الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستغلال

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

2013 / 6 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني/مالك ابوعليا

ظهر الاستغلال في تاريخ المجتمعات بظهور الملكية الخاصة، ومع انقسام هذه المجتمعات إلى طبقات مالكة وأخرى كادحة منتجة, و كان المجتمع المشاعي البدائي خالي من الاستغلال، كان قائما على العمل المشترك الذي ينظم الإنتاج البسيط و الذي كان الاستهلاك فيه يقتصر على توزيع المنتجات داخل المشاعة, و كان المنتجين أنفسهم يديرون الإنتاج و يسيطرون على نتاجه.
تطورت وسائل الإنتاج بشكل مطرد و كبير وقد فرض هذا التطور نوع جديد من العمل وعلاقاته, فنمو الإنتاج و ظهور تربية الماشية و الزراعة و الحرف المنزلية و تطور أدوات العمل بشكل أكثر من ذي قبل قد منح قوة عمل الإنسان القدرة على إنتاج كمية من المنتجات تزيد عما يحتاج إليه للعيش. وذلك بعد أن كان ينتج جماعيًا ما يكفيه فقط ليبقى على قيد الحياة, وزادت كمية العمل التي على كل فرد و جماعة العشيرة أن يبذلوه يوميا, و ظهرت الحاجة إلى استخدام قوة عمل إضافية, لم يكن بمقدور الفئات المعنية بزيادة إنتاجهم أكثر, أن يقوموا بها لوحدهم أيضا ( مع انه كان الفرد إلى هذا الحد أو ذاك ينتج ما هو فائض) فكانت الحروب هي الطريق المثالي لجلب هذه القوة. أصبحت الحروب بين القبائل المصدر الأساسي لأسرى الحروب الذين تحولوا إلى عبيد، وبمعنى آخر قوة عمل إضافية للقبيلة المنتصرة.
ومع نمو إنتاجية العمل وتوسع ميادين النشاط الإنتاجي، ظهر أول تقسيم اجتماعي للعمل الذي نشأت عنه التشكيلة العبودية. وفي هذا التقسيم ظهر أول انقسام كبير للمجتمع البشري إلى طبقتين، هما الأسياد والعبيد, وكان التقسيم الثاني للعمل هو انفصال الحرف المختلفة عن الزراعة، وأصبحت العبودية نظامًا رئيسيً داخل المجتمع. وظهر الإنتاج، ليس من أجل الاستهلاك، وإنما من أجل التبادل، أي تبادل الإنتاج البضاعي الذي ظهرت معه التجارة. من هنا ظهر الفرق بين الأغنياء والفقراء، وكان انبثاق أول شكل للاستغلال.
وبينما كان المجتمع المشاعي لا يعرف أي وسيلة للقسر فيه إلا الرأي العام، أنشأت الطبقة السائدة في المجتمع العبودي جهاز الدولة، و استطاعت من خلاله الاستحواذ على السيطرة السياسية بعد تلك الاقتصادية. وأصبحت الدولة هي الأداة التي تستخدمها الطبقة السائدة لقمع الطبقات الأخرى، وقبل كل شيء ضمان استمرار استغلال هذه الطبقات.
منذ هذا الوقت تغير اسم طبقة المنتجين الحقيقيين وتغير شكل استغلالها مع تغيرها من عصر لآخر حسب تغير شكل الإنتاج السائد. وأصبح الصراع الطبقي والنضال ضد الاستغلال هو محرك العملية التاريخية. وكان الاستغلال يعني أن كل خطوة إلى الأمام في مضمار الإنتاج، تعني في الوقت نفسه خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بأوضاع الطبقة المظلومة، وهي الأغلبية الهائلة. وأصبح كل خير لبعض هؤلاء هو بالضرورة شر للبعض الآخر، كما أصبح كل تحرر جديد لطبقة يعني اضطهادًا جديدًا لطبقة أخرى.
وعلى أنقاض المجتمع الإقطاعي جاء المجتمع البرجوازي، ليحقق شكلاً للاستغلال أكثر قسوة و أكثر خبثا و خفاء، عن طريق الإخضاع الاقتصادي, و (قسر الجوع), فالمجتمع البرجوازي منقسم إلى طبقتين رئيسيتين, البرجوازية و البروليتاريا, ومن ناحية أخرى، اجتاز النظام الاجتماعي الاقتصادي الرأسمالي كل الحدود الجغرافية والدينية والثقافية لتخلق أكبر نظام للاستغلال في التاريخ يشمل الكرة الأرضية بأسرها ويسرق ناتج عمل المليارات من البشر, نظام كوني للاستغلال. كان الاستغلال في المجتمع الإقطاعي بالرغم من قسوته محدودا, و لكن النظام الرأسمالي, تجاوز الحدود, و أنشأ إخطبوطا ذا خيوط مترابطة من اجل تحقيق هذا الاستغلال.
ما الذي يحدث في النظام الرأسمالي ؟
تأخذ علاقات الإنتاج الرأسمالية شكلاً معقدًا جدا، نرى فيها تشغيل الرأسمالي لنقوده من أجل إنتاج بضاعة يتم تبادلها بعد ذلك في مقابل نقود جديدة. و النقود التي يحصل عليها الرأسمالي بعد تشغيل أمواله و الحصول عليها بعد دورة السوق هي اكبر بكثير من النقود التي وظفها من البداية. كيف تأتي هذه النقود الزائدة, فائض القيمة؟
كان النظريين البرجوازيين يفسرون الموضوع بطريقة مختلفة, فبعضهم كان يتحدث انه بما أن الرأسمالي يخاطر بنقوده نتيجة استثمار أمواله و العائد يستحقه الرأسمالي, و يستخدم هذا الرأسمالي ثروته في تشغيل العاطلين عن العمل, و هو يفعل أمرا جيدا هنا, و كانت الدورة الرأسمالية البسيطة تفسر بأن التشغيل هو مصدر النقود الزائدة, و أن هذه النقود تنقسم في النهاية إلى أجور و أرباح.
ولكن هذا التفسير, و غيرها ما هي إلا زيف...
يفسر ماركس الموضوع من اجل الإجابة على السؤال بما يلي:
يستند التحليل هنا على العلاقة بين رأس المال و العمل المأجور, و يستند إلى الفرق الموضوعي بين العمل و قوة العمل. فما يبيعه العامل مقابل (الأجرة التي يعطيها الرأسمالي له) هي (قوة عمله) و قوة العمل هي سلعة مثل أي سلعة بالنسبة للرأسمالي, و لكنها سلعة من نوع خاص, فيتحدد قيمة هذه السلعة (قوة عمل العامل) في السوق حسب ما يحتاجه العامل من اجل الإبقاء على حياة العامل و إعالة أسرته (بأقل الحدود), أما (القيمة الحقيقية) لقوة العمل فهي المجهود الذي يتحول إلى منتجات مادية, وما يهم الرأسمالي هنا, هو أن تكون (قيمة قوة العمل التي يدفعها الرأسمالي) أقل من (قيمة السلع الاستهلاكية التي تنتجها قوة عمل العامل) أي أن تصبح (قوة العمل) مصدرً لقيمة مضافة أكبر مما تحمله هي ذاتها.
فعلى سبيل المثال, لو افترضنا أن عامل ما يعمل في مصنع لمدة 10 ساعات, فمثلا, في غضون أربعة ساعات ، سيعوض قيمة قوة العمل التي دفعها الرأسمالي كأجر له, أما الساعات المتبقية, أي الإنتاج الذي قام به العامل في الساعات المتبقية فستذهب قيمتها إلى جيب الرأسمالي.
هذا الاكتشاف الذي حققه كارل ماركس في اكتشاف القيمة الفائضة. ليست العملية شيئا إراديا يقوم به الرأسمالي مثلا, بل هو عملية طبيعية تدخل جوهر النظام الرأسمالي وينتج عن الفارق بين القيمة التي تخلقها قوة العمل بمجرد بدئها لعملية الإنتاج وقيمة قوة العمل نفسها.
ومن هنا تسعى الرأسمالية لزيادة فائض القيمة عن طريق زيادة إنتاجية العامل دون زيادة في ساعات عمله، وذلك بالتطوير العلمي التكنيكي للآلات.
وبسبب هذا التناقض بين الاتساع المتزايد لعملية الإنتاج وبين انتقال فائض القيمة – الذي يتزايد دومًا – إلى جيوب أقلية من الناس، تقع الرأسمالية في الأزمات، ويعيش بسببها مليارات البشر في فقر وبطالة إلى الدرجة التي تصبح فيها الرأسمالية ذاتها عائقًا مباشرًا للإنتاج.
يتراص العمال مع بعضهم, عن طريق العمل النقابي و الأحزاب الشيوعية من اجل النضال ضد النظام الرأسمالي، وقيام المجتمع الاشتراكي الذي ينظم الإنتاج تنظيمًا جديدًا مخططا يقوم على الملكية العامة لوسائل الإنتاج,وليس من طريق لتحقيق ذلك المجتمع إلا عبر نضال الطبقة العاملة التي تستطيع بسبب مكانها في المجتمع و تنظيمها تحقيق ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ