الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سار التغيير

فادى عيد

2013 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما سمعنا منذ سنوات فى وسائل الاعلام عن كلمة تغيير و كانت دائمة مرتبطة خارجيا بتغيير حكومات و رؤساء الدول اما فى مصر كان اقصى نطاق نسمع بة تلك الكلمة هو تغيير مدربي فرق كرة القدم الى ان قامت ثورة يناير و تحقق لنا الحلم الذى حلمنا بة سنوات طويلة و تغير لون مصر بعد التنحى مباشرة فتم دهن جميع الارصفة والشوارع و حيطانها و ارتديت مصر ثوبا جديدا ثم مرت مرحلة انتقالية اتسمت بالدموية ثم تولى رئيس جديد لمقاليد الحكم فى مصر و بعد مرور شهور اصبح اغلب الناس يشعرو انة لا يوجد اى جديد و ان ما انتظرة الشعب من الثورة لم ياتى بعد الى ان وصلنا لمرحلة الياس فالوضع لم يبقى كما كان سابقا بل اذداد سوء فاين السبب اذا ؟
الثورة دائما تنطلق من الشعوب لتغير ما يحكمها و من يريد تغيير حقيقى علية بتغيير فلسلفة و فكر الشعب حتى يقود مصيرة بنفسة و يسطيع القيام بثورة و اتمام اهدافها فالشعب هو الذى اختار التغيير و هو من سيختار من يقود مرحلة التغيير
و هذا ما حدث فى الثورات الناجحة التى غيرت بلادها بل و العالم ايضا و هذا ينطبق على الثورة الفرنسية التى كانت تخرج شرارتها من كتب اعظم المفكرين و الفلاسفة و الشعراء و العلماء الذين تشبعو بالفكر العلمى المادى امثال فولتير و لامترية و كوندورسية و مونتيسكيو و دريدور و موليير و دالمبرت و مانويل كانط وهيلفتيوس وهلباخ و جان جاك روسو و غيرهم فنجد فكرهم حاضر و بقوة فى مسار الثورة التى كسرت كل قيود الرجعية و الذى انهت العلاقة الغير شرعية بين الدين و السياسة لكى تكون بذلك اولى الثورات التى تفتح للعالم نافذة الحرية و الحداثة فلم تقم تلك الثورة لتجعل فرنسا نظاما جمهورى فقط بل لتغيير عقل المواطن الفرنسى نفسة من اصغر مواطن الى الحاكم نفسة و ان الايمان الحقيقى بديناميكية العصر و التطور كان لة فضل كبير فى بداية التنوير و لذلك لم تتوقف تلك العقول عن الابداع طالما امانت بان هناك دوما جديد و انة لا مجال للرجعية فى عالم المعرفة و النور فالكل يبحث عن الحقيقة و الاجتهاد الدائم لمعرفة الافضل و الاحدث ففتحت ابواب الحرية و دارت الميكنة الصناعية فقامت نهضة حقيقية و اذا نظرنا للثورة البلشفية التى اذيبت ثلوج القيصرية سنجد افكار كارل ماركس متوغلة فى عقول الشعب و نسمع صوت لينين يقود النضال بين الجماهير فى الشوارع و هنا نرى افكار داخل العقول الثائرة و قائد لها فى الميدان و هذا على عكس الثورة المصرية تماما التى غاب عنها الفكر و لذلك كانت الرؤية للمستقبل ضبابية و لم يكن لة قائد واضح حتى ان امتطى التيار الرجعى الاصولى حصان الثوار و خرج بة خارج المسار بلا عودة ليطبق رؤيتة الخاصة على ايدى عقول تجمدت منذ سقوط الخلافة الاسلامية فكم من فتوة خرجت علينا تحرم الخروج على الحكام وقت الثورة و بعد سقوط النظام انطلقت فتاوى تطالب بعودة الخلافة بجانب فتاوى اكل لحم الجن و التحريض على غير المسلمين و غيرها الى ان اصبحت عملية الاقتراع و صندوق الانتخابات غزوة و اصبح زيارة الرئيس او الخليفة كما يروة لدولة مختلفة فى المذهب ( ايران ) و الترضى على سيدنا عمر و ابى بكر نصرا و فتحا للاسلام حتى ان استتب الامر لذلك التيار و اصبح يملك كل مقاليد الحكم فى بلاد ثورات الربيع العربى و تردت الاوضاع و اصبحت اكثر سوء و بدئت الجماهير تهتف مرة اخرى ضد هولاء فعادت فتوى تحريم الخروج على الحاكم مرة اخرى و لم يكدب الخليفة ظن هولاء فية حتى بدء يمارس اعمال الخليفة بداية من امامة المسلمين فى الصلاة كل جمعة الى و القاء الخطب للاهل و العشيرة لا تمس للسياسة باى صلة الى ان اذداد الفكر سوء و اصبح سماع مثل هذة الفتاوى امرا طبيعيا معتاد و صار هناك قاعدة شعبية كبيرة لتلك الافكار نتيجة العقل الخاوى من اى فكر او فلسفة لنستمع بعدها ما هو اسوء من ذلك مثل فتاوى تتيح زواج الفتاة و هى فى عمر 9 سنوات و عدم تولى المراة او غير المسلم اى منصب فى الدولة ... الخ فتحولت الجماهير فى مصر من مؤيد و معارض الى مؤمن و كافر و اصبحت المنافسة السياسية الى جهاد و حرب و هذا تجلى سريعا فى سوريا عندما هتفت الجماهير المعارضة لنظام بشار " بلا رعب بلا خوف علوى تانى مابدنا نشوف " و " المسيحيى عابيروت و العلوى عاتابوت " فهذة ليست هتافات تبحث عن الحرية ضد نظام دكتاتورى او عدالة اجتماعية ضد نظام راسمالى متوحش و انما هتافات لعقول خاوية لم يمر بة اى فكر عقلانى او فلسفة لكى تشحن من قبل متطرفين و اصبحت تلك الفتاوى و الهتافات تدور فى بلاد الربيع العربى حسب حالة كل دولة فنسمع مثلها فى تونس من التيار الرجعى ضد المراة و نسمع مثلها فى اليمن ضد قبائل و مذاهب بعينها فاصبح بذلك جزء كبير من الشعوب يسير عكس الاتجاة الصحيح و اذا نظرنا للجزء الباقى من التيار الثورى الذى رفض الرجعية و الافكار الاصولية بحكم فطرتها الطيبة الرافضة للشحن الدينى سنجدة شارد الذهن مغيب الرؤية لا يعرف ماذا يريد حتى اصبح يتم الذج بة فى معارك ليس طرفا فيها و اذا ضربنا مثل بالحالة المصرية سنجد ذلك واضحا فى مواقع العباسية الثانية و محمد محمود و مجلس الوزراء حتى صار شباب الثورة فى طريق التفتت و التشرذم على عشرات الاحزاب و الحركات السياسية و اصبح كل شى يوجة لصالح التيار الاصولى الذى كان يحمى صناديق الانتخابات فى ذلك الوقت لكى يضمن التورتة و هنا اجد تصريح فتحى حماد وزير داخلة حركة حماس خير وصف لما نحن فية الان عندما صرح لجريدة الراى الكويتية باخر شهر مايو من العام الحالى " المصريون هبلان مش عارفين يديروا حالهم بيشتغلوا بناء على رؤيتنا إحنا لأن اليوم زمنا إحنا وزمن الإخوان ومن سيقف في طريقنا راح ندوسه بلا رجعة " و من العقول الفارغة المشتتة قبل العقول المتطرفة ينطلق التيار الاصولى و هو يرى هدف المستقبل هو العودة الى الماضى الى عصور ما قبل الحداثة لكى نعيش فى عصور ما بعد التفاهة
فسار التغيير فى عالمنا العربى مجرد شكلى فقط فقد استبدلنا البدلة بالجلباب و السيجار بالسبحة و لكن بقيت العقول كما هى و بقيت القوة الخارجية و الامبريالية الامريكية هى التى تحكمنا ان لم يزد نفوذها و بقوة الان
فبتغيير الفكر و الفلسفة ستعرف الشعوب مدى اهمية العقد الاجتماعى ( الدستور ) و حقوق المواطن و واجباتة و مدى تاثيرة فى المجتمع و سيعرف الحكام انهم موظفون لدى الشعوب و ان السمكة التى تعودو ان يعطوها لهم قبل الانتخابات لا تشبع رغباتهم بل ان يعلمهم الصيد هى اهم واجباتهم .


فادى عيد
باحث سياسى بقضايا الشرق الاوسط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله