الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( الحديقة الجوراسيه )

العربي سالم

2013 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في حقيقة الأمر والواقع لايمكن للباس مهما كان أنيقا ً أن يخفي نتانة الجسد المحشور داخله ولا روائح الأنفاس الكريهة .
مع ذلك هناك من يجرب التقنع باللباس الأنيق وربطة العنق الفاخرة . لكن رائحة النتانه تفضحه رغم البخور والعطور
وتفضح طموحه لتغطية أكبر بالعمامة التي تزينها زمردة أو ماسة وعباءة فضفاضة مذهبة وذاك الخف الملتف المقدمة وعشرات الجواري في حضرته يتحركن بإيماءة من إصبعه برقصات وحركات تثير غرائز السلطان .
وعلى هذا لم تنفع السلطان أردوغان المتخفي داخل حلة عصريه تلك المحاضرات عن ديمقراطيه وحرية لاطعم لها ولالون كغلالة تخفي حقيقة تطرفه الديني والمذهبي والقومي العنصري والتي تتحكم بعقله الباطني وحالته النفسية التي يقبع داخلها السلطان سليم .
ذاك الهمجي الذي حمل على عاتقه عشرات المجازر المرعبة التي طالت العديد من مكونات المنطقة المذهبية والطائفية والقومية وأصبحت سنة يتبعها من جاؤوا بعده وماتزال مجازر الأرمن مليء سمع العالم وبصره وتستمر المجازر حتى اللحظة بحق مكون آخر هم الأكراد . ومع ذلك يتجشأ هذا المسكون بالسلطنة أردوغان ديمقراطية وحرية تفوح منها روائح الدم والجثث . .
لقد كشفت مظاهرات اسطنبول وأنقره وبقية المدن حقيقة هذه القادم من العصر الجوراسي بكل حيوانيته وبهائميته وغرائزيته وشراسته ووحشيته ومعه مجموعة حيوانات العصر الجوراسي لتحول المنطقة إلى مايشبه الحديقة الجوراسيه " تيمنا ً بالفيلم إياه " .
عندما كان أردوغان يوزع النصائح الديمقراطية الممزوجة بطعم الحرية الدمويه .كنا نرى الدم يسيل على جانبي فمه وكيف أن الجثث أخذت تتوزع يمينا ً وشمالا ً ابتداء من شرق تركيا ثم ليبيا وعودة الى سوريا والعراق ولبنان ومدحلة الديمقراطية الأردوغانية الأعرابية الإسلاميكية لاتهدأ لترتفع أكوام الجثث التي يقف فوقها هذا السلطان ليعطينا دروسا ً في الديمقراطية بنكهة أسلامية دموية قاتلة سامة . إلى الحد الذي نسي فيه نفسه وغرق بالدور المسند إليه على هذا المسرح العبثي اللامعقول .
لقد جاءت أحداث اسطنبول وأنقرة والمظاهرات السلمية التي قامت بطريقة حضارية لتسقط آخر ورقة توت عن عورته رغم وجود أعداد من المعتوهين الذين يرددون خلفه أقواله عن الديمقراطية .
نعم لقد عرته هذه المظاهرات الحضاريه وعرت كل أولئك الإسلاميين تحت كافة عناوينهم المنافقة وأظهرت كم أن ( الكذب والنفاق والخداع ) عندهم هو من أسس وصلب إيمانهم .
وأكدت أن أي انحراف عن الخط العلماني والثقافة العلمانية سيحول العالم كله إلى حديقة جوراسية ترتع فيها الوحوش وحيدة لتنهش بعضها بعضا ً بعد أن تقضي على الإنسانيه العاقلة .
هذه هي حقيقة التشدد الديني مهما غلف نفسه بالسيلوفان ويكفينا كذبا ً وتكاذبا ً ومجاملة عن إيمان أحول . أعمى . عار ٍ . نكاحي ويدخل بطفلة ويبرر زنا المحارم . يبيح أكل لحوم البشر والإغتصاب ويتوضأ ببول البعير وبالدم .
يكفي لقد بتنا نخجل من القول بأننا مسلمون ولو أن حرية الإختيار لم تكن متاحة لنا عند الولادة .
عاش السلطان . سقط السلطان . مات السلطان . فالأمر لايهمنا .
ماذا عن الإنسان الذي تتقاتل أشباه الآلهة فوق جثته .
أبعدوا الآلهة ووكلائها عنه لعله يستفيق ويستعيد إنسانيته .
أما الحرية والديمقراطية المغلفة بالسيلوفان أو مغلفة بقشرة من الشوكولا وتخفي بداخلها حبة سم زعاف وأسوأ أشكال النتانه والدم مع التكبير .
هذه لاأحد يريدها . ولايريد مشروع الحديقة الجوراسية .
* العربي سالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ