الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار

محمد محسن عامر

2013 / 6 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم





ها نحن سائرون، في جماعة متراصة، عبر ممرّ وعر وشديد الارتفاع. يأخذ منا بيد الآخر ثابتًا. محاصرون نحن بالأعداء من كل جانب، وعلينا التقدم إلى أمام على الرغم من قصف نيرانهم غير المتوقف تقريبًا. كنا اجتمعنا، باختيارنا الحرّ، وراء هدف النضال ضد العدو لا وراء التراجع عائدين إلى المستنقع تحتنا الذي لم ينفك سكانه عن تقريعنا، منذ اللحظة الأولى، على انفصالنا (عنهم) في جماعة متميزة، وعلى اختيارنا طريق الكفاح عوضاً عن طريق التراضي. وفي لحظة من اللحظات يأخذ أفراد من بيننا في الصراخ: دعونا نعود إلى المستنقع! فنعيب عليهم هذا الوهن. فيردون علينا معاتبين: ما أشدّ جهلكم! ألا تخجلون من إنكاركم حريتنا في ندائنا إليكم أن تسلكوا طريقاً أهون وأسلم؟! بلى، أيها السادة، فإنكم أحرار لا في توجيه هذا النداء إلينا، فقط بل في أن تذهبوا أنتم أنفسكم حيثما شئتم الذهاب حتى العودة إلى المستنقع!
وصراحة، نعتقد أنّ المستنقع هو المكان الجدير بكم ونحن مستعدون لأن نقدم لكم كل عون في تحقيق مبتغاكم هذا.
ولكن فكوا أيديكم من إيدينا. ولا تتشبثوا بنا ولا تلوثوا كلمة الحرية السامية. فإننا نحن، أيضا، أحرار في النضال ضد المستنقع وليس ضده فقط بل أيضاً ضد أولئك الذين يعودون إلى المستنقع”.
-لنين -

الجبهة الشعبّية من عربدة الضوضاء الإحتجاجية إلى الإنحرافات اليمينية هو الموضوع الأساس لنقيق تجمّعات "اليسار "التونسي, فبرشاقة قفزات العنز البرّي كما يقول أحد معلّمي الماركسية انطلقت حمى المؤتمرات الحوارية "الوطنية" و مبادرات المؤتمرات "المناهضة للعنف" جائت القفزة الخارقة التتويج المنتظر للاعلمية و انتهازية التجمعات "اليسارية" الإعلان المدوّي عن مشروع "جبهة الإنقاذ" الذي الذي فتح الباب أمام "القوى الديمقراطية" ( و هنا ننقل نقلا أمينا للمواقف دون إبداء الرأي فيها) باستثناء حركة النهضة , نصوغ بعض الملاحظات المهمّة’ في تقديرنا لنحاول أن نتبّين تموقع الجبهة الشعبية في حقل الصراع الطبقي من خلال مواقفها الذي أسلفنا الذكر. لا يمكن أن نعي مستويات الوجود الإجتماعي -الإقتصاد و السياسة و الأيديولوجيا- بمنئى عن الصراع الطبقي و قوانيه فإلى جانب جهاز الدولة -أداة السيطرة الطبقية للبورجوازية- تتموقع تحالفات حزبية بورجوازية في حركة التاريخ أداوة الهيمنة السياسية سلاح البورجوازية في صراعها في الحقل السياسي, و عاضد بنية ووظيفة الدولة , منطق التاريخ ينحوا نحو التضاد بين قوى سياسية معبٍّرة عن المصالح الطبقية للبورجوازية الكمبرادورية و بين الحركات السياسية الحاضن الإجتماعي للطبقات المقهورة و تبقى الدولةعبر وسائل هيمنتها الأيديولوجية تصدّر الوهم بأنّها في موقع الحياد عن الصراعات في الحقل السياسي. و قد تتدخّل أحيانا لقمع شريحة بورجوازية ما لأنها في نهاية المطاف تعبٍّر عن المصالح الكليّة للطبقة البورجوازية لا لشريحة معيّنة منها . تتدخّل الدولة عبر أدواة قمعها الطبقي الجيش و الشرطة عندما يصل الصراع الطبقي إلى أقصاه و تعجز أدوات الهيمنة على كبح صعود النضال الجماهييري الذي يهدّد الموقع الطبقي للبورجوازية المسيطر , عندها تتدخّل الدولة بطريقة سافرة في الحقل السياسي عن طريق الإنقلابات العسكرية أو تفجير الحروب الأهلية الرجعية, ( و لعلّ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أو الإنقلاب العسكري للإخوان المسلمين في السودان على نظام النميري مثالان مهمّان للتبيان ذلك). إنّها حركة التاريخ التيّ تحدد قاونينها مدى تطوّر حركة الصراع الطبقي تتشكّل من خلالها المواقف و تصاغ من خلاله موازين القوى و تتحدّد به المواقع,هذه المحافظة في أداء "مشروع الإنقاذ المؤمول" الذي يسمى جبهة شعبية نتيجة طبيعية لانعزالها عن حاضنها الطبقي و خوائها النظري الذي دفعها بدل المراهنة على الجماهير الطليعة الثورية حاملة مشروع التغير و بوصلة النضال الوطني الكفاحي إلى المراهنة على القدرات الخرافية للزعماء الكاريزمين فتكون النتيجة التخندق الذي لا نماري القول أنه مشبوه مع قوى رجعية خادمة لمصالح رأس المال مؤكّدة الدور الطبقي و التاريخي الوحيد الذي تستطيع الأحزاب البورجوازية الصغيرة أن تلعبه في مجرى الصراع , نهائة القول ندائي لهذه البورجوازية الصغيرة الحائرة كما يقول الرفيق لينين ,خوضوا تحالفتكم المشبوهة و الحقوا أنفسكم بأداوة الهيمنة السياسية للدولة البورجوازية و عبّروا عن أزماتكم و انكساراتكم بهدوء لكيّ لا تفيق جلبتكم و أصواتكم المبحوحة هذا الشعب الغارق في أوحال الإستبداد و الطغيان , و عندما تمشون في حقل السياسة فحاذروا أن تطء أقدامكم على جروح الكادحين فإن استيقاظت فستطوي هذه الصفحة من تاريخ أمتنا و ستخلّدكم كاريكاتورا يساريا مشوّها و قبيحا يحكي تاريخ الهزيمة و الأيديولوجيا المهزومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-