الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الطلابية . ما بين التنافس و البرامج المطلبية :

باسم الخندقجي

2013 / 6 / 9
أوراق كتبت في وعن السجن


قد يكون القطاع الطلابي هو الميدان الرئيسي لممارسة الوعي المقاوم - الشبابي - الهادف إلى إثراء وعي الطالب و الطالبة و تنويرهما كي يدرك دروهما الإجتماعي و الوطني و التاريخي .
وما يجري اليوم في الجامعات الفلسطينية - على وجه التحديد - على أيدي الحركة الطلابية برمتها ما هو إلا سيرك تنافسي محموم غُيّب عنه أي برنامج مطلبي يهدف نحو صون حقوق الطلبة من جهة و رفع نسبة وعيهم و إعدادهم لدورهم في النسيج الإجتماعي من جهة أخرى .
و السبب الرئيسي في غياب الدور الطليعي و التنويري للحركة الطلابية يتمثل في كون الأطر و الكتل الطلابية إمتداد صريح للأحزاب و التنظيمات الفلسطينية بمختلف أطيافها و التي هي في حالة صراع دائم خاصة بين أكبر فصيلين على الساحة - حماس و فتح -اللذين جسّدا المفهوم السلبي للإستقطاب الثنائي الحاد أحرز بدوره مهرجانات خطابية محمومة في إنتخابات مجالس الطلبة .. مما أدى أيضاً إلى محاكاة الأطر الطلابية الأخرى للتنافس و التغني بشعارات بعيدة كل البعد عن العمل في الميدان الطلابي الذي يغلب عليه البرنامج المطلبي و التوعوي .
و هذا التنافس ساهم أيضا في إنعدام الإستقلالية النسبية لإرادة الكتل والأطر الطلابية ذاتيا من قبل الشباب الطلابي .. ومن هما غابت الأطر و غاب الطالب الذي لا يتم تذكره إلا حين يصبح صوته غالياً في العملية الإنتخابية . .
و هذه الإنتكاسة الخطيرة في أهم قطاع فلسطين أدت إلى الأستلاب الفكري و الأخلاقي و الوطني . و إلى الامعان الشديد في العزل المقيت بين الطالب و حاجته إلى إطار تقدمي يُلبي تطلعاته و يساعده في مواجهة التحديات .
و بالرغم من هذا الدمار الكبير في الحركة الطلابية الفلسطينية إلا أن الوعي المقاوم التي تقوده حركة إجتماعية قادر على الإرتقاء بالمستوى الفكري و الإجتماعي للطلبة من خلال اعتماده على إطار ينظم الحاجة إلى التغيير و التقدم بسلسلة آليات و أنشطة إجتماعية رفضية تعيد للطالب إهتمامه و ثقته بضرورة التغيير و التقدم .
إن البرنامج المطلبي الذي يلامس هموم الطالب و إحتياجاته الشخصية و العلمية هو الخطاب الشكلاني الفعال الذي من خلاله يتم جذب الطالب إلى ضرورة مشاركته في عملية إرساء دعائم الوعي المقاوم ...
في نفس الوقت يتطلب الوعي يتطلب الواقع الطلابي حركة طلابية ذات نواة قيادية مرنة ومثقفة و تنويرية و كاريزماتية قادرة على تلبية التطلعات الطلابية ..
ولا تتشكل هذه النواة التنظيمية إلاّ عندما يتم منحها الإستقلالية النسبية اللازمة لتقدمها و تعزيز ثقتها بنفسها لكي لا تكون مرآة للسلبيات و المآخذ في الحراك السياسي الفلسطيني الداخلي .
فالجامعة هي الميدان الطلابي الأكاديمي المقاوم بالمعرفة و العقل . من هنا يجدد بالحركة الطلابية التي تتبنى الوعي المقاوم أن تعزز في وعي الطالب مدى أهمية الدور العلمي الذي من الممكن أن يلعبه في التقدم و الإزدهار .
كما أن الجامعة الإمتداد الطبيعي للنسيج الإجتماعي الفلسطيني .. ومن هنا يكن ملاحظة كبيرة من الأغلبية الصامتة واللامنتمية لإطار معين .
و التعمق في النسيج الطلابي في أي جامعة فلسطينية يقود إلى إكتشاف الخيبة الواسعة لدى شريحة طلابية كبيرة من الأطر و الكتل التي لا تهتم أدنى إهتمام بمتطلباتهم و تطلعاتهم و لذلك يجدر بالحركة الطلابية التي تتبنى الوعي المقاوم أن تقود مجموعة تكتيكات مدروسة منطلقة من خطاب معرفي تنويري لإقناع الطالب بأهمية دوره في بناء و تحرر المجتمع .
و هذا ما ينفي بالتأكيد منهج " على البركة " و " التساهيل " الذي تتعامل به الكثير من الأطر و الكتل الطلابية الجامعية . دون أدنى مظهر لإدارة طلابية منظمة تعمل وفق مناهج و أساليب عمل حركية مبنية على أسس علمية و إدارية تصبُ في مصلحة إستمراريتها و قدرتها على مواكبة الهم الطلابي و العمل على إيجاد حلول لقضايا و مشاكل الطلبة .
و لعلّ العمل بنظام اللجان الإختصاصية الفعالة في الميدان الطلابي هو أفضل الوسائل المرنة في إيصال الوعي المقاوم لأوسع شريحة طلابية .
ومن الأهمية بمكان عدم التركيز المباشر ضرورة الإستقطاب الإنتسابي ... بحيث تعتمد الحركة الطلابية على المناصرين من الطلبة بشكل مبدئي على أن تكون نوتها القيادية كما أسلفناها سابقاً . متماسكة فكرياً و معرفياً و مستعدة لتوسيع دائرة المناصرة و المآزرة فالهدف النهائي للحركة الطلابية الإجتماعية هو رفع نسبة الوعي المقاوم و العمل على صون حقوق الطلبة و لعلّ من أهم أسباب ضعف الكتل الطلابية اليسارية على وجه الخصوص هو عدم وجود فهم واضح لآليات الإستقطاب و التنسيب .
إذ ليس من الضرورة أن يكون تعداد الكتلة الطلابية 500 رفيق و رفيقة دون أن يكون هناك وعي مقاوم و سلاح معرفي نقدي يؤهل الطالب و الطالية للخوض في معترك الحياة ما بعد التخرج و بإمكان كتلة كتلة مكونة من 50 رفيق و رفيقة أن تحرز 10 مقاعد في مجلس الطلبة من خلال برامج و آاليات عمل متطورة مباشرة لا ممثّلة لتهدف إلى الولوج في عمق الواقع الطلابي .
انه الفصل البناء الذي نتحدث عنه هنا . بمعنى أن الحركة الطلابية قائمة بذاتها و لذاتها مرحلياً و تعمل على تأطير و تأهيل و تجهيز الطالب و الطالبة يالمعرفة النقدية و بسبل و آليات التقدم و التغيير دون أن يكون هناك تأثيرات من المحيط التنظيمي والسياسي الفلسطيني .
و بقدر ما تعتمد الحركة الطلابية على المناصرين بقدر ما تكون نواتها القيادية متماسكة و مرنة و غير فضفاضة في عملية البناء الفكري و طرح الرؤى و آليات العمل .
و هنا يجدر التأكيد مرة أخرى على أن المواجهة الجماعية والإرادة المشتركة هما أهم تعويض عن العامل المادي و الإقتصادي و لذلك فإن كافة الأنشطة الطلابية التي تقوم بها الحركة بإستمرار يجب أن تكون جماعية تُقَوّض مفهوم الأزمة المادية . كما أن الإبتعاد عن النمطية و الآليات التقليدية في إقامة الفعاليات و العمل على إبتداع أنشطة و حملات نوعية يخدم في النهاية و يُسهل من عملية نشر الوعي الطلابي المقاوم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة