الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدا-

هادي فريد التكريتي

2005 / 4 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لي حفيد صغير العمر لا زال يخطو بين الثانية والثالثة من العمر ، أحبه لنباهته ، أداعبه كثيرا ، ليس لأنه الأصغر بين الأحفاد بل لأنه ابن لأصغر الأولاد ، طلبت منه أن يختار هدية بمناسبة له فقال أريد " موتور سايكل " أتيته بلعبة ـ موتور ـ رفضها وقال أريد موتورا حقيقيا كالذي يستخدمه الكبار ، وبما أن طلبه غير واقعي ، وإصراره معاندا ، فجوابي له كان غدا سأشتريه لك ، وقد تكررت كلمة غدا على مسامعه كثيرا ، وعندما سألني آخر مرة فيها عن " موتوره " وقبل أن أجيبه قال لي " جدو انت ليش تَجِذب ( ُتَكِذْب ) عليَ " ، ومن بعد هذه الواقعه تأزمت العلاقة بيننا ولم تعد المياه لمجاريها إلا بعد وقت طويل ، بعد أن دفعت ثمن غلطتي معه ، كانت مقاطعته لي والنظر بعين الشك والريبة لكل وعد أعده به ..فكيف يكون الأمر مع الكبار ، وليس أي كبار ، إنهم ساستنا وقادة مستقبلنا ومشرعي دستورنا المستقبلي ، فمنذ أن منح ملايين العراقيين ثقتهم بشجاعة لمن يرونهم قادرين على تحقيق ما يطمحون إليه ، وهؤلا لم يبرروا الثقة الممنوحة لهم ، ومنذ ثلاثة أشهر والمكلف بتشكيل الحكومة الدكتور إبراهيم الجعفري بين غادي ورائح ، يجري مباحثاته ومفاوضاته مع الكتل الانتخابية دون أن يعلن عما يجري ، بعيدا ليس عن أنظار الشعب بل وحتى عن الجمعية الوطنية ، وكلنا يتذكر ذلك الصوت النسوي الغاضب من داخل الجمعية الوطنية ، وهو يتهم الكتل الكبيرة الفائزة بتضييع الوقت وعدم الشعور بحال المواطن وما يعانيه من فقدان أمن وبطالة وسوء خدمات ، واليوم يحاول كل طرف أن يعلق أسباب تأخير تشكيل الحكومة وإعلانها على الطرف الأخر ، سواء أكانت هذه الأطراف شيعية ودعواها تريد أن تشكل حكومة إئتلاف وطني ، حيث يقول الدكتور الجعفري في تبرير تأخير إعلان الحكومة :"... إن حرصنا ورغم الظروف الصعبة من أجل ولادة حكومة وطنية تعكس في مركباتها مركبات الشعب العراقي بشكل متوازن .." والسؤال هنا : هل حقيقة هذه رغبة أحزاب الطائفة الشيعية ؟ التي ملأت الدنيا صخبا عن " مظلومية الشيعة " التي احتوتها برامجها والكثير من وثائق لجنة العمل المشترك ،وهل تنازلت عنها لمن ظلمها ولماذا ؟ إن من يشكو من المظومية طيلة السنين الماضية عليه أن يأخذ الأمر بيده ليصحح مسار التاريخ ، والفرصة سانحة، أم أن الواقع يقول غير هذا ؟ ومن يدعي تمثيل الطائفة السنية يريد أن يحوز ما ليس له حق به لأنه قاطع الانتخابات وحاول أن يجهضها ، فهل هذا يفصح عن نهج ديموقراطي أم أن وراء الأكمة ما وراءها من صفقات تعقد على حساب حرية الشعب والوطن ؟ صارحونا وأريحونا من الغيبة والقيل والقال ، وثالثة الأثافي رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي وكتلته يريدان أن يبددا كل المساعي ، الصادقة والكاذبة ، من أجل أن تدوم معاناة العراقيين لغايات مكشوفة يعرفها حتى المواطن العادي ، إلا أن ما هو معلن لم يكن إلا بعض الحقيقة ، فرامسفيلد زار العراق أثناء ما كان الجعفري على وشكل أن ينتهي من تسمية حكومته ، وبعد أن غادر تغيرت الكثير من الوقائع على الأرض ، ولم تعلن لا حكومة علاوي ولا المكلف بتشكيل الحكومة ، عما كان يحمله من آراء ومقترحات وزير الدفاع رامسفيلد ، كما أن الجمعية الوطنية هي الأخرى ظلت متكتمة عن الزيارة ، وحتى لم تبادر وتسأل الحكومة أو المسؤولين الآخرين عن سبب هذه الزيارة ، بل الكل اكتفى بما هو معلن ، من أن سببها هو عدم الموافقة على إجراءات ستتخذها الحكومة المقبلة فيما يخص وزارة الداخلية ، والكل يعلم أن وزارة الداخلية هدف مهم للقادمين الجدد إليها ، حيث سيغرقونها بقوات بدر ، الإيرانية المنشأ والقيادة والتمويل ، وعناصرها موالون لإيران ، حتى النخاع ، وليس للعراق ..ومباشرة بعد رامسفيلد غادر الى واشنطن وزير المالية المنتهية ولايته، ونائب رئيس الوزراء اللاحق ، عادل عبد المهدي والتقى هناك بوزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليزارايس ومسؤولين آخرين ، ولم يتم الإفصاح عن سبب هذه الزيارة ولم يستفسر حتى اعضاء الجمعية الوطنية عنها ؟ أي بلد هذا ، وأي حكومة هذه التي ستشكلها أمريكا التي تضغط إلى جانب هيئة علماء المسلمين راعية الإرهاب البعثي والسلفي على حد سواء ؟ وهل سنسمع كثيرا من أن الحكومة وطنية وبعيدة عن الاحتلال ومستشاريه ؟ كان المفروض بعادل عبد المهدي أو الجعفري أن يذهبا لمقابلة المرجعية الدينية وبالتحديد آية الله السيستاني لأنه هو السبب في فوز قائمتهم وليس كونداليزارايس .. وحتى اللحظة لم نسمع لا تصريحا ولا تلميحا من كل القوى السياسية والمرجعية الدينية عن سبب زيارة عبد المهدي ..الكل يتواطء والكل لا يقول الحقيقة ، والحكومة لم تعلن بعد ، وفي كل يوم يقولون غدا ، وغدا لناظره قريب ، ليس في إعلان الحكومة ، بل في لقاء آخر مع الملايين لجولة أخرى في الانتخابات المقبلة ..ماذا سيقول كل هؤلاء، رئيسا ونوابا وحكومة للمواطنين ؟ هل سيصدقونهم وهم في كل يوم يقولون ماقلته لحفيدي..." غدا "!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن