الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعود حزب ابن على الى السلطة في تونس ؟

حزب الكادحين في تونس

2013 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


فتتاحية عدد جوان / جريدة طريق الثورة :

تُطبخ عودة التجمع الدستوري إلى السلطة في تونس على نار هادئة في توافق مع حركة النهضة و برعاية الامبرياليتين الفرنسية والأمريكية وبعض إمارات الخليج وآخر فصولها تأكيد حامد القروي، رئيس وزراء بن علي الأسبق، بأنّه أطلق مبادرة لتجميع كل الدستوريين و أنّ هناك حزبا واحدا للدساترة كان اسمه الحزب الحر الدستوري وأصبح الحزب الاشتراكي الدستوري ثم التجمع الدستوري الديمقراطي، وقبل ذلك بأيام تشكلت الجبهة الدستورية، كما قام عمر صحابو بمبادرة أخرى لتجميع الدساترة تحت عنوان الدستوريين الأحرار واحتفل بعيد النصر في 1 جوان في إشارة إلى وفائه لذكرى بورقيبة ومعلوم أنّ صحابو هو مالك جريدة المغرب وهو من أصحاب المال والأعمال وأقام فترة طويلة في فرنسا وهو مقرّب من بعض دوائر القرار الدستورية التي لا تزال تعمل في الظل .
و قد هبّ أباطرة المال و الأعمال لدعم هذه المبادرات السياسية المختلفة ففي نجاحها نجاح لمشاريعهم الاقتصادية وعودة إلى ما كان عليه الوضع أيام بورقيبة و بن علي من حيث نهب الثروة دون حسيب أو رقيب، و في جهات مختلفة من البلاد يجري تجميع الدساترة في جمعيات وتنسيقيات تحت عناوين مختلفة و يضخ المال الفاسد بغزارة استعدادا للانتخابات القادمة. والطّريف في الأمر أن حامد القروي في معرض حديثه عن تشكيل حزبه الدستوري القديم - الجديد اشتكى من قلة الإمكانيات المادية أثناء الحوار على أمواج إذاعة شمس أف أم التي بعثتها إلى الوجود سابقا إحدى بنات بن على.
وفي بادرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الدستورية اتصلت الإذاعة المذكورة بالباجي قائد السبسي الذي دخل في حديث مباشر مع القروي قائلا انه كان دستوريا و لا يزال كذلك وأنّ أبواب نداء تونس مفتوحة للدساترة وبإمكان حامد القروي تسلم قيادة نداء تونس إذا أراد ذلك.
و يبدو أن فرنسا و أمريكا تعدّان العدة لعودة الدساترة للسلطة من خلال صناديق الاقتراع هذه المرّة، و في فترة أولى ضمان توزيع الغنائم بينهم وبين النهضويين الذين ربما يكونون قد عقدوا منذ الآن مع الدساترة صفقة للغرض، ومن علامات ذلك المصافحة بين الغنوشي والباجي، وتندرج تصريحات الجبالي أمين عام حركة النهضة بأنه ضد قانون "تحصين الثورة" ضمن هذا الإطار فترميم النظام يقتضي العمل بسياسة المؤلفة قلوبهم .
و إذا صحت هذه التوقعات فإنّ الانتهازية التي عسكرت مبكرا تحت مظلة حركة نداء تونس أو تلك التي تستعد لعقد تحالف معها بدعوى توحيد القوى الديمقراطية في ائتلاف إنقاذ واسع لإلحاق الهزيمة بحركة النهضة في الانتخابات القادمة ستجد نفسها في وضع حرج يعيد للأذهان خيباتها السابقة عندما تحالفت مع التجمع لضرب النهضة أو عندما تحالفت مع النهضة لضرب التجمع فقد كانت دائما لا تقبض غير الريح و هو ما يطرح على الأطراف المترددة فتح الأعين جيدا وفهم الوضع في تونس ومقتضياته و التحلي باليقظة واختيار طريق الثورة وترك المستنقعات لأصحابها ليغرقوا فيها كما غرقوا دائما، أمّا أولئك الذين لا يتركون أية فرصة تمضي دون التذكير بشعارات انتفاضة 17 ديسمبر وخاصة الجانب الوطني والاجتماعي منها ويرفضون في نفس الوقت التوحد على قاعدتها متحصنين بانتمائهم لتجمعات سياسية عديمة الجدوى لانفصالها عن الواقع فإن الواجب الثوري يدعوهم للتحرر من الولاءات السياسية الضيقة قبل فوات الأوان فلا ينبغي لوم الرجعية على وحدتها بقدر ما ينبغي التساؤل عن سبب عدم وحدة الثوريين ففي ضعف هؤلاء قوة لأولئك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار