الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من حل عملي ومجدي لحل هذه الإشكالية المستعصية ؟

ناصر المعروف

2005 / 4 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


الحقيقة المجرّدة ، أن ( المتأسلمين المتطرفين ) يعرفون تماما من أين يؤكل الكتف !! وهذا باعتقادي سرّ نجاحاتهم المتصاعدة ، بالرغم من أنهم لا يملكون أيّة رؤية حضارية أو ثقافية أو حتى قيمة إنسانية ذات جدوى يمكن أن تستفيد منها البلاد والعباد ، وأنّ كل ما لديهم ( دون تجني ) لا يعدو في حقيقة أمره إلا ذلك الخليط العجيب الغريب من ذلك التخلف المرّكب ، والجهل المدقع ، والتطرف المقيت !!

والذي تعاقب في عقولهم وأفئدتهم أما عن طريق الوراثة جيلا بعد جيل !! أو أنتقل إليهم بعدوى المرض المفاجئ الذي قام بنشره وإحيائه بمنطقتنا بالتحديد أعداء لهم ولنا للقضاء المبرم على ما تبقى من آمال وأحلام لهذه الأمة البائسة !!

وأما دليلنا على رؤيتهم الخاوية تلك والخالية من كل قيمة وفائدة تذكر، هو ذلك الفشل الدائم والمستمر والمصاحب لهم !!
سواء من تبوأ أحدهم أو مجموعة منهم نطاق المسؤولية العامة حتى ولو كان نطاق المسؤولية هذه لنقابة ( حلاقين !! ) فنراهم يقعون في العجز التام لمعالجة أبسط القضايا أو حتى العمل على التخفيف من تداعياتها ، ناهيك عن ذكر القضايا الجسام التي يصبحون بعدها (عراة تماما كما خلقتني !! ) أمام من أعطوهم الثقة في غفلة لهم من الزمن ، و خدعوا بشعاراتهم الغوغائية المخلوطة بعادات الجاهلية والتقاليد البالية وما رافق ديننا الحنيف عبر التاريخ من شوائب وطفيليات تعلقت به لغرض في نفس يعقوب والتي هي بالتأكيد لا تسمن ولا تغني من جوع قديم وعميق وشديد !!

ولكن بالحق يقال ، أنهم قد وظفوا خير توظيف ، بما يخدم مصالحهم وأهدافهم الشيطانية الخبيثة ، عن طريق تكاتفهم وتعاضدهم فيما بينهم !! ولهذا بقيت وتصاعدت درجة وقوة ومنعة رياحهم ، بالرغم من فسادها وخبث طويتها !!
وكذلك في المقابل نرى أن هناك رياحا قد اختفت أو كادت أن تهدأ قوة دفعها وحركتها ، بالرغم مما تحمله هذه الرياح من الطيبات والحسنات لا سيما في المزيد إطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان العربي وآدميته ، لتكون عنوانا له للعيش الكريم وخاصة وهو يخطو الخطوات الأولى على عتبات القرن الحادي والعشرين !!

- نعم ، هؤلاء الإرهابيون المتطرفون يقاتلون بلا شرف ولا نبل ولا حتى أدنى أخلاق إسلامية تذكر !! وبإرهاب أسود لا مثيل له ، وجلّ ضرباتهم الإرهابية البغيضة تأتي دائما وأبدا من تحت الحزام لخصومهم !!

- نعم ، هؤلاء الإرهابيون المتطرفون ضيقوا على العباد الدنيا بما رحبت ، بقائمة طويلة ما أنزل الله بها تعالى من سلطان ، تلك المحرمات التي لا تنتهي ولا تقف عند حدّ معين ، وأصبح من النادر ، بل من الصعوبة والعسير تماما أن ترى بالعين المجردة أو حتى عبر مجهر علمي متطور كلمة ( حلال !! ) وهم بهذا التعسف المتناهي بجلد الذات والتصوف الذي نهى عنه الإسلام المعتدل ، يتجاهلون ويسخرون من عقل الإنسان الذي وهبه إليه المولى تعالى في المعرفة والتميز ما بين الخطأ أو الصواب وحتى مابين الحرام و الحلال !!

- نعم ، نشتم وبقوة عبر رياح هؤلاء الإرهابيون المتطرفون النتنة ، رائحة الغلو والطائفية والحقد المقيت والكراهية البغيضة والعمل على توجه هذه الأمراض العضال نحو الآخر المختلف !! دونما وجه حق يذكر أو حتى ذكر سبب وجيه ومقنع ، وكذلك الدعوة المستميتة والدائمة إلى خلق تلك الأجواء من الحزن والكبت والقهر والعمل بكل عزم دون كلل أو حتى ملل على خنق كل فرحة صادقة وبريئة ونقية حتى لو صدرت وارتسمت على وجه طفل ( بغاء ) لا ذنب له !! أو حتى محياي طفلة يتيمة !!

- نعم ، أفسد شيوخهم ودعاتهم من الإرهابيين والمتطرفين والمغرضين الدنيا بفتاوى القتل والدمار والهلاك ( وهم يؤيدونها تارة و يتملصون عنها تارة أخرى حسب الأهواء والمصالح والأجواء والرياح المضادة لهم !!) ويفسدون بواسطتها عقول وإنسانية الشباب الصغار ( بالطبع دون أبنائهم الأعزاء وقرة أعينهم !! ) حتى تقرأ أخبار هؤلاء المغرر بهم والمفتونين بفتاويهم الدموية المنافقة في وجوه آبائهم المفجوعين لما حصل لأبنائهم وفلذات أكبادهم !! أو من خلال نواح وبكاء أمهاتهم الثكلى !!

- نعم ، هم نزعوا الشفقة والرحمة والمودة ورح التسامح من قلوب ضعفاء العقول ، وزرعوا الضد تماما !! ، مستندين ومرتكزين إلى تفاسير مشددة لرجال كانوا في تاريخهم ولعصرهم يشرعون ويفتون !! ، واعتمدوا هذا التشدد لأنفسهم ولنا دون الأخذ بالرأي العاقل والمعدل من رجال عصرنا من العلماء والحكماء وبما يتلاءم مع ضعف حالنا وقصر أيدينا !!

نعم ، اعتقدوا أنهم ملكوا الحقيقة الكاملة ، وصنفوا أنفسهم بأنهم هم وحدهم المقصودين تماما بالفرقة الناجية ، وما عداهم فهم حطب النار ووقودها ، ولا يعلمون أننا سنختار( لو خيّرنا ) ودون تردد ولو لحظة واحدة طريق الهاوية ، إن كانوا هم بالفعل سيدخلونها معنا !!
ولكن لعلمنا الوثيق بأن الله عادل لا يظلم أحد من جميع مخلوقاته ، فإننا سندخل الجنة بإذنه تعالى من أوسع أبوابها ، والظالمون لأنفسهم وغيرهم من الإرهابيين والمتطرفين ومن سار في فلكهم ومن خلفهم يمدهم بالمال أو بالعتاد أو حتى بكلمة المؤيدة ، لم ولن يشتموا رائحتها أبد الآبدين !!

نعم ، ظلموا المرأة ، أثاروا الفتن ، داسوا بأقدامهم على حقوق الإنسان ، وتنكروا كالقطط السائبة للمعرفة والخبرة الإنسانية والتي عمرت هذه المعمورة وبت تلك الحضارات ، ضيعوا مصالح الأمة ، أفسدوا الحياة ، وتصحرت بسبهم العقول والأفئدة والشعور وغيره الكثير00 الكثير !!

ولكن ، الحقيقة المؤلمة كما ذكرنا من البداية أنّ سرّ نجاحهم المتواصل والمتلاحق أنّ هؤلاء الشياطين على اختلاف مللهم وأشكالهم وتوجهاتهم ، وقباحة وبشاعة طريقة حياتهم ومسلكهم ، فإنهم لا يقاتلون بعضهم بعضا ، ولا حتى يسيئون لبعضهم ولو حتى بكلمة ( سوء ) واحدة ، وخاصة إذا ما وجدوا أنّ مهمتهم الشيطانية ( والقائمة على سكب وإهدار الدماء البريئة ولا شيء غير ذلك !! ) قد تتعرض للتهديد أو حتى لعملية اهتزاز ولو كانت بسيطة ، من قبل (ملاك ) طاهر جاء مصادفة كعابر سبيل بينهم !!

باختصار نقول : أنّ سرّ نجاح الشياطين ( على ضلالاتهم وأباطيلهم ) !!
أنهم بالرغم من أجوائهم المرضية نجدهم متفقون فيما بينهم !! ونحن في ظل أجواء الحرية والديمقراطية مختلفون !!

و يبقى السؤال الهام هنا والقائل :
فكيف باستطاعتنا بحق السماء أن نحل هذه الإشكالية المستعصية ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتدي ضربا على مسيرة مؤيدة لفلسطين في فلوريدا


.. كيف تحايل ترمب على قرار حظر النشر في قضية شراء الصمت ؟




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح.. 30 ألفا يغادرون يوميا منذ ا


.. جذب الناخبين -غير المهتمين-.. مهمة يسعى لها كل من ترمب وبايد




.. العملات المشفرة.. سلاح جديد لترمب لجذب الناخبين -غير المهتمي