الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كانت الدول الإمبريالية رأسمالية حقا، لما أصبحت إمبريالية

محمد جلو

2013 / 6 / 7
الادارة و الاقتصاد


====================================

الدول الإمبريالية
مثل هولندا و البرتغال و إسبانيا و إنكلترا سابقا
و أمريكا و إنكلترا حاليا
----

سأريك أنها إمبريالية
بسبب عدم تقيد دولها، بجوهر النظام الرأسمالي
----

في البداية، أرجو أن تتفق معي، على معنى الرأسمالية
جوهر الرأسمالية الصافية الحقيقية، هو:
----

مع التنافس الحر
التنافس غير المحدد من قبل أية جهة، أو أية دولة
و الرأسمالية
هي ضد أية تحديدات تجارية
و تشجع التنافس
حتى إن أتت المنافسة، من خارج البلد
----

و كذلك، لنتفق
الرأسمالية الحقيقية
تكره، و تعارض، أية تحديدات تجارية تفرضها الدولة
و تعتبرها، ضد حرية الإقتصاد
و منافية للرأسمالية
حتى إن صبغتها الدولة: "من أجل المصلحة العامة"
----

هذا هو تعريفي للرأسمالية الحقيقية
الرأسمالية الصافية، من أية إشتراكية
----

أرجو أن تتفق معي بأن تعريفي هذا للرأسمالية
صحيح
----

و حتى إن لم نتفق معا على التعريف
لا بأس
أرجوك أن تتقبل مني بأن الرأسمالية التي أعتقد بها أنا شخصيا، هي هذه
و قد عَرَّفتها لك
بالضبط
----

هناك شيء، أراه منطقيا
أرجو أن توافقني عليه
----

أرى من المنطقي، أن:
أغلب الشركات و الصناعات و الأعمال في أي بلد رأسمالي، تكسب أرباحا أكبر
وقت السلام
عدا الصناعات و التجهيزات الحربية
بالطبع
----

الأغلبية الساحقة، من مالكي رأس المال و أصحاب الأعمال
لن يريدوا الحرب
فالحرب
ستعني تشوش و إختلاط في الإقتصاد
و أي تخلخل إقتصادي، قد يؤدي إلى تباطوء تجارتهم
و حتى خسارتهم
----

أما الشركات المستفيدة من الحرب و الإحتلال
فستهلل و ستؤيد أية دعوات للحرب
على النقيض من الأغلبية الساحقة من الشركات
التي لن ترى في ذلك، إلا زيادة الضرائب، بسبب الكلفة
و التخلخل الإقتصادي، في البلد
----

و قد ترشي الشركات المستفيدة من الحرب، أو تخدع، أشخاص أو أحزاب، لشن الحرب
فتقنعهم بإرسال الأساطيل
لتحتل بلدان آمنة
----

و طبعا
لن تكون الحملة الحربية، على حساب الشركات المستفيدة
بل على حساب دافع الضريبة
المواطن المسكين
و على حساب كل الشركات و الأعمال الأخرى
التي لن تستفيد من الحرب
بل يتحملون تصاعد الضرائب
بسبب الحرب و الإحتلال
----

و حتى قد يلصق الحاكم الفاسد المرتشي على تلك الحملة الحربية، شعارات
وطنية
أو إنسانية
أو حتى دينية
----

عبر التاريخ
سترى في العديد من الأمثلة
حكام لدولة إمبريالية، و قد أرسلوا جيوشهم و أساطيلهم
من أجل منفعة شركة معينة
أو بعض الشركات
أو الأشخاص
----

في العديد من الحملات العسكرية الإمبريالية
ستجد من يريد أن تمنح له أفضليات خاصة
أو إحتكار لتجارة
أو لأعمال
أو لتنقيب نفط أو ذهب أو ألماس
في إحدى الدول المستضعفة، بعد أن تحتلها دولتهم الإمبريالية
----

فيقدم الحاكم لهم هذه الدولة، بطبق من ذهب
لهم وحدهم
فلقد إشتروا ذمة الحاكم
أو خدعوه
----

هذ لا يعني أن البلد المحتل من قبل الدولة الإمبريالية
سيخسر دائما
بل ستجده في الكثير من الأحيان، يربح تجارة
و يربح أعمالا، لم تكن له سابقا
----

الظلم، هو أن الدولة الإمبريالية لم تطبق رأسماليتها، التي تطبقها في بلدها، على البلد المحتل
بل ستحدد تعامله و تحصره، مع الشركة الإحتكارية
و لن تتيح نفس الفرصة، لجميع الشركات في العالم
ليتعامل البلد المحتل، مع الشركات الأفضل، أو التي تناسبه
بمنافسة مفتوحة، للجميع
و بدون إحتكار من قبل شركة معينة
فرضتها عليهم قوات الإحتلال الإمبريالية
----

طبعا، أغلب الشركات في العالم، تتمنى و تحلم بأن تستطيع إحتكار السوق
و هذا من طبع البشر، مع الأسف
و تجده في كل مكان
هكذا يتصرف أغلب البشر، حتى أولئك الذين يستنكرون مثل هذا التصرف
فالإحتكار، سيعني الربح السهل الكبير
----

أرجو أن تتفق معي في ذلك
----

و لكن النظام الرأسمالي في بلدهم، لن يسمح لهذه الشركات بالإحتكار
ما دامت التجارة تجري، في داخل ذلك البلد
لأن النظام الرأسمالي، الحقيقي، و الخالي من فساد الدولة، لا يسمح بالإحتكار
----

الإحتكار، ليس في دم الرأسمالية، على الإطلاق
فالإحتكار، يتطلب تشريع من الدولة
و الرأسمالية لن تتيح للدولة مثل هذه التشريعات، اللاتنافسية
إنه التنافس الحر، هو الذي تتصف به الأنظمة الرأسمالية الحقيقية
----

أي إحتكار تراه في بلد
مهما كان
ستجد يد شخص أو أشخاص فاسدين من الدولة
هي التي خلقت و سمحت بذلك الإحتكار
و الإحتكار خطوة مضادة لجوهر الرأسمالية التنافسي
----

أما خارج البلد
فسينسى الجميع المباديء الرأسمالية في حرية الأسواق للجميع
العيب
هو ليس في الرأسمالية
بل في عدم تطبيق الرأسمالية
و في نزاهة الأشخاص
تراهم يغرون أو يرشون أو يخدعون حكام دولهم الإمبريالية، أو أحزابهم
كي يُسَخروا موارد الدولة العسكرية الهائلة
لإحتلال إحدى الدول
فيأتيهم إحتكار لشيء ما فيها
----

و يحتل جيش الدولة الإمبريالية البلدان، الضعيفة
و يتلقى أصحاب تلك الشركات، حق إحتكار التجارة
أو إستغلال الموارد مع ذلك البلد
و لوحدهم
و لا يشاركهم بها، أي من الشركات الأخرى
حتى شركات بلدهم
----

في رأيي أنا، لو كان نظام الدولة الإمبريالية تلك، رأسماليا صافيا
لما أصبحت إمبريالية
لأن الدولة الرأسمالية الحقيقية الصحيحة، لا بد لها أن تسمح لجميع الشركات بالتنافس
التنافس، بحرية كاملة
----

فلذلك
لو كانت رأسمالية دولة ما، أصيلة، و حقيقية
لا يمكن أن تُشَرع قانونا يعطي أية شركة في بلدها، معاملة خاصة
مثل حقوق إحتكار التجارة و الكسب، مع البلد المحتل
بل ستضطر إلى فتح الأسواق، في البلد المحتل
لجميع شركات بلدها
و حتى شركات دول العالم الأخرى
----

لو طُبقت الرأسمالية بحذافيرها
في داخل البلد الإمبريالي، و خارجه
لن يملك حكام هذه الدول أية سلطة، يمنحون بها إحتكارات لمن يشتري ذمتهم، أو يخدعهم
و لما وجدت الشركات يتكالبون على السياسيين و الحكام، لإعطائهم تمييزات و إحتكارات
و لما وجدت أية إمبريالية، لهذه الدول
----

و هكذا
لو كانت الدول الإمبريالية، رأسمالية حقا
لما أصبحت إمبريالية
و لأصبحوا جميعا مسالمين
مثل سويسرا

محمد جلو
إقتصادي، و له بعض الإلمام في الطب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ الكريم محمد جلو..
متابع ( 2013 / 6 / 13 - 18:03 )
لاأدري لماذا لا ترد على اصدقائك ومحبيك ومحبي كلماتك ؟!..


2 - إجابة
محمد جلو ( 2013 / 6 / 14 - 16:06 )
-أخي الفاضل -متابع
آسف إن فاتني إجابة سؤال لأحد
إن كان كذلك، فهو سهو أو غفلة، و ليس تغاض أم تغافل


3 - الاخ العزيز الكريم محمد جلو ..
متابع ( 2013 / 6 / 14 - 22:59 )
انظر متفظلا الى موضوعك في التسلسل 6 من صفحتك ( الاموات لا يحتاجون ... ) وهم محبيك من القراء لكتاباتك ولسريرتك النقية ..دمت بخير وعافية


4 - جواب لإستفسار
محمد جلو ( 2013 / 6 / 16 - 20:59 )
شكرا للمتابع

وجدت تعليقا واحدا لآراس
قرأته من فترة طويلة
أعترف بذلك
و لم يكن فيه سؤالا، كي أجيب عليه


5 - الاخ المحترم محمد جلو
...متابع ( 2013 / 6 / 17 - 11:10 )
..شكرا لردك وانا كان قصدي الاشخاس الذين اعجبو بأخلاقك السامية وكتاباتك تلك انعكاس للاخلاقك الرفيعة والت بلغت 80 اشارة اعجاب وتأييد 80 شخصا وهذا ما قصدته انا وما تستحقه هو الاكثر دمت بخير ونحن بأنتظار المزيد ..


6 - جوابي إلى الأخ متابع
محمد جلو ( 2013 / 6 / 17 - 23:36 )
الأخ متابع

نعم، أنا أقرأ التعقيبات و التعليقات كلها، و بإستمرار
أما عبارات الإطراء و الإشادة
فلن أكتمك
إنها تسعدني
أنا بشر مثل الآخرين، ألست كذلك؟

و لكن
إن مدحتني، لن تلق مني شكرا، أو تعقيبا
حتى إن أفرحني إطراؤك
مخافة أن يفسرها أحدهم، أنها تشجيع مني، و دعوة للآخرين بإرسال المزيد من مثل تلك الإشادة


7 - الضرائب التي يقدكها المساكين أثمن رأسمال
Abdullah Sabir ( 2015 / 3 / 5 - 19:18 )
المواطن المسكين-
و... كل الشركات و الأعمال الأخرى
...التي لن تستفيد من الحرب
يتحملون تصاعد الضرائب
-بسبب الحرب والإحتلال
لا يتحملون الضرائب فقط بل يتحملون النتائج المأساوية للحرب، عدم صرف الإنتاج، بسبب التضخم الذي سيؤدى الى تدني القدرة الشرائية، وزيادة البطالة بسبب الإستغناء عن خدمات الكقير من أولئك -المساكين- وبالتالي إضطرارهم للإلتحاق بماكنة الحرب أو تسويقهم إليها قسراً، وبالتالي دفع حياتهم ضريبة إضافية وأثمن

اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 07 مايو 2024


.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي




.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا


.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته




.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202