الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السعودي ... العملة الاسلامية المزيفة

شمسان دبوان سعيد

2013 / 6 / 8
كتابات ساخرة


الاختلاف منهج اعتاد علية الانسان منذ وجوده على ظهر هذا الكوكب . وسواء كان خلاف ام اختلاف رغم وجود فرق شاسع بين كلا المفهومين الا انهما يلتقيان في نقطة واحدة وهي نقطة الصراع الايراني السعودي او ما يسمى حديثا بنقطة الصراع السلفي الشيعي . فالإسلام لم يشهد أي صراع طائفي او خلاف او اختلاف منذ البدايات الاولى بل كان الامر شورى لمجتمع يسوده الالفة والمودة التأخي والايثار . وهذا ما اعتاد عليه المسلمين منذ البدايات الاولى للدين الاسلامي كمجتمع واحد تحت مظلة الاسلام وعدالته التي ساوت بين الناس رغم اختلاف السنتهم ومذاهبهم واعراقهم ونسلهم وجعل ميزان التفاضل بينهم هو التقوى والعمل الصالح . فيفترض ان التقوى هو العملة الموحدة للإسلام والمسلمين قديما وحديثا والى ان يرث الله الارض ومن عليها . فإلى أي حد وصل الاسلام في ظل الظروف الحالية التي تشهد توسعا غير عاديا وتنافسا حادا في محاولة فرض الهيمنة والسيطرة على العالم الاسلامي من قبل طرفين في هذا النزاع يتمثل في الصراع السعودي الايراني او الصراع السلفي الشيعي ولنا هنا ان نتوقف قليلا على بعض المبادئ والقواعد الهامة التي يقوم عليها هذا التنافس .
الصراع العربي الاسرائيلي
هناك وجهتا نظر لكلا الجانبين فيما يتعلق بقضية الاحتلال الصهيوني اليهودي للأراضي المقدسة في فلسطين . ففي حين تحاول ايران كسب الموقف الاسلامي تسعى السعودية جاهدة على تقديم كل ما بوسعها لإفشال هذا التوجه دون تقديم أي بدائل اخرى . فنظام ال سعود يقاوم وبشدة هذا الاتجاه على حساب الفلسطينيين والمسلمين ايضا . فتحاول وبكل الطرق ان تعمل على الحيلولة دون حدوث مثل تلك المساعدات دون ان تقوم بتقديم البديل كتقديم الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين كواجب يفرضه الدين والاخوة كما اعتدنا عليه منذ البدايات الاولى للإسلام . وهذا يعني وفي منتهى الصدق ان نظام ال سعود يريد بقاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المقدسة كجزء لا يتجزأ من نظام الحكم في بلدهم ، وكأن نظام ال سعود قائم على الكيان المغتصب وان أي تهديد لهذا الكيان يعتبر بحد ذاته تهديدا يمس نظام حكم ال سعود . ولهذا يبذل نظام حكم ال سعود بكل ما اوتي من قوة لمنع أي محاولة لاستهداف الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المقدسة سواء كان هذا الاستهداف من قبل ايران او العراق في ظل حكم الزعيم المرحوم صدام حسين – الحارس الامين لخطر التوسع الشيعي في الخليج - او حتى الفلسطينيون انفسهم . ومن هذا المنطلق نستطيع القول ان نظام ال سعود لا يهمه امر الاسلام او المسلمين بقدر ما يهمه البقاء في الحكم والمحافظة عليه وكأن الاسلام ليس له أي صلة او علاقة بنظامه .
التوسع الايراني الشيعي في اليمن
يسعى نظام الحكم في المملكة العربية السعودية بكل ما اوتي من قوة على تشتيت وتمزيق الوطن اليمني بشتى الوسائل والامكانات . هذا المنحى لم نشهده في عهد حكم الزعيم الراحل المقدم ابراهيم الحمدي ومن قبله الامامية وحكم الامام يحيى حميد الدين . ففي هذه الفترة لم يشهد الوطن اليمني أي اختلاف او أي صراع ادى الى تفكك وحدة الوطن اليمني بالإضافة الى تمتع المواطن اليمني بالعزة والكرامة سواء في الداخل او الخارج . لكن ومنذ البداية الاولى لحكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح زاد التوسع السعودي في اليمن ، نشأت الصراعات بمختلف انواعها الطائفية في المجتمع ، تفكك الشعب اليمني ما بين جنوب وشمال ، اسست العديد من الاحزاب السياسية ، نشأت العديد من الحركات التي مزقت وحدة الشعب اليمني من القاعدة الى الحوثيين الى انصار الشريعة . الالاف من اليمنيين فقدوا في حروب الردة والانفصال و حروب صعدة السته والحرب على الارهاب ..... الخ وكلها حروب وهمية سعى من خلالها ان يبقى على كرسي الحكم بدعم كامل من نظام ال سعود وكأنه لا يمثل الشعب اليمني بل يمثل كيان ال سعود في اليمن وحارسا امينا عليه في الاراضي اليمنية .
ومنذ انطلاق الشرارة الاولى لثورة التغيير اليمنية زاد التوسع الحوثي الشيعي في اليمن وظهرت مساعي الكره لليمنيين والشعب اليمني من قبل نظام ال سعود فظلت وحتى الان تساند وتدعم التخريب بكل انواعه واشكاله بل تطاولت وتمادت في محاولتها لاحتلال بعض المناطق اليمنية في عمق الوطن اليمني في محافظة الجوف .
ومرة اخرى لم تقدم السعودية أي مساعي او محاولات لدعم وحدة الوطن اليمني على غرار ما تقدمه ايران من دعم للحركة الحوثية التي تثير مخاوف نظام ال سعود ، بل على العكس قامت بتشديد اجراءات العمل للمواطنين اليمنيين ووصل بهم الامر الى طردهم من السعودية وهو الامر الذي استقبله التنظيم الحوثي بالترحاب والقبول . ناهيك عن ذلك ان بعض الذين طردوا من السعودية عادوا بمحض حريتهم و اختيارهم بالالتحاق بالتنظيم الحوثي .
اذن كيف تريد السعودية فرض هيمنتها وسيطرتها على العالم الاسلامي دون تقديم أي دعم لفرض هذه الهيمنة ؟ كيف يمكن للسعودية ان تتحكم في سيطرتها على العالم الاسلامي وهي لم تقدم أي دعم لفقراء هذه الدول ولم تقدم ادنى متطلبات العيش لهؤلاء الناس الذين يجمعهم الدين والعروبة ؟ كيف يمكن للسعودية ان تكسب ولائها لهؤلاء الناس بينما تذهب كل مساعدات ال سعود الى جهات يهودية وعالمية لا تمد للإسلام باي صلة ؟ هل بناء المساجد وتوزيع المصاحف والمنشورات الدعوية ذات الطابع السلفي الوهابي المتشدد الذي لا يلقى أي قبول لدى هذه الدول ستساعد السعودية على فرض هيمنتها على العالم العربي والاسلامي ؟ ايهما اولى تقديم متطلبات العيش الاساسية للإنسان التي تساعده على البقاء حيا على هذه الارض ام توزيع هذه المنشورات ام المصاحف ؟
نختتم القول بان كل المساعي التي يبذلها حكام ال سعود في زعزعة الامن والاستقرار في العالم الاسلامي او العربي كما يحدث في اليمن ، مصر ، العراق وسوريا حتما ستبي بالفشل . وان أي مساعي لزعزعة امن هذه الدول حتما سينعكس سلبا على الامن في السعودية . وان هذه الشعوب ستحدد مصيرها بالوقوف جنبا الى جنبا مع التوسع الايراني الشيعي في المنطقة بمحض اختيارهم وكردة فعل للممارسات التي تنهجها السعودية بحق هذه الدول . ايها الغافلون فيقوا من سباتكم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل