الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الممثل الأخرس للمخرج شاكر عبد العظيم 2

سرمد السرمدي

2013 / 6 / 10
الادب والفن


المخرج بشير الحجي احد الحاضرين وقتها, ولا داعي للاستدلال مرة اخرى بعدم إمكانية الإعادة فاللا ثوابت الهمت اغلب المخرجين على استثمار ما هو موجود وان لم يوجد فلا داعي مادام لا يؤثر فمالذي يؤثر فعلا !, لو كان لهذا العرض ان يستمر مرة واحدة لما تركت الأضاءة المسرحية مجسدة في شكل مصباح بدائي يضيء نصف المسرح تاركا الظلام في النصف الآخر وكأنه المصباح الذي يعتمد عليه حارس القاعة حينما يريد ان ينام, بل هو اقل قدرة من ان يكون مصباحا للنوم, ربما ينتحر على اثره مصمم الأضاءة نورس محمد الحاصل على الدكتوراة في مجاله واحد الحاضرين وقتها بسبب هذا المصباح لا بل المظلام دون أي حركة ملاحقة للمثل الذي ربما كان سعيدا بفرصة استراحة حينما يغادر مساحة الضوء, مع انه لم يستخدم من ملامحه الا ما يجعلنا نتعرف عليه خاصة وهو يتخذ من وسط المسرح مقره الدائم تقريبا, هذا واستنطقت ملابسه شخصيته أكثر من أداءه التمثيلي فهو شاب يحمل مقص يتصارع معه ومع نفسه والأغرب معنا ونحن نود مساعدته بأن نفهمه لكنه أخرس, ربما كان الأخراج يتعمد ان يصل بنا الى هذه النتيجة فالخطة الإخراجية على ما تقدم من استثمارها لعناصر العرض المسرحي, معدومة. ان مطالبتي مستمرة بأن نواجه مشكلة الجيل الصامت الراقص من الممثلين وقد رفعتها أثناء مداخلتي اللا نقدية كغيرها من المداخلات ما بعد عرض مسرحية مونودراما للمخرج شاكر عبد العظيم التي عرضت من على خشبة مسرح تسعى نقابة الفنانين في بابل ليكون مقرها الدائم ولم تنجح هذه المحاولات رغم النشاط الفني المستمر في اقناع ادارة المحافظة بضرورة ان يكون هذا المسرح مستقلا عن أي جهة سياسية وحكومية على اقل تقدير ليسمح ذلك بازدهار النشاط الفني في المدينة دون ان تتزاحم النشاطات السياسية مع الفنية على خشبة مسرح واحدة في مدينة الحلة, واقول المداخلة اللانقدية لأن ما اعتدنا عليه من اعتلاء مقرب من قبل كادر عرض مسرحي ما يأتي بورقة تسمى تعقيبه على العمل المعروض للتو, فيجلس ليقرأها وكأنها نقد مسرحي مفترض لعرض مسرحي لم يعرض بعد, أي لم يتسع المجال في نقده الفردي لهذه الرؤية الشاملة لتجربة العرض التي لم تحدث بعد, وبالطبع لن يقف أمام ما يدونه في الورقة التي يقرأها على جمهور شاهد المسرحية للتو ما يمكن اعتباره تجربة العرض بحد ذاتها, هل نالت رضى الجمهور هل حضرها الجمهور لا بل اكتفى بكونه هو الجمهور وجاء ليفرض رأيه المكتوب ما قبل التجربة على من خاض التجربة الحقيقية. حين بدا العرض المسرحي واتخذ الممثل طريقه يعتصر أمامنا وكأنه مصاب بالمغص لم تنقذنا المداخلات النقدية في فهم ما حدث فعلا لأن كل الشكر والتقدير انهال على المخرج والممثل دون أي امتثال لحقيقة قد جاد بها المداخل ثائر هادي جبارة الممثل المسرحي الذي ينتمي لجيل يعتقد بأن المسرح كلمة على الرغم من محاولة الانقلاب المسماة مسرح الصورة المستندة على نتاج عمليه تجفيف منابع الفكر والفن التي كانت المهمة الأهم للسلطة الشمولية, كانت مداخلة هذا الفنان تنم عن ألمه بأن وصلنا بالمسرح الى حالة لا تجسد التواصل ما بين الجمهور والخشبة للدرجة التي يخرج فيها ممثل يهمهم ويصرخ ويتلوى طوال نصف ساعة تقريبا ليقول لنا ان في يده مقصا سينتهي آخر الأمر بأن يؤذي به نفسه بطريقة ربما لاحظها بعض الحاضرين وهم بعض البعض فلم يتجاوز الحضور الا ما يقترب من العدد المفترض لمجلس عزاء محلي تتجاور فيه قيمة أداء الواجب تجاه الجار مع قيمة البقاء لكي نعطي انطباعا للغريب القادم ان هذا الجار له مساحة اجتماعية تترجم كما لا نوعا على ما اعتدنا ملاحظته, وهذه الأعداد التي نلحظها في كل ندوة ومسرحية ومعرض تشكيلي لا تعبر بالضرورة الا عن انقطاع تام بين الفن والجمهور ولا تعبر بكل تأكيد عن نجاح ورقي وتميز ونخبوية ما يقدم من ابداع, ان صح وصفه. هل تحدث العرض بنظريات علمية يصعب علينا فهمها !, على كل حال لا نجد مسوغا أكثر جدارة بحسمه لهذا الجدال الا ان العالم وقتها كان منطقيا نوعا ما, بالتالي يكون من النادر ان نجد المسرح يذهب الى عرض أطروحات لا تتخذ هذه الصفة, على الرغم من ان كل مصادر الفن عموما تنهل من القلب واستثمار العاطفة لكي تصل بنا الى تأكيد حقيقة علمية او نفيها من قبيل السعي للأفضل على المستوى العقلي, ولأن العلم مصادره تنهل من العقل وتتجه لمخاطبة العقول الأخرى, لا يشفع لأي فنان مسرحي ان اتخذ ذات الطريق بوصفه ساعيا لعقلنة الفن ان يفشل في الوصول للغة القلب التي تسطر على صفحة العاطفة, فكل ما يخرج به المتلقي من صراع عقلي لابد ان وصله عن طريق القلب, والا لن يكون هنالك ما يتلقاه من جديد في المسرح, وحين لا نجد الجمهور لانجد المسرح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة