمهورية ، و كل من يخالفها، يهاجم التعاقد الاجتماعي، و يعلن الحرب على الوطن. هؤلاء في رأي روسو يستحقون أشد العقاب. فحين يصدر صاحب السيادة الذي هو أعلى من القاضي و القانون، يتضخم حجم الجرائم، و تصبح بلا حاجة إلى العفو، فتسير الدولة نحو الانحلال. و كلما ارتفعت أعداد العقوبات التي تصدر عن الدولة، كلما كان حكمها سيئا. و الحل يكمن في إصلاح الأشرار ليكونوا مفيدين للصالح العام.
يتضح أن العدالة من الأهداف التي بني عليها التعاقد الاجتماعي، و يستحيل على الإنسان العاقل و قد انتزع نفسه من حالة الفوضى، و اتفق مع جميع أقرانه على التعاقد الذي يضمن حقوقه، أن يطالب بإبطال هذا التعاقد، أو أن يشهد حربا تهز أركان دولته، و تمهد لعودته إلى حالة الخوف و الاضطراب دون أن يضحي بحياته من أجل هذا الاتحاد الذي منحه الحرية و العدالة و الاطمئنان بفضل القوانين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى