الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -4

زوهات كوباني

2005 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ان هذه التراجيدية والماساة هي ظاهرة في الحركات الثورية والتنظيمات ولكن لا يتم النظر اليها بعقلانية وموضوعية، رغم انها معرضة الى التصفية والانهيار، وكأن الوضع على مايرام ولا توجد مشاكل معاشة. ربما يتطلب لحركة ما الدعاية من الناحية السياسية والدعائية ان تقوم الحركة بالدعاية وغيرها من اجل اظهار تقدمها وقوتها ولكن يتطلب الاقتراب الموضوعي والواقعي هذا داخلياً والا فانها لن تتجاوز مثال النعامة التي تخفي راسها في الرمال مجرد رؤيتها للصياد ظنا منها انها تخفي نفسها وتحميها. لذلك فان الحركات اذا لم تنظر الى ذاتها وتحلل نفسها بطرفي النقيض وان تتخلص من النظرة الاحادية الطرف والتي تقيم كل التطورات بمنظورها. دون رؤية الطرف المضاد او المعادي مثل العسكري الذي يفكر فقط بهجومه دون اخذ دفاعيات العدو وتدابيره بعين الاعتبار. وهذا ما يدخله في نشوة الانتصار. لذلك ونتيجة هذه العقلية غير الموضوعية فكلما فكرت بانها حلت المسائل او انها اقتربت بمنظور التطور رأت نفسها وجها لوجه امام خطر محدق اخر وكأن عيشها للمشاكل والازمات اصبح حقيقة لا يمكن ان تنفصل عنها كما لا يمكن فصل اللحم عن العظم.
ربما هناك مخططات ومؤامرت تجاه الحركة، لا تدع الفرصة لها الى التنفس وتحقيق التقدم. لان الحياة عبارة عن صراع بين القديم والجديد وبكل ما يمثله القديم وعلى جميع الصعد وكل ما يمثله الجديد من جميع الصعد وفي مراحل التغيير والتحول فان هذا الصراع يعيش الذروة لانه في منعطف الحاسم. وفي مثل هذه المنعطفات من يتخذ التدابير هو الذي سينجح في المحصلة. وان هذه المؤامرات التي تعمل مراراً على تصفية الحركة كانت وستكون لان الحركة عندما ظهرت في بداياتها كانت مثل هذه المؤامرات ايضا متواجدة رغم ان الحركة كانت صغيرة ولكن في تلك الظروف غير المتكافئة استطاعت ان تتغلب عليها وان كان هناك سبب في ذلك هو نمط الحياة الموجود في الحركة والتي لم تستطيع اية قوة ان تتغلب عليها. لان كل حركة تريد ان تغير الواقع الموجود وتحقق اهدافها في الواقع ستواجه العراقيل حتما وبقدر مساحة التغيير التي تدعيها ستواجه المقاومات وردود الافعال. فاذا كانت حركة ما تريد التغيير في اطار الدولة او النظام الموجود فيها فان رد الفعل سيكون في اطار ذلك النظام، اما اذا كنت مساحة التغيير اكبر وتصل الى تغيير النظام العالمي فانها ستواجه الرد الفعلي العالمي لذلك فلا بد للحركة التي تضع امامها الاهداف وتحاول تطبيقها على ارض الواقع ان تاخذ الحسابات ، والحساب الاول هو انه باي عقلية ومنهجية سنقوم بالتغيير هل بعقليتنا التي هي وليدة تلك الانظمة ام لا ؟ ام اننا نريد منهجية جديدة ونظام جديد وبالتالي باي نمط من الحياة والنضال سيتم محاربة هذه الانظمة؟ هل نمط الحياة التي ندعيها هو متطور اكثر من انماط هذه الانظمة الموجودة ام لا؟ وباية كوادر سنقوم بتغيير النظام الموجود؟ فحتى يتطلب ان تواكب العصر وان تحسب الحساب للتغيرات العالمية الموجودة وما نعيشه من العولمة التي لم تترك بقعة من الارض الا واشغلتها عن طريق الثورة العلمية والاتصالات، وانها حولت العالم الى قرية صغيرة تستطيع ان تحاصر الحركات المناوئة بكل قوتها الموجودة عالميا وتركزها على نقطة من اجل اخراج الحركة من طريقها او تصفية الحركة بمختلف الوسائل المتوفرة لديها. وحتى انها لن تتراجع عن تطبيق اخبث المؤامرات تجاه من يريد تغييرها او من يشكل خطراً عليها للحفاظ على مصالحها، لذلك فالقضية معروفة في المؤامرات ولكن الشيء غير المعروف هو ان الحركة التي تواجه مثل هذه الانظمة العالمية المتعولمة والتي لا تتخذ التدابير في وجهها، كيف تعيش؟ وهذا ما يثير في الانسان الكثير من الاسئلة، كيف تنظر مثل هذه الحركات الى المحيط الى ما يجري حولها ام انها في غافلة من امرها؟ ويصبح كل هذا سبب ازماتها واضطراباتها وعدم استقرارها من اجل مواكبة التطورات وتحقيق الانتصارات . دعنا من الانتصار والعمل من اجل تحقيقه نتيجة مثل هذه المفارقات العجيبة والغريبة هناك امور بين ما يدعيه تعمل على نخر نفسه بنفسه من خلال نشر الانحلال في الحياة والميوعة والانزلاق الى متاهات فاراغة بعيدة عن الهدف. وهذا ما ينعكس على كوادره بالابتعاد وقطع الامل من تلك الحركة وحتى ان الكثيرين يتحولون الى الضد لها نتيجة تناقضها مع اهدافها التي خرجت من اجلها. وحتى ان الكثيرين منهم لم يعد ينظرون الى تلك الاهداف من باب التقديس، لانها لا تمثل سوى مصلحة حفنة من التجار والمتطفلين على المبادئ والقيم. ويبدا الابتعاد والخمول الرويدي في الحياة والابتعاد عن العمل وفقدان المعنويات والعزيمة النضالية وبدلا من النظر نحو الامام ينظر الى الخلف او ما هو موجود لديه، لانه لم يعد يفكر انه يناضل من اجل اهداف ومبادئ مقدسة بل تحول الى اداة من اجل تحقيق مصلحة حفنة من الاشخاص لا علاقة لهم بالشعب والقيم والمبادئ والثورية وكل عملهم هو خداع الشعب بشعارات رنانة وطنانة .
في الواقع الكردستاني ونتيجة التخريبات الناشئة من سياسات الصهر والانحلال على الشعب الكردي اثر ذلك بشكل سلبي كبير ومدمر على الشخصية الكردية وجعلتها بعيدة عن اظهار واستخدام طاقاتها وقدراتها، واذا ما اضيف الى مثل هذه التاثيرات، الاخطاء التي ترتكبها الحركة المنبثقة باسم الجماهير فان النتيجة بالنسبة الى الشخصية تتحول الى كارثة. وتصبح هذه المساوئ التي تعيشها الحركة محاسن للمتربصين في النيل من الحركة والحط منها وتسهل عملية فتح القلعة من الداخل. وهذا ما تكرر كثيراً في التاريخ الكردي عندما يصبح النصر قاب قوسين فجاة تتحول الى هزيمة نتيجة هذه الاقترابات لذلك فان الحركة التي تعمل من اجل التغيير وتضع امامها اهداف كبيرة يتطلب ان تحلل وضعها وحقيقتها وطرازها من حيث الاهداف التي وضعتها امامها والا فانها لن تتخلص بعد فترة من الزمن أن تصبح احد مسننات النظام الذي خرج في وجهه. لانه عند المقارنة بين الحركة والنظام الذي يواجهه هناك فوراق كبيرة ولا يوجد تكافؤ في القوى على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية ولكن الحركة تستطيع التغلب على هذا التمايز واللاتكافؤ بفلسفتها في الحياة والنضال الذي يترك النظام الموجود خلفه كثيراً. ومن هنا يتطلب ان تركز الحركة على نمط حياتها وتجعلها حصناً منيعا لا يمكن لاية قوة اختراقه، وهذا يتم بخلق المناضل الحر المبدئي العلمي المنفتح الافق والذي يرى كل امله في مستقبل الحركة وذلك بتحقيق الحرية والعدالة والمساوة والحياة السعيدة اسوة بجميع شعوب العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة