الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة إلى الذات

صالح برو

2013 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


صالح برو
ما يجعل الطموح أليمًا بالنسبة للآخرين هو الخوف والإخفاق وعدم الثقة بالأيام ، علماً أن" القناعات المسبقة ما هي إلا كلاب حراسة وضعت عند أبواب القوى التي لا تريد التغيير",وما يتطلب من كل امرئ ضمن هذا المجتمع البشري المحكوم عليه بالعناء,والشقاء كي يصل إلى فهم صحيح للحياة,وما تحويه من الأشياء هو اللجوء إلى الذات لأنها المفتاح الصحيح لمعرفة ذلك الفهم,ومن هناك سيبدأ مشواره بحثاً عن الحقيقة حتى يعي,بأن الإنسانية هي الوسيلة الوحيدة,والحل السليم الأمثل لبناء العالم إنسانياً، خصوصاً ضمن هذه الظروف الصعبة التي ألحقت الخراب والدمار بكل ما هو موجود دون استثناء, ولا يمكن إلقاء اللوم على الحياة لأنها بريئة من ذلك,لأن ما يحصل حتى الآن ليس إلا بفعل أياد بشرية,ويعود ذلك نتيجة بعدهم عن ذواتهم. فحين يفتقد الناس حاستهم الإنسانية سرعانما تتعطل عن أداء المحبة,والعطاء لتقوم,بأفعال عكسية منافية للخير ,والفضيلة.
ليست مبالغة فيما إذ لو قارنا بشكل عام بين الطبيعة البشرية,والطبيعة البهيمية في العصر الحالي سيتضح للعيان أن الطبيعة البهيمية لا تزال محافظة على عاداتها وتقاليدها,وأخلاقياتها بعكس الطبيعة البشرية التي انتقلت من مستوى الكمال النوعي إلى مستوى التدني نحو الانحراف,والاستقرار في الضياع.
حقائق...
الحيوانات لا ترتاد أمكنة اللهو,والفجور,والدعارة لأن دور الفساد غير موجود في عالمهم بالمطلق,ولا يمكن للحيوانات أن تمارس الجنس بإرادتها على شاشات التلفزة أمام الملايين من أبناء جنسها,بخلاف البشر/ الدمى والماريونيت/ الذين اتخذوا الجنس عرفاً وحطّوا من قيمة المرأة,والمجتمع في سبيل كسب المال,وجني الأرباح خدمة للنظام الرأسمالي الذي اعتمد على بناء الملاهي الليلية/ الكازينوهات..الديسكوتيك/,وصناعة المخدرات,والإدمان على ثقافة الملاعب لاشغالهم عن الحقيقة,ولخلق آلهة جديدة في عقول الملايين منهم تحت تسمية الحداثة,حيث استمدت قواها منها..علماً أن الحداثة في حقيقتها ليست إلا مصدراً للكره,والنزاع لخلق الفتن بين جميع المجتمعات البشرية التي أصبحت كالدمى,و الماريونيت في أيدي القوى الحاكمة.
لا يمكن للحيوان أن يحتكر,ويستعبد,ويذل,ويعذب أبناء جنسه,ويشرد الملايين منهم في شتى أرجاء الأرض كما يفعله البشر...لا يمكن للحيوان أن يكذب ويفتري بتوجيه تهم باطلة لغيره من الفصائل الأخرى..لا يمكن للحيوان أن يتقمص دور الكائن البشري ليهدم,و يحرق,و يخرب ويفرض هيمنته على كل ما هو موجود من أجل إرضاء ذاته على حساب الملايين، لا يمكن للحيوان أن يمارس الإضطهاد والطغيان المطلق بحق معشر البهائم...
الظلم والفجور والعهر والفوضى والاحتكار والاستعباد المتوفر,وبكثرة عند الطبيعة البشرية غير موجودة عند الحيوان إلا في حالة الاقتتال,وهي ناتجة عن عدوى بشرية أكيدة، بالدليل أن المسؤول عن الطبيعة بعالميها النباتي,والبهيمي هو الإنسان,وليس النبات والحيوان.فلو كان أميناً حقاً على تلك الممتلكات,وأعطى لكل ذي حق حقه من طعام,وماء,ومكان,وكان راعياً لها على الدوام,واحترم حقهم بالعيش,ووجودهم في الحياة, ما تعرضت الحيوانات للانتهاكات من قبل بعضها البعض,وما كان للقوي منهم أن يجروء على الضعيف,ولا الكبير على الصغير,بمعنى إن ما دفع تلك الحيوانات وما جرهم إلى ذاك الوحل القذر/الاقتتال/ إلى تلك الطبائع البشرية المقززة ,هي نتيجة العدم/ الجوع,والعطش,والفوضى /,وتعرضهم الدائم للإصطياد من قبل البشر,مما أدى بهم إلى الانقراض,واختلال جزئي في توازن النظام البيئي,مثلما يحدث في المجتمع البشري.وبكل بساطة تعود أسبابها إلى اللامبالاة وعدم الكفاءة اللتان طرأتا على الطبيعة البشرية كمتغيرات سلبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط