الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن الرواية

حميد المصباحي

2013 / 6 / 6
الادب والفن


الرواية عالم متداخلة عوالمه,يقتفي كل الآثار الممكنة,يخلدها إن كانت تاريخا,معلنا أو حتى سريا,يسبر عمق الخفي,فينبه إلى المتلاشي و المنسي في حياة الأفراد و الجماعات,دون أن يعلن تحيزه كما ينتظر منه السياسي دائما,هنا ليست الرواية غير الروائي,أي ما أراد لها أن تكون في البداية,و كلما عجز عن توجيه أحداثها,ازداد قدرة على الإبداع فيها بما ينتجه,فكيف ينفلت المخلوق من سلطة الخالق و المبدع له؟؟؟
الرواية,لا تحايث التاريخي,بل تخدعه بتطاولها عليه,تشعرك بإمكانية معايشته رغم بعد الأحداث عنك سنين,بل ربما قرونا و عقودا,فهي لا تصرح كنص بوثائقها,إن وجدت,كما الروائي,لا يخلص للتاريخ,كوقائع,بل يمكن أن يطل عليها من خلال شخص حقيقي أو مفترض,و هنا تنضاف براعة أخرى,تلك التي تحول المتخيل لحقائق,في كيفيات البناء و التأثير الجمالي في اللغة,و بها,بحيث تصير حاملة لحقائق سرعان ما تمزقها الرواية و تتبرأ منها,لتسمح للقارئ باكتشاف متاهاته و العودة للبدايات,باحثا عن ضلالاته,التي يعتبرها غفلة منه,بينما هي منفلتات قصدية,تترك فراغات لفتح باب التأويل علي مصراعيه,فالروايات,ليست عالم شخوص فقط,بل يمكن للشخوص أن تحيل على أفكار,و هي تصارع بعضها دفاعا عن حقيقة ما,ربما أقل أهمية من ذاك الصراع نفسه,لكن الحصيلة عندما تكون مدوية تخلق عالما موازيا لعالمنا الحقيقي,أو ما نعتقد أنه حقيقي,كما نها تشتغل على ذاتها كما حدث مع الرواية الجديدة,التي أبدعت تاريخ الكتابة الروائية,بحيث تصير الحبكة مرتبطة بزمن تأليف عمل ما,إبداعي روائي,و كأن الروائي يشتغل على نفسه سيريا,ذاتيا دون التصريح بذلك علانية,أو على غيره من الكتاب و الفنانين الذين باعد بينه و بينهم الزمن,سنين و عقودا,لكأن الرواية بتاريخها لم تكن إلا تاريخ تنويع طرق الإبداع فيها,و النقد يحاول جاهدا بناء نظريات حول طبيعة السرد الروائي و آليات اشتغاله,كأننا أمام مهارات قابلة للنقل,و ربما للتعلم فيما بعد,إننا في عالم,يحاول تحويل كل المهارات لمعارف تقنية,تتكرر,و تعيد إنتاج ذاتها,لتضمن لها وجودا في عالم متعالي عن الأصيل و المبدع بآليات لا يمكن حصرها,فهي كثيرة الولادات و التآلفات و التركيبات,و لكل روائي,ما يدرك كآليات سرعان ما يهتدي صدفة,لما لم يقصده و يفكر فيه,لكنه خوفا من الإقرار بضعفه,و تمكين آليات اللاشعور الملاحقة له,يتهرب من إعلان هذه الحقيقة,و إن لم يجد النقد له سبيلا,ليدحرجه تجاه آليات التحيليل البنيوية أو اللا شعورية,اعتبر عمله تجريبا,لكن حقيقة الرواية ,و بكل الوضوح لا يحملها إلا الروائي نفسه,فملاذه اللغة,التي لم تستطع كل الدراسات الإحاطة بعالمها المتداخل بعناصر غير ثابتة في تاريخ الحضارات و الشعور و الإحساس المتبدلين في اللحظة نفسها,فلا يمكن قياس امتداداتها مهما تعمق الفكر في عالم الإنسان,و المبدع إنسان بأبعاد جديدة,تخفيها اللغة,و لا أمكر من اللغة في عالم الإنسان,فدعونا نكتشف بها مالا نعرف عنه إلا القليل مهما قلنا و أضفنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عوام في بحر الكلام -الأغاني المظلومة في مسيرة الشاعر إسماعيل


.. عوام في بحر الكلام - قصة حياة الشاعر الكبير إسماعيل الحبروك




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: الأسطورة الخالدة الأغ


.. عوام في بحر الكلام - ما قاله الكاتب الصحفي منير مطاوع عن الش




.. عوام في بحر الكلام - المناصب التي وصل لها الشاعر إسماعيل الح