الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة الديمؤقراطية الاميركية

محمد سيد رصاص

2005 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


-.أظهرت تحولات ما بعد انهيار الكتلة السوفيتية أن الاتجاه الاجتماعي الراجح في دول أوروبة الشرقية وفي دول البلطيق وأوكرانيا هو نحو ( اقتصاد السوق ) في السياسة الداخلية وباتجاه الارتباط بالغرب سياسياً وعسكرياً عبر ( حلف الأطلسي ) واقتصادياً من خلال الدخول ( في الجماعة الأوروبية ) .
بانت هذه الاتجاهات عبر صندوق الاقتراع , فيما لم يستطع الشيوعيون ( المحتفظين بايديولوجيتهم السابقة بخلاف الشيوعيين السابقين الذين اتجهوا نحو تشكيل أحزاب اشتراكية ديمقراطية أو ( يسار ديمقراطي ) ذو منحى ليبرالي , وهم الذين قاد بعضهم التحولات نحو الغرب , كما في بولونيا والمجر ورومانيا ) أن يعوموا فوق الماء عبر الانتخابات .
ظهر الغرب الأمريكي والأوروبي , من خلال حالة انهيار الكتلة السوفياتية , بوصفه نصيراً للديموقراطية , مترادفاً مع القوى الاجتماعية المحلية , بخلاف صورته السابقة لما كان يدعم الديكتاتوريات المعادية للشيوعية في فترة الحرب الباردة : لم تظهر هذه الصورة في العالم العربي , بل رأينا , في مرحلة التسعينيات , استمراراً أميركياً لدعم الأنظمة العربية, وهي على ماهي عليه على صعيد السياسات الداخلية , فيما كانت المتطلبات الأميركية من هذه الأنظمة ذات طابع متعلق بالسياسات الاقليمية .
في فترة ما بعد ( 11 أيلول ) , حصل اتجاه أميركي نحو تبني (( ايديولوجي )) و (( تبشيري )) للديموقراطية , موجه أساساً نحو الدول العربية , بعد أن تمّ (( الربط )) بين (( الإرهاب الاسلامي )) وبين الديكتاتوريات والفساد والنظم التعليمية والثقافية , وفقاً للاتجاهات , التي أصبحت سائدة عند مفكري وصنّاع القرار في الإدارة الأميركية القائمة , والتي ترى بأن الثاني هو المسبب والحاضن الموضوعي لظاهرة (( الارهاب الاسلامي )) التي ضربت العاصمتين الاقتصادية والسياسية للعالم .
كانت العقدة الكبرى لهذا الاتجاه الأمريكي المستجد , تجاه المنطقة العربية , متمثلاً في أن القوى المرشحة للفوز , عبر صندوق الاقتراع , ليست متطاقبة مع سياسات الغرب الأميركي تجاه الأوضاع الاقليمية ولامع ما يطرح من أجندة أميركية حيال الأوضاع الداخلية العربية على أصعدة الثقافة و الاجتماع والتعليم , إضافة إلى أن هذه القوى والمقصود هنا الاسلاميين – قد دخلت في حالة افتراق مع الولايات المتحدة إثر انتهاء الحرب الباردة , بعد أن انتهت عملية التلاقي المصلحي بين الطرفين ضد السوفيات ( أفغانستان ) والقوى الشيوعية المحلية ( السودان ) أو القوى الحليفة للسوفيات ( عبد الناصر ) , فيما القوى العربية المتلاقية مع هذه الريح الأميركية , من ليبراليين أو علمانيين أو يساريين سابقين اتجهوا بعد انهيار السوفيات إلى الليبرالية ,لا تملك وزناً اجتماعياً راجحاً عبر ميزان صندوق الاقتراع .
كان هذا هو السبب الرئيسي لافتراق سياستي واشنطن حيال أوضاع حيال أوضاع أوروبة الشرقية والشرق الأوسط العربي : تشجيع في الأولى لانطلاق صندوق الاقتراع إلى مداه ليكون مرآة للقوى الاجتماعية المحلية , فيما اظهار الحذر الشديد من ذلك , لصالح الإقصاء و( الديمقراطية المحدودة ) , أو المقيدة , كما رأينا في الجزائر وتونس ومصر .
لم يؤد بروز ظاهرة أردوغان إلى حلحلة هذه العقدة الأميركية , وإنما – ربما – أعطى إشارات إلى اتجاهات أميركية مقبلة حيال الحركات الاسلامية , باتجاه استخدام ( الاعتدال الاسلامي ) كمواجه لـ ( التطرف الاسلامي ) , إن تطابق الأول مع الأجندة الأميركية , كما جرى من قبل أردوغان حيال موضوع ( قبرص ) , واتخذ مواقف إن لم تكن متعاونة فعلى الأقل غير معرقلة لواشنطن كما رأينا في العامين الماضيين من قبل أنقرة حيال العراق , فيما تجري الضغوط الكثيفة من قبل وا شنطن على رئيس الوزراء التركي للمرور عبر قطوع ( اسرائيل ) كممر نحو ( واشنطن ) .
توحي التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية , وكذلك بعض دراسات مراكز الأبحاث النافذة في الولايات المتحدة , بأن هناك وعياً أميركياً بأن لا ديمقراطية مع استبعاد الاسلاميين , فيما ترددت دعوات أميركية علنية لحوار مع تنظيم الاخوان المسلمين في مصر بالتزامن مع تسريبات بأن هناك مفاوضات جرت مع تنظيمات اسلامية عربية من قبل واشنطن في الفترة الأخيرة : السؤال الرئيسي المطروح , ماهو الثمن العقائدي والسياسي الذي ستدفعه التنظيمات الاسلامية في حال سارت الأمور نحو التلاقي بين واشنطن والاسلاميين , هذا إذا افترضنا بأن التلاقي قابل للتحقق , مع مايعنيه هذا من مفاعلات كبرى على أصعدة اللوحات السياسية المحلية العربية ؟ ... ثم : أليست الأمور أعقد من الذي هو قائم في أنقرة , وبالذات حيال موقف الاسلاميين العرب من موضوعي فلسطين والعراق ؟ .. وصولاً إلى صلب الموضوع : هل وصل استعداد الاسلاميين للتكيف العقائدي والسياسي مع الوقائع العالمية والإقليمية , إلى حدود شبيهة بتكيف الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية , المتفارقة مع الشيوعيين بعد ثورة 1917 البلشفية , إلى درجة جعلت الانكليزي هارولد ويلسون والألماني هيلموت شميت والفرنسي فرانسوا ميتران من أعمدة الحرب الأميركية الباردة على السوفييت ؟ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس