الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايام الجد والنشاط 6

بوزيد مولود الغلى

2013 / 6 / 8
الادب والفن


ومع مطلع عام 81/82 ، بلغ زيد ذروة تعليمه الإبتدائي، سجل في القسم الخامس (الشهادة) مع ثلة من زملائه ليعقد أول صحبة طويلة الأمد مع صديقه العزيز،جاره،إبن القائد: شاب وسيم نقي جميل الخلق،كان ألزم لزيد من ظله و أقرب له من زر لعروة. كان يأتي كل صباح بلبن البقرة الطري ليخلطاه في بيت زميله بأكلهم المفضلة / العصيدة (العيش). ما درى زيد إلا بعد فترة أن ذلك الحليب تدره بقرة ترعى في بستان المخرن ، وكما في كل واد أثر من ثعلبة ، ففي القرية آثار ورثها المخزن عن الاستعمار ، فقد آلت اليه إدارة واستغلال ممتلكات الفرنسيين بهذه البلدة الصغيرة ، وكان منها " جردة المخزن jardin du mokhzan ، يتمتم بعض أهل القصر سكان أسا الاقدمون – ربما – أن الفرنسيين رهنوا من " خماس " واستولوا عليها ، لأن صاحبها يعرف مصيره إذا طالب برفع اليد عنها ، ففي النفس رهبة من الحاكم الفرنسي وأعوانه ، و للقياد " أحباس " و " سجون " يحشرون فيها من تمرد عليهم أو عصى أمرهم ، ولم يكن القائد والد صديق زيد ظالما يحبس الناس بغير جرم ،و لكنه كان شديدا صارما يسوس القبيلة بمنطق " أن يهابوك خير من أن يحبوك " ، يروى عنه قوله " القانون ما تخطى حدود جبل أمزلوك " ، وهو الجبل الشاهق الفاصل بين منطقة نفاذ " القانون " حيث العمالة أو المحافظة المحدثة حديثا بمدينة كلميم ، و منطقة أسا التي تتبعها إداريا . لقد كان هذا القائد كالصدر الأعظم بالقبيلة تأتمر بأمره ، وكان للسلطة حينها صولة وقوة ، تغيرت مع مرور الزمن و تبدل الأحوال وتبذل بعض الصور التي أسقطت الرهبة من بعض" رجال السلطة الجدد" ، أما جبل أمزلوك فقد ظل منتصبا صلدا لا تهزه رياح التغيير ، يقطع الرائحون الغادون الطريق المحاذي له هربا من التهاب جمرة الصيف بالقرية الجاثمة عند قدمه ، و يتمنى كثير منهم لو انشق منه نفق عظيم أو جعلت قمته دكا ، كي تسمح بتسلل نسمات البرد العليلة التي تهب كل مساء و تمس الوجوه " الملتهبة " الهاربة من لظى الصيف الحارق ببرَد العافية التي تطفئ بعض النار المشتعلة في الأفئدة المعانية . يقول بعض الناس كلما اجتازوا الجبل : الحمد لله ، هذه رحمة الله ، وكأن الجبل فاصل بين جنة الدنيا والنار . لقد خرج الاستعمار تاركا سجنه والحديقة والدار ، تحكي كما الامكنة العريقة المفعمة بعبق التاريخ تحكي قصص الاولين والآفلين والراحلين ، لقد دارت أحاديث عن هذا المكان المنفى الذي شهد سجن بعض الوطنيين في قبو تحت القلعة ذات الأبراج الأربعة التي شيدها المعمرون وعمروها سنين عددا ، ثم ورثتها عنه السلطة ممثلة في أجهزة الداخلية لتتخذ منها منفى لعائلة أوفقير حسب ما قيل، و بها مكاتب للموظفين ومساكن للقائد وبعض أعوانهم "المخازنية " ، وقد فتح زيد عينيه وهي عامرة بعوائلهم ، ولا يعرف لها اسم إلا " قشلة المخازنية أي ثكنة المخازنية / القوات العمومية المساعدة . وقد يكون الوعي بالمنفى قد تشكل منذ ذلك الحين فأصبحت هذه القرية الوادعة الهادئة طاردة لا جالبة للموظفين ، وقد استهجن بعضهم تعريض وزير استقلالي بها مهددا نفي خصومه من موظفيه الى آسا – الزاك ، وهي ليست أبعد نقطة في جغرافيا الوطن ، لكنها قد تكون أقسى منطقة من حيث ظروف العيش الناشئة عن التهميش ...
كان زيد يتدارك نقص زميله ابن القائد في اللغة الفرنسية بما له عليه من فضل تفوق،وكانا معا لا يفوتان حصص الدعم المنجزة من شقيق زيد الأكبر الذي كان يدرس بالإعدادية بكلميم،ويتعاهد شقيقه بالمعونة والدعم... معونة شدت أزر زيد ورسخت قدمه في الظهور على الـأقران في الدراسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??