الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي لم يرتدي بيان التحرير ولم يكن منزويا

فهد الناصر

2013 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الحزب الشيوعي العراقي لم يرتدي بيان التحرير ولم يكن منزويا
**************************************************************
كتب السيد نعيم عبد مهلهل مقالا بعنوان الشيوعي العولمي والمنزوي في جريدة البينة الجديدة ذي العدد 1704 في 2 / 12 / 2012 والذي أشار فيه إلى العولمة و عدم وجود تنظيرا شيوعيا حولها وكما سأقتبس بعض مما جاء في مقاله بهذا الصدد أولا ومن ثم أجيب على طرحه فيما يخص ارتداء الحزب الشيوعي العراقي بيان التحرير
( ( لم اقرأ تنظيرا شيوعيا عن العولمة لاعتقادي أن الإحساس الكامل فيه انه من بعض أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي وهذا ما اثر على الأنظمة والأحزاب الشيوعية في كل عالم بسبب فقدان الداعم والجدار الذي كانت تستند عليه معظم تنظيمات اليسار ) ) ويبدو لي لم يطلع السيد مهلهل على وثائق الأحزاب الشيوعية بشكل خاص واليسار بشكل عام وكان الأقرب له من بين تلك الأحزاب الشيوعية حزبنا الشيوعي العراقي الذي أشارت وثيقته الفكرية ( ( خيارنا الاشتراكي ) ) الصادرة عن مؤتمره الثامن والمنعقد عام 2007 والذي تناولت العولمة وبشكل مفصل وبإمكان السيد نعيم مراجعة تلك الوثيقة التي سأقتبس منها بعض الشيء ( ( شكلت العولمة واحدة من أهمّ الظواهر التي برزت في أواخر القرن العشرين. وربما كان مفهوم العولمة الأكثر تداولاً منذ تسعينات القرن الفائت وهو ما زال ملتبساً في بعض جوانبه إلى الآن. من المفيد التمييز بين العولمة كظاهرة موضوعية، وبين إشكال تجليها والقوى المتحكمة في اتجاهاتها ومساراتها.. فالالتباس ينبع من التناقض الكامن في الظاهرة ذاتها بين الوعد الإنساني الذي تحمله وبين شكل تمظهرها الراهن. والعولمة بشكل تمظهرها الحالي، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، ليست، في الحقيقة، سوى شكل جديد من أشكال السيطرة والهيمنة. لذا يجري الحديث اليوم عن " العولمة الليبرالية الجديدة " التي تنطوي على نزعة لابتلاع العالم عن طريق آليات السوق المعولمة. تعبّر العولمة عن طورٍ جديد دخلته الرأسمالية العالمية
مع القفزة التكنولوجية الهائلة التي شهدتها قوى الإنتاج في (العالم المتطور) بالاعتماد على المكتشفات العلمية وثورة المعلومات والاتّصالات. وهذا الزخم الهائل من التحولات هو الذي هيأ الشروط للانتقال من لحظة الدولية international كنظام للعلاقات بين دول قومية، إلى لحظة الكونية (أو العولمة globalization) المتخطي لهذه الحدود. ولهذا يمكن الاتفاق مع الرأي القائل بأن مفهوم العولمة قد تبلور لتوصيف وتعيين تخوم الظاهرات الفالتة من سيطرة الوحدة الكلاسيكية، الدولة القومية، أما بسبب طابعها التكنولوجي المحض (نظم الاتصال) أو بسبب تعذر انغلاقها في حدود قومية (أسواق المال والمبادلات
ويفترض منطق العولمة الرأسمالية إضفاء أولوية على مقتضيات الإدارة المعولمة للنشاط الاقتصادي على حساب وظائف الدولة الوطنية. وينعكس هذا الخيار في الخطاب السائد المعادي مبدئياً للدولة والمشدد على إنهاء تدخلاتها في الشؤون الاجتماعية وعلى اعتماد خصخصة مفرطة. وبعبارة أبسط فإن خطاب العولمة الجديد يستند على الليبرالية المناوئة للسياسة، فالاقتصاد الكوني الجديد، المتحرر من السياسة، يسمح، حسب رأي منظري العولمة النيوليبرالية، للشركات والأسواق بتوزيع عوامل الإنتاج، بالطريقة التي تتيح تحقيق أعظم المزايا، من دون التشوهات الناجمة عن تدخل الدولة ) ) . انتهى الاقتباس واعتقد هذا تنظير وتشخيص للعولمة من حزب شيوعي بعد انهيار الداعم الذي أشار أليه السيد مهلهل . وعودا على طرحه فيما يخص ارتداء الحزب الشيوعي العراقي بيان التحرير سارد من خلال شعار الحزب الذي تبناه قبل سقوط الدكتاتورية ( ( لا للحرب لا لبقاء الدكتاتورية ) ) إذن لم يرتدي بيان ولا حتى ثوب التحرير تبنى الحزب هذا المبدأ من إحساسه وشعوره بالمسؤولية اتجاه شعبه ووطنه ويمكن لك أن ترجع إلى وثائق الحزب بهذا الصدد فلم يكن من المهرولون واللاهثون وراء السيد الأمريكي والتاريخ والآخرون يشهدون للحزب بهذا الموقف لكن واقعي التصرف ما حدث قد حث وانهارت الدولة وسقط النظام فهل من الواقع والحكمة أن يبقى في المنافي ولا يعود حتى يرضى عنه أطفال السياسة لكي يقولوا عنه انه حزب ثوري ؟ فالثورية لا تقتصر فقط على العنف الثوري كما يسميه البعض . الثورية سلوك ونهج أخلاقي أيضا الهدف منه تغير اجتماعي وسياسي واقتصادي وما إلى ذلك. ألا تكفي قوافل الشهداء منذ 14 شباط 1949 مروراً بالثامن من شباط الأسود 1963 وبعدها المرحلة الصدامية المظلمة حتى سقوط صنمها . هنالك الكثير من الانتهازيين والرجعيين الذين يريدون إبعاد الحزب الشيوعي العراقي ودوره الوطني في إرساء أسس الدولة المدنية الديمقراطية من المشهد السياسي لكي تخلوا الساحة إلى منتجي الطائفية . . .
فهد الناصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم