الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حول مؤتمر جنيڤ 2

حزب العمل الشيوعي في سورية

2013 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية




بيان

وقفــاً لحمــام الــدم

ها هو مصير الشعب السوري قد وُضع على الطاولة، ودُعيت كل ذئاب العالم والمنطقة والداخل لأقتسام الغنائم! وعلى الشعب السوري أن يهيىء نفسه لأكثر القرارات نذالة وإجحافاً بحقه!

تأتي هذه الخطوة الروسية ـ الأمريكية بعد أكثر من سنتين من الثورة السورية، انتقلت خلالهما من سلميتها الأولى الى تسليحيتها المعروفة! وانتقلت شعارتها من: الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والدولة المدنية الى اسقاط النظام دون تحديد لشكل النظام القادم! وانتقلت من ثورة شعب ضد الطغيان الى حرب اقليمية ودولية على الأرض السورية وبالدم السوري ولاهداف غير سورية، مع ما رافق ذلك من فرز طائفي، وأعمال نهب وخطف، وتجاوزات مشينة في الكثير من المناطق؟

خلال كل ذلك كشف النظام عن وجهه البشع تماماً، فأعمل بأبناء شعبنا قتلاً وسجناً وتعذيباً وتهجيراً، فقتل ما يزيد عن مئة ألف مواطن، ومثلهم من المفقودين، وسجن أكثر من ذلك العدد، وجرح وأعطب أكثر من ضعفيه،وهجّر ما يقارب من خمسة ملايين سورية وسوري، ودمر من القرى والبلدات والأحياء مالا تستطيعه أعتى الزلازل الطبيعية! ولا زال بعد كل ذلك يُسمع العالم أغنيته مشروخة عن المقاومة والممانعة والتصدي للمؤامرات الأمبريالية والصهيونية! وهو الذي لم يكلف نفسه عناء اطلاق رصاصة واحدة رداً الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة بما فيها الهجوم الأخير على دمشق!

يجيء الاتفاق الروسي ـ الامريكي (7 أيار 2013)، والدعوة الى مؤتمر جنيڤ-;-2 بعد مُعطيين أكيدين: الأول تبيّن عدم امكانية الحسم العسكري للقوى والمجموعات المواجهة للنظام، (هذا ناهيك عن استحالة ذلك على قوات النظام). والثاني ازدياد تأثير ونفوذ المجموعات السلفية الجهادية، وما تشكله من خطر على نظام الهيمنة الأمريكية على بلدان الشرق الأوسط.

أوقعت الدعوى الى جنيڤ-;-2 كل القوى في الداخل والخارج في هرج ومرج، بسبب التوجهات المتباينة للقوى السياسية، بل داخل كل قوة! تلعب في ذلك تباينات الأفكار والمواقف، وتباينات الدول المموّلة، وروح الأستئثار الحزبي، والدرجة العالية للطموحات الشخصية للكثير من الشخصيات والافراد!

نحن في حزب العمل الشيوعي يتحدد موقفنا من هذه العملية في النقاط التالية:

1. حزبنا مع انعقاد هذا المؤتمر، مع معرفتنا بما يمكن أن يتمخّض عنه من إجحاف وتفريط بالمصالح السورية، لأنه يشكّل السبيل الوحيد الآن لوقف حمام الدم والتدمير المستمر منذ سنتين. ووقف القتل هو اولوية لبلدنا لا تعلوها أولوية. علماً أن استمرار العنف سيؤدي حتماً الى التقسيم، وهذا بحد ذاته كارثة وطنية لا يتمناها أي سوري.

2. نحن مع ثورة شعبنا. ورغم دفاعنا المتواصل عنها لم نتوانَ لحظة عن نقد أخطائها، وارتهان العديد من أطرافها، و التجاوزات التي ترتكب باسمها، لأنها سبيلنا لؤد حقبة الاستبداد والنهب والخوف، ولفتح الباب لصيرورة سياسية جديدة لبلدنا. وعليه فإننا نرى أن جنيڤ-;-2 وكل ما سيتبعه يجب أن يؤول الى مرحلة انتقالية تؤسس لدولة تعددية ديمقراطية، ليس للطغمة الأمنية والعسكرية والمالية ـ أو لرموزها ـ دور فيها.

3. إن جنيڤ-;-2 ليس إلا خطوة أولى في مسيرة طويلة ومنهكة تتناوشها المناورات والالتفافات والمواقف المبدئية وعديمة المبادئ، الأخلاقية وعديمة الأخلاق، خاصة أن الأطراف السورية المعتمدة “لتمثيل” الشعب أو المعارضة السورية في الخارج (مثل المجلس الوطني والائتلاف الوطني) ليسوا ـ في أغلبهم ـ إلا حفنة من المأجورين لدول الخليج.

4. على أبناء شعبنا ونخبه السياسية ألّا ينسوا أن النظام الداخل في هذه العملية هو نفسه النظام الذي خبروه أربعين عاماً؛ نظام قمع وقتل وتدمير وإذلال، وهو لا يقيم وزن لوعوده أو كرامته كنظام، أو لكرامة حتى حلفائه، وأن همه الأول والثاني والعاشر والأخير هو البقاء في السلطة، وعليه ـ رغم كل ثقل حلفائه ـ ربما لا يشكل المؤتمر له إلا فسحة جديدة لكسب الوقت. ونذكّر الجميع هنا أن هذا بالضبط هو ما فعله مع بعثة الجامعة العربية ومع بعثة الأمم المتحدة وهو ما سيفعله مع كل مبادرة “يوافق عليها” ثم يعمل على عرقلتها، وافراغها من محتواها، سعياً وراء وهمه المتواصل: الحسم العسكري والبقاء في السلطة! علماً أن ذلك أصبح اليوم أبعد له من التقاط النجوم بيديه.

يذهب السوريون اليوم الى وليمة جنيڤ-;-2، وهم يعرفون أن لحمهم هو طعام المائدة، وأن دمهم هو شراب سدنة المعبد من أميركان وروس، وحلفائهم من أتراك وايرانيين، وخدمهم من قطريين وسعوديين، ومأجوريهم من معارضي الخارج. يذهبون مرتجفي القلوب كأنهم يتجرعون السم. يذهبون مجبرين لأنهم يرون أخوتهم وأبنائهم وبناتهم وأمهاتهم وأبائهم أشلاء أمام قصف الطائرات، وارتطام البراميل المتفجرة، ورشق الصواريخ، يرسلها نظام لا تبزّ همجيته أيه همجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقتان
فؤاد النمري ( 2013 / 6 / 11 - 04:50 )
الحقيقة الأولى
مؤتمر جنيف وجد أصلاً لتغطية العجز الأميركي الفاضح في مواجهة العسكرتاريا الروسية المعادية للشعوب . ما لا يدركه سوى الأمريكان هو أن روسيا على استعداد للدخول في حرب عالمية نووية دفاعاً عن عصابة الأسد وهي التي أتت بها في العام 1970 لسحق قوى التقدم والاشتراكية في سوريا ـ على قيادة الانتفاضة رفض حضور مؤتمر جنيف قبل تسليح الجيش الحر بصورة كافية . قوى الانتفاضة لا تستطيع التصالح مع عصابة الأسد التي بدورها لا تستطيع وقف أعمالها الحربية ضد الشعب السوري لأن في ذلك سقوطها المؤكد

الحقيقة الثانية
وهي أن حكام سوريا إنما هم عصابة لا تمتلك نظاماً ولا قانوناً أو معايير ثابتة معروفة سوى النهب وسحق كل قوى التقدم ولذلك يتعذر مفاوضتها

اليوم ترتب على الشعب السوري أن يدفع ثمن سكوته على عصابة الأسد لأكثر من أربعين عاماً

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر