الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يريدون عراكا جديدا لاعراقا

علي بداي

2005 / 4 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



بح صوت المسكين حاجم الحسني الذي فوضه القدر لادارة اصعب برلمان في تاريخ العالم من الصراخ: ياسيدي ليست تلك نقطة نظام!!! ويعترض اخر رافعا يدة ملوحا ب"نقطة نظام"وحين يسمح له الحسني بالكلام معتقدا ان هناك مايخالف نظام ادارة الجلسات، يفاجا الحسني ومعه الملايين التي تشاهد انعقاد برلماننا على الهواء بان السيد، الذي مايفتأ يكرر انه دكتور بالقانون، لم يفهم هو الاخر ماذا تعني بالضبط نقطة نظام!
نصف اعضاء الجمعية الوطنية غير مؤهل لقيادة حتى ولوثلاث نعاج ، لكنه اختيار الشعب وعليك احترامه فكيف اختار الشعب هؤلاء؟
وتسال نفسك السؤال المحير: ان تكون نائبا في الجمعية الوطنية، يعني ان تضع دمك على كفك، فشكلك اضحى معروفا، وستدخل على الفور سجلات الارهابيين باعتبارك مطلوبا فهل تستحق النيابة هذة المجازفة ان كان الراس فارغا ونقطة النظام عصية على الفهم الى هذا الحد؟، فظهورك سيدي النائب على مرآى ومسمع ملايين المشاهدين هو بحد ذاته ليس مجدا شخصيا لك ، بل قد يكون بداية العد لشطبك نهائيا من سباق الصراع على النيابة وربما من قائمة الاحياء.
ليس السيد رئيس البرلمان هو المبتلى الاكبر في هذا المصاب الاليم، بل المطعون في الصميم، والمهان حتى النخاع، هو العقل العراقي المثقف، ذلك الذي تتصارع من اجلة جامعات العالم، ومراكز ابحاثة، العقل العراقي المنتمي للعالم المتحضرو المتشبع بروح العصر ، الراس العراقي الذي يدفن نفسه خجلا مما ير ويسمع من لغة طائفية رثة، الراس العراقي الذي لايعرف باي شئ يضرب نفسه وهو يرى الى الانحطاط في التفكير والبدائية في تقسير الحياة والنفخ بمطمورات ميتة لجعلها طيورا تحلق في جنتنا الطائفية الغافية على حدود الخراب والعوز

فاية حدود لهذه المحنة التي وضعنا صدام على اعتابها: انا اواميركا! واختر ايها الشعب العراقي ؟ ثم مالعمل وقد وضعتنا المرجعية الرشيدة امام خيار واحد هذه المرة: اما قائمة التحالف الطائفي او امراتك طالق واولادك ابناء زنا، اما ان تختار الشمعة لتنير قبرك والا فنحن في حل عن الدفاع عنك يوم القيامة، اما ان تنتخبنا فتبايع الامام علي في يوم الغدير المعاصر اوان تفوتك الفرصة فتحشر مع القوم الخاسرين، ومن يرض ان يحشر مع القوم الخاسرين؟ واي منا يفضل ابن ابي سفيان على امام الفقراء العادل ابن ابي طالب؟
لقد قلت فيما مضى ان الطائفيين سيحاربوننا بديننا مثلما يحاربنا الارهابيون بعروبتنا، وقد فعلوها!
لقد حاربونا بديننا وانتصروا علينا، حاربونا باسم علي والحسين، وخدعوه قبل ان يخدعوننا،حاربونا بدم ال الحسين ثم استووا على العرش، وها هو برلمان البلد المتكئ على ست الاف سنة من عمق الحضارة، يعج بالكئيب من الوجوه والاسود الذي سيلبسة العراقي الى ان ينقذنا صاحب الزمان من هذا الزمن الملئ بالحزن والقتامة الذي يحاولون فرضه علينا امرا واقعا ، وبفضلهم حصدنا برلمانا نصفه نائم، بوجوه تلتفت لبعضها عند التصويت، لاتعرف مايجري، ولا لاي مقترح تصوت ، افواه منشغلة بالحوقلة، والبسملة والتعوذ باللة من شر الرجيم الذي اوقع العراق بهذة الورطة، وتحمده وتشكرة على نعمته الدائمة بالكرسي الهادئ في زاوية الجمعية الوطنية، حتى ان احدهم اقترح ان تٌلغى فقرة الترشيح من النظام الداخلي اعتقادا منة بان الترشيح قد حٌسم وانه باق واعمار الشعوب قصار، نائبا مدى العمر!
لقد بلع الشعب العراقي طعم الطائفية، وهاهي افواج غيرذوي العمائم تغادرالتحالف المفبرك، فقد انتهت الحاجة لها وتم بعون اللة وبعون اولاد الخايبة اوالمكاريد( كما اسماهم بحق احد كتابنا) سحق القوائم الاخرى، وبناء الديموقراطية الطائفية التي كلما تضايقت وعجزت عن المنافسة او ايجاد الحل ستهرع لهتافات" اللهم صل على محمد" لتذكر الناخب الخائب، انها حارسة اركان الدين وان الدين بدونها لن يستقيم، الم تكن هذه حال امة الاسلام منذ الفي سنة ؟

زرع صدام بذور الطائفية وولى الى مخابئ الجرذان غير ماسوف عليه،لكنها كانت بذورا فقط، لتجئ الاحزاب الطائفية فتسقي تلك البذور وترعاها، ولتغدو الطائفية شجرة اصلها ثابت وفرعها بالسماء، فضائياتنا تتبارى ،واحدة تستضيف امام شيعي ليشرعن لنا توظيف الاطفال في مواكب اللطم وشق الرؤس (في الالفية الثالثة) وتلك تلجا لامام سني ليحلل قتل الناس تحت شعار مناهضة الاحتلال، واول المفجوعين بهذة النكبة الطائفية الكبرى، هو الضمير والعقل العراقي الواعي الذي سيبقى منكوبا الى ان يفهم العراقي ان دم الحسين استغل ببشاعة تفوق بشاعة استغلال قميص عثمان،
والى ان يفهم العراقي ان من قتل الحسين هم وليس هو، هم" الطامعون بملك الري والري منيتهم " هم ذبحوا الحسين،فهم من يقف مرددا اللطميات لاغيرومتقاضيا الاجورعليها، اما هو فعليه تمزيق اشلاءه حتى يعبد امامه الدرب للجنة ،
لم ارى في حياتي مُعمّما واحدا يلطم او يمزق ظهره بسلاسل الحديد اويفلق جبهته بالسيف حزنا على الحسين الشهيد ،هم يكتفون بالايماء لصدورهم الرقيقة من بعيد اما اولاد الخايبة، فهؤلاء خٌلقوا للذبح، مرة ينحرهم صدام وثانية تنحرهم الطقوس والقائمون عليها
لقد استماتت الاحزاب الطائفية من اجل الالتزام بموعد الانتخابات ، فكان شعارها المستتر"خذوهم نياما"، قبل ان يستفيقوا ،فما زال جرح الشيعي حارا ومازال الشيعي يعيش ذل التمييز والاهمال، وسنبشره بالجنة، وكانت الحجة الحرص على فيام حكومة منتخبة باسرع وقت، ثم حين قطفت الثمار.. طال الانتظار ..ولايهم ان تتمزق اشلاء العراقيين اربا، المهم الان الدفاع عن الوزارات السيادية( اي التي تمسك السوط والخزينة والنفط )
اما كان اجدى اذن الانتظار الى ان تستقر الاموريا ايتها القائمة المباركة ويفهم العراقي ايا ينتخب، فلا تكون حجة لاحد ان يدعي قوة لايمتلكها؟
الم يكن تاجيل الانتخابات اشرف من اعطاء حقائب وزارية كالهبات، الى من يدعي تمثيل طائفة، لكي نغرق البلاد بمستنقع الطوائف والقبائل؟ ومن دون وجه حق؟
سافترض ان مسيرتنا العسيرة باتجاه الديموقراطية ستستمر، وسيكون بمقدورنا ان ننتخب ثانية، لذلك اصرخ لكي لا نفعلها ثانية وننتخب طوائفنا بدلا من شعبنا وتراثة الموغل في التاريخ،
لكي ننتمي للعجلة التي اكتشفها اجدادنا، وللكتابة التي اوجدوها،وللقوانين التي كتبوها، فننتخب الرشاقة والجمال لا الرثاثة والترهل وما يذكر بعهود الغزوات، ننتخب من اجل ان نرفع روؤسنا حين يذكر العراق لا ان نشيح بوجوهنا خجلا!
ننتخب المعاصرة والعقل والتقدم والانتماء لمجتمع بشري يترابط مع بعضة يوميا، لا ان نحكم على مستقبلنا بالمؤبد في زنزانات الماضي ،ننتخب لكي نعد لاطفالنا زمانا كما وصفه ابن ابي طالب العظيم "زمان غير زماننا" فالدنيا لاتقف، والحياة تتطور مع كل ثانية، وساظل اصرخ: لكي لانفعلها ثانية وننتخب قبائلنا ياشعب العراق انتبه هم يريدون عراكا جديدا لاعراقا جديد!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا