الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق العقل العربي والحدود المتاحة

سوزان خواتمي

2005 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أكثر من مقولة وأكثر من صوت صار يعلو معترضاً على أسس الفكر العربي «القالب» المقاوم بوعي أو بغيره لكل محاولات التطوير والتجديد متخذاً من المقدس والثابت حائطاً سداً يتخندق وراءه.
فمجتمعاتنا المتهمة بالتخلف ــ مع الرغبة المتزايدة على توسيع الهوة بين العالمين المتخلف ونقيضه ــ تنغلق «بديهياً» حول ثقافة الجمود، لتكرس الخطاب الأبوي البطريركي والمؤسساتي المركزي بكل محتواه الماضوي والتسلطي، وتكرس ثوابته التي أنتجت الفكر الارهابي، وهو في حده الأعلى لا يجد وسيلة لتدعيم ركائزه سوى ازالة الآخر، وفي حده الأدنى يتقوقع داخل ذاتيته وكل ما لا يتفق معها خاطئ بالسليقة.
انها مشكلة تتفاقم ــ يمكن ملاحظتها في كل برامجنا الحوارية ــ دون أي دليل فعلي على مقاومتها فالمدراس لا تصنع ــ بمناهجها المحنطة ــ سوى نسخ مكرورة عني وعن جدتي، والأساتذة حتى على المستوى الجامعي لا يرغبون سوى بتخريج ببغاوات، والأمر يتكرر في المحيط الأسري اذ يشكو هو أيضاً من الجو التسلطي.
اذن ما الحل؟
وخصوصا حين تقف القراءة والاطلاع ــ التثقيف الذاتي ــ عاجزة على مستوى التطبيق اما لأنها تطبق عشوائياً وفردياً,,, وإما لأنها تكاد لا تكفي لتشكل انقلابا واضحاً ومعقولاً,,, وإما لكونها محاولات مقلدة وقاصرة واستهلاكية تأخذ بالقشور دون العمق, فهل من سبيل لتكوين العقل النقدي المبني على أساس السؤال والشك والبحث عن جواب ــ خارج الدائرة ــ غير نمطي؟
يقول ماركس : «أن يقوم، أي المثقف، بنقد صارم لكل ما هو موجود، صرامة تحول دون تراجع النقد، لا أمام النتائج التي يقود اليها هو نفسه، ولا أمام الصراع مع السلطة أياً كانت» كيف نُفعّل دور العقل التجريدي (العربي) كي يطلق أسئلة تشكيكية نقدية من غير أن يخشى الاتهامات بانتهاكه المقدس وتجاوزه الحد المتاح؟
كل الثورات الفاعلة في المسيرة الانسانية للحضارات ــ رغم اختلاف دوافعها ــ قامت على التقويض ومن ثم النهوض، فالفكر هو الذي ينتج الواقع ــ بحسب الماركسية ــ والابداع خصوصية فردية خارجة عن النسق الجمعي.
كما أن تشكيل الوعي يرفض تحجيم الذات ضمن اطر سالفة ومسبقة الصنع.
فهل من مقاربة مابين مفهومي الريبة والمسلمات، وحيز وجودهما او تداخلهما/ لو انهما تداخلا / في الفكر العربي عموما، لتخص في ما بعد كل الصعد الحداثوية؟
للأسف نحن لم نملك بعد منهجاً يخصنا، حتى في ما يتعلق بالمدارس النقدية ــ على مستوى الأدب أو الفلسفة أو المنطق أو,,, أو,,, أو,,, والاستعارة (منهما) لم تكن سوى عباءة فضفاضة أكثر مما يجب أو ضيقة أكثر مما يليق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي