الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستخبارات التركية والاسرائيلية وفشل الرصد

كاظم الحناوي

2013 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



تحولت تركيا الاسبوع الماضي من الشرطي الاقليمي الامريكي المسؤول في الشرق الاوسط المضطرب وغير المستقر جدا الى ميدان صدامات عنيفة بين قوات الامن وعشرات آلاف من المتظاهرين. فقد تحول احتجاج سلمي بدأ من اجل حماية البيئة في اسطنبول الى اضطرابات دامية في انحاء الدولة اودت بحياة اربعة مواطنين بعد فشل اجهزة الاستشعار التركية وعلى رأسها جهاز الاستخبارات التركي الذي شهد اضطراباً وانشغالاً في إطار محاولة لتقديم تبرير فشله بعدم رصد التظاهرات في فترة متقدمة وهو فشل من حيث الوزن يشابه الفشل الاستخباراتي الاسرائيلي الذي فشل برصد خطط صدام حسين لدخول الكويت .جهاز الاستخبارات التركي بعد المشاكل التي واجهها أخيراً بأتهام دول اجنبية واسلامية بالوقوف خلف الاحتجاجات دون ان يقدم دليلا على ذلك خاصة مدير استخبارات اسطنبول الذي لم يكمل في منصبه سنة واحدة وهو من أهم المناصب في الجهاز التركي اذ يُعتبر المسؤول عن الأمن ومتابعة عملاء الاستخبارات الأجانب في المدينة التي يقطنها أكثر من 17 مليون شخص وتُعتبر من أهم مفاصل التجسس العالمي.يقال ان رئيس الاستخبارات صديق اردوكان الشخصي بيد انه فضلا عن حقيقة ان الخطة الاستخباراتية اصبحت القشة التي كسرت ظهر اردوكان لان اسلوب الاحتجاج لم يعجبة تكلم بلغة اصدقائه القدامى القذافي وابن علي وعلي عبد الله صالح وهو ان المتظاهرين هم من ارباب السوابق ومدمني المخدرات وتتهم الحكومة المعارضة بالوقوف وراء الاحتجاجات .
وقال أردوكان أثناء مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي في تونس العاصمة مع نظيره التونسي علي العريض إن من بين المتورطين في الاحتجاجات وأعمال العنف في بلاده(عناصر ضالعة في أعمال إرهابية) وتزامن ذلك مع إعلان الاستخبارات التركية عن اعتقال سبعة أجانب بتهمة التحريض على الاحتجاج وهم فرنسيان ويوناني وأميركي وألماني وإيرانيان. الولايات المتحدة نفت أن يكون لديها علم بتورط أميركيين في تركيا على خلفية الاحتجاجات وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي إنه لا معلومات لديها بهذا الشأن.
اصبح الان نصف السكان على الاقل يرون ان اردوكان مستبد في الاساس بيد ان النصف الثاني ممن صوت له في المعارك الانتخابية الثلاث الاخيرة ربما صوت له بسبب ذلك خاصة. ومهما يكن الامر فانه يمكن ان نوجز احتجاج هذا الاسبوع بانه احتجاج على ديمقراطية اردوكان. وقد بدأت الاحتجاجات من المدينة التي درس فيها اردوكان في بداية حياته ويفخر اردوكان دائما بحقيقة أنه نشأ في اسطنبول في حي كاسوم باشا القريب جدا من ميدان تقسيم وقد نشأ في حي فقير وقُبل في مدرسة دينية بالمجان.
أتى فشل الاستخبارات التركية بعد ان ساعد اردوكان في القضاء على ازمتين في هذا الجهاز الأولى استدعاء قاضي التحقيق في قضية التنظيم السري ل «حزب العمال الكردستاني» المحظور رئيس الاستخبارات هاكان فيدان وهو أحد أكثر المقربين من رئيس الوزراء رجب طيب أردوكان للتحقيق بوصفه مشتبهاً به في القضية مع أربعة من قادة الاستخبارات وذلك للاشتباه بمساندته الحزب أو تغاضيهم عن معلومات مسبقة في شأن عمليات مسلحة وهجمات نفذها الحزب ضد أجهزة الأمن في تركيا.
وتم تجاوز الأزمة سريعاً من خلال سنّ الحكومة قانوناً خلال 48 ساعة يمنح رجال الاستخبارات حصانة من الإدلاء بإفاداتهم أمام المحاكم الجنائية ولقي القانون انتقاداً شديداً من المعارضة التي اعتبرت أنه يضع رجال الاستخبارات فوق القانون لتنفيذ أجندة خاصة بأردوكان وحكومته.
أما الأزمة الثانية فهي قضية أجهزة التنصّت التي عثر عليها في مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوكان قبل إعلانه شخصياً عن ذلك وكان هذا الأمر سرياً إلى أن أعلن أردوكان شخصياً عن ذلك في مقابلة تلفزيونية بأنه يتم التجسّس عليه.ولم يتم التأكّد من الجهة المسؤولة ولكن فريق أردوكان الأمني قد أعيدت هيكلته كنتيجة لعدم قدرة الاستخبارات التركية بكشف المتورطين .
رغم ان أردوغان فاجأ كثيرين بتعيينه ذراعه الأيمن هاكان فيدان رئيساً للاستخبارات مخالفاً الأعراف التي تقضي بتعيين رجل من داخل الجهاز في هذا المنصب الحساس مما اضاف للجهاز فشل آخر.حيث ان هدف اردوكان تقوية الاستخبارات والشرطة على الجيش لكن هذا ربما يؤدي الى انقلاب جديد .
في كتاب آندرو مانغو (أتاتورك: السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة) يصف في فصل عن اسطنبول كيف كان رئيس البلدية في 1994 وهو نفسه اردوكان الذي نعرفه يحلم بانشاء مسجد في ميدان تقسيم نفسه. بيد أنه أدرك آنذاك ان الامر لم يتقبل بشعبية زائدة فاستقر رأيه على أن ينسى الامر.تظهر صورة اتاتورك والد تركيا الحديثة والعلمانية في ميدان تقسيم المناقض لاردوكان كان اتاتورك في الحقيقة ايضا متسلطا بيد ان اردوغان هو الذي أدى بالمواجهة الى الصدام والى ان تصبح مسألة دينية اردوكان هو الذي ادخل عنصر الدين في كل مكان تقريبا في حين فعل اتاتورك عكس ذلك بالضبط.
ان الاضطرابات في ميدان تقسيم والقوة الكبيرة التي استعملت ضد المتظاهرين من قبل الشرطة المدعومة من اردوكان والاستخبارات كبديل للجيش احدثت شرخا عميقا وتبين للجميع فجأة مبلغ انقسام المجتمع التركي ومبلغ عدم سهولة التأليف بين الحكم التسلطي المركزي والديمقراطية. وينبغي ان نضيف الى ذلك الصعاب التي يلاقيها اردوكان في إملاء ارادته ومشكلة اردوكان الكبرى من ترصد الجيش لخطواته وفشل اجهزة استخباراته التي اعاد هيكلتها على عكس النظام السائد في تركيا هذا الفشل الكبير الذي لم يكن يرصد مايدور من غليان داخل المجتمع التركي حدث بنفس وزن فشل الموساد الاسرائيلي وعدم قدرته على حساب خطوات الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين ومنها دخوله
الكويت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معلومات قيمة
محمد بن عبدالله ( 2013 / 6 / 8 - 16:45 )
معلومات قيمة في المقالة لكن ما علاقة اسرائيل بكل ذلك؟


نكتة قديمة نعيشها حتى اليوم
حضرت وفود مؤتمرا عالميا عن الفيل
تحدث الفرنسي عن العاج، والانجليزي عن خطورة الصيد وتهديدها لوجود الفيل الافريقي، وقال الهندي مقاله عن فوائد الفيل للناس وللطبيعة
وجاء دور العربي فبدأ يقرأ دراسته مستهلا بالعنوان قائلا:
(( الفيل والقضية الفلسطينية.. !!!!

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت