الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنت المحروسة

فادى عيد

2013 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بنـــت الـمــحـــــروســـــة


عندما تثور بنت المحروسة تخطف نظراتها الجميع و تكتب سطور التاريخ على خوصل شعرها و يسمعها الكبير قبل الصغير فاعلم يا عزيزى انك امام ثورة من اقصى اليمين العاطفى الى اقصى اليسار العقلانى
فثورة المراة تحمل معانى كثيرة و شاملة فثورتها قد تكون من انثى بسيطة تريد ان تحصل على حقها فى العمل مثل الرجل الى ثورة امراة تنوى قيادة دولة و ان فتحنا كنز اسمة تاريخ المراة المصرية لتعجبنا بشدة من الوضع الحالى لبنت المحروسة .

عندما تثور بنت المحروسة تجدها عكس التيار فتجد شمس تضى فجر التاريخ لنتامل سويا الفرعونة الصغيرة ( ماعت كاع راع ) اى ( افضل النساء بفضل امون ) او حتشبثوت كما نعرفها ابنة تحتمس الاول تطلع بحماس لتعليم المهارات القتالية و فنون الحرب منذ صغرها لتقود بعد ذلك اعظم حضارة بعقلها فتقود حربا ليست بسيف ولكن بحكمة المراة الذكية ضد كهنة المعبد الذين لا يرون خيرأ فى امراة ان تقود مصر فترتدى لهم حتشبثوت زى الرجال و ذقنا مستعارة وتسير فى رحلة الى نهضة و اصلاح تشمل جميع ربوع البلاد فتشق الترع و القنوات و تصلح المعابد و التماثيل و تنعش التجارة و العمل فى المناجم لتقنع الجميع انها خير من مئة رجل و عندما وضعت امام امرين التخلى عن عرش البلاد او سوء الاوضاع و الاضطرابات الداخلية اختارت بلا تردد مصلحة الوطن و تنازلات عن العرش الموقف الذى يسير عكسة الان اغلب الحكام .

عندما تثور بنت المحروسة اعلم انك امام طوفان من سحر الذكاء لا يقاومة ابرع السحرة فى العالم فتجد المصرية قبل غيرها ترفض من حولها و تحكم هى بنفسها من بداية عقلها و قلبها حتى شعب بلدها فتحدت الخليفة العباسى و امراء الشام الذين تهكمو كثيرا عليها قائلين " ان لم يعد عندكم رجالا فقولو لنا حتى نرسل رجالنا " فتجد الجارية المملوكة الضعيفة تتحول الى ملكة قوية يهابها اقوى الفرسان لمجرد سماع اسم ( شجرة الدر ) لتكون اول امراة تحكم مصر بعد الفتح العربى لها . فتقود شجرة الدر الجيوش بنفسها ضد الهجمات الصليبية بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع و تنتصر شجرة الدر للمدينة المنصورة و تجبر الجميع على احترام ارادتها و على الاعداء ان يخشو حكمتها .

عندما تثور بنت المحروسة تجدها تطير فوق السحاب لتضع الحقيقة بدلا من السراب فتجد الشابة الصغيرة ( لطيفة النادى ) بنت السادس و العشرون عاما تحلم بتعلم الطيران وسط سجن المجتمع الذكورى الذى يرفض فكرة مثل تلك فتتحدى ذلك و تعمل لطيفة النادى بمدرسة الطيران و بمراتبها تسدد مصاريف دراستها حتى حصلت على اجازة طيار خاص سنة 1933م و كان رقمها 34 اى لم يتخرج قبلها سوى 33 طيار جميعهم رجال فلاحقت بها فى حلم الحرية و الطيران باقى الحرائر مثل نفيسة الغمراوى و زهرة رجب و بلانش فتوش و لندا مسعود و عايدة تكلا و ليلى مسعود و عائشة عبد المقصود و قدرية طليمات لتصبح لطيفة النادى بذلك اول امراة عربية و افريقية و ثانى امراة فى العالم تقود الطائرة منفردة فى وقت ربما كان الرجال يخافون فيه ركوب السيارات .

عندما تثور بنت المحروسة اعلم انها قد تنتصر على عضلات القوى العسكرية بعقلها الذكى فتجد ( سميرة موسى ) ابنة قرية سنبو مركز زفتى محافظة الغربية فى مراحل تعليمها الاولى تؤلف كتاب فى مادة الجبر و يقوم والدها بطباعة هذا الكتاب على نفقتها الخاصة انبهارا بابنتها الصغيرة و تكبر سميرة على حب مصر و نور العلم فيثور قلبها كفاحا ضد الاستعمار الانجليزى مع زملائها فى الحركة الطلابية و عقلها يثور علما ضد الجهل فى كلية العلوم فتتلمذ على يد الدكتور العظيم مصطفى مشرفة تلميذ اينشتاين لتصبح بعد ذلك معيدة بكلية العلوم بعد اصرار من عميد الكلية على مصطفى مشرفة الذى رهن استقالتة لتعيين سميرة موسى نتيجة رفض البعض تعيين سميرة لصغر سنها و تواصل سميرة رحلتها مع ابحاثها و تجاربها العلمية لتحصل على ماجيستير فى التوصيل الحرارى للغازات و الدكتورة فى ( خصائص امتصاص المواد للاشعة ) ليصبح من السهل على الدول العربية و اى دولة فقيرة فى ذلك الوقت ان تحصل على القنبلة الذرية و لكن كان اخر سطر فى حياة سميرة موسى كتب بالغدر من اعداء مصر فرحمها الله و رحم جميع من كتبو اسم الوطن باحرف من النور فى كل مكان و زمان .

و لا اجد ان اقول و انا ارى الان نساء تتقلد مناصب غاية الاهمية فى دول عظمى و ارى فى بلادى حملات طبية لختان الاناث و فتاوى تحرم تعليم الفتيات و منعها من ممارسة حق العمل و الرغبة فى سن قوانين تسمح بزواج الفتيات و هى فى عمر التسعة سنوات
ئلا كلمات شاعرنا العظيم نزار القبانى عندما خاطب المراة الشرقية و هو يقول :
ثوري احبك ان تثوري
ثوري علي شرق السبايا والتكايا و البخور
ثوري علي التاريخ و علي الوهم الكــــــــــبــير
ثوري علي شرق لا يراك الا وليمه فوق السرير

فادى عيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟