الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في نص ( لم تمت ... لكنك غفوت) للكاتب الفلسطيني مهند صلاحات

لمجيد تومرت

2005 / 4 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


إن اقتحام نص يصر كاتبه على أن لا يكون مرثية ،بدون استئذان ليس مسألة سهلة، لكني سمحت لنفسي بأن اختار منه مقاطع محددة لعلي امسك مع الكلاتب بالمنفلت من جمال الإيقاع والتعبير الشعري الذي تتيحه العفوية والمعاناة الحق وصدق المشاعر والإحساس في الرؤية للعالم من حولنا(أحداث-أشخاص-فضاءات...)


م-1
فيكفينا أنك لم تزل فينا
حياً كانتصاراتنا
مسكون فينا.

استوقفني في هذه الأسطر الشعرية إيقاعها الداخلي ، ويمكن ملاحظة تكرار صوت الفاء 4 مرات وتكرار صوت النون 7 مرات .
الفاء صوت شفوي أسناني يجمع بين الهمس والرخاوة .
والنون صوت لثوي يجمع بين الجهر والتوسط وفيه غنة ..هذا يكفيني كي اطرب للصورة الشعرية في المقطع يرسمها الإيقاع الداخلي التلقائي قبل أن ترسمه النتوءات اللغوية والبلاغية الأخرى ..
فقد كان الكاتب هامسا رقيقا في حزنه ،وكان فتفجعا وثائرا تارة أخرى،ويلاحظ كذلك في مقطع المد بالكسر(في)الدال عل لانكسار النفس الذي سرعان ما يتحول إلى تبات ثم انفجار وإصرار على السير في درب المرثي الذي لن يموت وسيتجدد لاحظ كيف عبر عن ذلك بمقاطع المد بالألف (نا – صا – را – نا ) الدال على القوة وكثيرا ما نجده في قوافي قصائد الفخر والحماسة ، وما يؤكد هذا الإصرار حرف التوكيد في انك .

خلاصة القول،و حتى لا أطيل، فقد كان مصيبا حين نفى في العنوان ان تكون قصيدته النثرية الجميلة مرثية ، طبعا، بالمفهوم التقليدي للرثاء ..


م-2
جاء العدو شاهراً غروره
فمتى ستعود إلينا
كيف تمسح الدموع عن المقل

بإيجاز شديد ادعوك في هذا المقطع ، هذه المرة لنتأمل معاً الأسلوب الطلبي في الاستفهام الذي جاء مباشرة بعد الجملة الخبرية الأولى (جاء العدو..).ألم تكن ذكية وبعفوية الصدق في هذه النقلة من الإخبار الذي يقر بوضع قائم (مجيء العدو...) ويستفسر في حيرة وقلق عن واقع الأمة وآفاقها ،وبذلك خرج الاستفهام ،بمتى وبكيف ،عن مقتضى الظاهر ليفيد سياقا آخر يجب أن يدركه القارئ بتأويل المعنى .
فالميت لن يعود إلا من خلال القادمين ،وهو العبرة والمنار.

هو لن يمسح الدموع من المقل ...إن في المقطع دعوة مبطنة للتحدي والمواجهة لم تعبر عنها مباشرة إذ لا وقت للبكاء وإلا كان نصك خطبة مباشرة (أتذكر حين استعرض هذا النص رائعة أمل دنقل "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة")
..المعنى في الشعر زئبقي ..منفلت لا يبنيه ولا يدركه إلا المتذقون وذووا الإحساس الرفيع ولعمري إنه من هذه الفصيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات