الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى ذكرى حرب حزيران 1967 لماذا هزمنا؟

سليم نزال

2013 / 6 / 7
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


منذ ذلك الوقت و حتى الان لم يزل هذا السؤال يتردد صداه فى مختلف الانديه العربيه. و قد يكون من المفارقات
ان الهزيمه الام التى اسست الكيان الصهيونى فى فلسطين العام 1948
لم تثر على المستوى الفكرى من الاسئله اكثر مما اثارته هزيمه حزيران لاسباب لم استطع تفسيرها كلها حتى الان.لكن من المؤكد ان مراره هزيمه حزيران كانت اقسى عربيا لانها حصلت فى زمن الانظمه القوميه و الثوريه العربيه اى الانظمه التى بنت شرعيتها الى حد كبير على مساله مقارعه الصهاينة .

كانت هزيمه حزيران مدويه الى درجه انها اثارت معها ربما لاول مره فى التاريخ العربى الحديث مجموعه من الاسئله يمكن اختصارها بالسؤال الاشد ايلاما الا و هو لماذا هزمنا؟


و لللاجابه على هذا السؤال ظهر حسب راى ثلاثه اجوبه من تيارات فكريه متنوعه سعت كل منها ان تجيب على هذا السؤال .و ساستعرض هنا باختصار شديد لاهم افكار التيارات الثلاثه.

التيارين الاولين متشابهين لانهما ينطلقان من ذات الارضيه الفكريه اى الارضيه العلمانيه .
الاول عبر عنه ياسين الحافظ خاصه فى كتابه (الهزيمه والايديولوجيا المهزومة) ‏ الذى اعتبر ان غياب الديموقراطيه فى المنطقه العربيه كان السبب المباشر فى الهزيمه.
و يعتبر الحافظ الذى شارك فى حرب فلسطين عام 48 من اوائل الماركسيين العرب ممن سعوا الى تعريب الفكر الماركسى و الوعى باهميه الديموقراطيه.

اما المفكر جلال صادق العظم و هو سورى و ماركسى ايضا فانه سعى للتصدى للخرافات الدينيه خاصه فى كتابه ( نقد الفكر الدينى )و الذى احدث ضجه حينها بسبب اعتراض الاسلاميين عليه .


فى هذا الكتاب يعتبر العظم ان الفكر الدينى يغذى ثقافه الخرافات و يضعف الثقافه العقلانيه .و انطلاقا من هذا اعتبر العظم ان التحرير الفعلى للمجتمعات العربيه لا بد ان يبدا من تحرير العقل العربى من ثقافه الخرافة الدينيه الى الثقافه العقلانيه.

اما التيار الثالث الا و هو و التيار الدينى فقد كان متعارضا بطبيعه الحال من التيارين العلمانيين لانه يعتبر ان الاشكاليه تكمن فى تغييب الدين من المجتمع و ليس العكس.


و قد ركزت الادبيات الاسلاميه على اهميه اسلمه المجتمعات بالمعنى السياسى كشرط لللانتصار على اسرائيل.

و من الواضح كما تبين فيما بعد ان احد نتائج هزيمه حزيران كانت تقويه التيار الدينى .و على سبيل المثال يقول الكاتب الاسلامى المصرى فهمى هويدى ان عدد بناء المساجد فى مصر تضاعف بعد الهزيمه. و هو الامر الذى شكل كما يعتقد البعض بدايه لانهيار مرحله الفكر القومى خاصه فى التجربه الناصريه و بدايه صعود تيار الاسلام السياسى الذى بات اليوم من ابرز الحقائق السياسية فى المنطقه العربيه.

على كل حال و بغض النظر عن هذه التيارات لا شك ان الاحتلال الصهيونى لما تبقى من فاسطين اضافه للجولان السورى و سيناء المصريه, قد لعب دورا فى تقويه ثقافه المقاومه و
التحدى الذى كان من ابرزه صعود المقاومه الفلسطينيه .

باحث فلسطينى فى تاريخ الشرق الاوسط المعاصر
كتاباته مترجمه الى اكثر من 15 لغه.

سليم نزال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف