الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟

نجاح يوسف

2002 / 10 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

الذي يقرأ ويتابع ما ينشر في بعض صحف المعارضة العراقية ومواقع شبكات الإنترنيت, لا بد وأن يفاجأ بالحملة الهستيرية على اليسار العراقي بشتى ألوانه, والتي يشنها عدد ممن يدعون بأنهم مناهضين لسياسة النظام الدكتاتوري العنصري في العراق.. والغريب في الأمر, أن حقدهم الدفين على اليسار, يبرر بالضرورة شاؤوا ذلك أم أبوا, الجرائم البشعة التي ارتكبتها الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة بحق مئات الألوف من أعضاء هذه التنظيمات اليسارية وأنصارها, من قتل وتشريد وتغييب وتعذيب بربري وأسلحة كيمياوية محرمة طالت حتى عوائلهم من أطفال ونساء وشيوخ, في حين كان الاخرون, الذين استهوتهم مكرمات الدكتاتورية يتفرجون على الماساة التي طالت شريحة واسعة من ابناء شعبنا.. وإلى وقت قصير,  كان العديد من (المعارضين الجدد) ينعمون بالراحة وبمكرمات (القايد), والمنح والزمالات الدراسية, والمساعدات المالية السخية من النظام وسفاراته في الخارج..

 

واليوم,  وفجأة,  نجد الشتائم نفسها والتهم القديمة البالية نفسها,  تتناثر من أقلام أقل ما يقال عنها, أنها بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي العراقي, وليس لها لا من قريب ولا من بعيد اي معرفة, أو أدنى اهتمام بالفكر والعلم والفلسفة..وهذا يقود إلى استنتاج بأن العديد من هؤلاء (الكتبة) إنما يتسترون وراء هذه الحملة لأغراض لا تخدم سوى النظام الفاشي في العراق, وأعداء الديمقراطية والتحرر وحقوق الإنسان..فالمعرفة الإنسانية والفكر الإنساني النابع من مصالح اوسع الفئات تضررا من القمع والإرهاب والإستغلال بشتى أنواعه, ستبقى نبراسا وهاديا لهذه الجموع الغفيرة من أبناء شعبنا من أجل نيل حقوقها السياسية والإقتصادية والإجتماعية.. 

 

ولا بد من القول ان النظام الدكتاتوري في العراق , وطيلة فترة حكمه , كان هدفه الأول محاربة الفكر اليساري وتشويهه , من خلال شراء كتاب الجملة وبعض المتساقطين من أحزاب اليسار, وحينما فشل في تحجيم دور ونشاط  هذا التيار, نتيجة تجذر هذا الفكر في تربة العراق, وقناعة شرائح متنوعة وواسعة من المجتمع العراقي بصحة وواقعية تحليلاته, لجأ هذا النظام المسخ إلى الطريق المطروق في 8 شباط عام 1963 , طريق حمام الدم والسجون والتعذيب والغدر والتشريد..

 

فإذا كان هذا ما يريده السادة الكتاب الحاليون من وراء حملتهم ضد اليسار وتشويه تأريخه النضالي المجيد المعزز بالتضحية بالغالي والنفيس من اجل حرية الشعب ورفاهه, فأقول لهم بأنهم سيفشلون فشلا ذريعا كما فشل من سبقهم على هذا الطريق الغير مشرف.. فالذي يدعي بانه يريد عراقا متحررا من الظلم والجور والإضطهاد والهيمنة, عليه أولا أن يحترم ويعترف بحقوق الجميع مهما اختلفوا معه في الفكر والفلسفة, فالشعب العراقي جدير باختيار الطريق الذي يرتئيه وعلينا جميعا احترام هذا الإختيار إن كنا نؤمن حقا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..   

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا