الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى الظلامية -عودة إلى محاكم التفتيش -

الواقع المغربي

2013 / 6 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


القوى الظلامية "عودة إلى محاكم التفتيش "
"على ضوء الأحداث الأخيرة "
كل مرة يتجدد فيها هجوم أعداء الفكر و العقل نحتاج إلى من يذكرنا أن وحشية هاته الهجومات الجبانة و السافرة إنما تأتي كعمل فاشي ينبني على أسس دينية متطرفة تدعي دفاعها عن "الدين" ، دين هاته الأقلية المتطرفة و المزور بمبررات واهية تعطي لها أحقية التكلم بإسم الرب على أرضه وبالتالي تكفير الأخر الذي يختلف معها بل و تهديد أمنه و سلامته، ذنبه في ذلك أنه عمل بالعلم و الجدل العلمي .
فمادام هذا الأخر غير منضبط لتوجيهات و فتاوى أصحاب الدعوات المتلبسة بلباس الدين ، و مادام هذا الأخر يؤمن أن الدين تلك العلاقة الروحية و الوجدانية التي تشكل وعي الإنسان بالكون و الطبيعة و المجتمع في صور مختلفة ومادام هذا الأخر يؤمن أن تقدم مجتمعنا و إزدهاره لن يتأتى و يتحقق بالإعتماد على نصوص حرفية جاهزة أو عن طريق ترديد الأذكار و إخفاء وجوه النساء و إرخاء اللحي فإنه سيظل في نظر فكر "الصفر" ذلك العدو الذي وجب إستئصاله . بكل الطرق من إختطافات و إغتيالات تقوم بها ميليشيات توجهها فتاوى بليدة .
و اليوم ومع تجدد الإعتداءات المتتالية التي تطال أبناء الشعب المغربي ، منها ...الإعتداء الذي طال أحد الأساتذة بمدينة الجديدة ، محاولة القتل التي تعرضت الطالبة فدوى الرجواني بكلية الأداب و العلوم الإنسانية بأكادير ، كذلك عمليات الضرب بالأسلحة البيضاء التي كانت ضحيتها أزيد من أربعين فتاة و إمرأة بمدينة تزنيت، كلها أحداث تؤكد و تبرهن على أنها من صنع نفس اليد المتطرفة ، يد الفكر الرجعي الإرتدادي المناهض للديمقراطية الحقة و المعرقل لأي تطور فعلي لحركة التقدم الإجتماعي ، فكر رجعي متطرف مصر على قيادة الشعب قيادة إنفرادية متطرفة بائسة وجاهلة تجعل من التخاريف أملا للمجتمع ، تخاريف تعود جذورها إلى قرون طويلة من القمع و الإجرام و تدمير المجتمعات ، فكر رجعي هدفه في أخر المطاف إشاعة ثقافة الفكر الواحد ، الرأي الواحد ، الجمود و التهميش و إحتقار المثقف . فكر لايقبل بمبدأ الإختلاف و التعدد الفكري ، فهو يقصي الأخر و يجعله من منظوره المتطرف كافرا ، زنديقا عدو الله على أرضه بمبررات واهية تستمد جذورها التاريخية من كهوف مظلمة و غارقة في مستنقع الرجعية ، و ما تقوم به هاته الأخيرة من جرائم على الهواء مباشرة لتأكيد على أنها مازالت تستوحي أفكارها المتطرفة من عصر الظلمات ، عصر صكوك الغفران و محاكم التفتيش القرسطية ، فيها يتم تكفير الجميع و المجتمع و تحويل الدين إلى وقود للسياسة خدمة لقوى الظلام . قوى مازلنا نتذكر جرائمها العديدة من إغتيالات في حق الشرفاء في حق الكلمة و الموقف : حسين مروة ، مهدي عامل ، عمر بنجلون ، المعطي بوملي ، أيت الجيد بنعيسى... شهداء القضية و الموقف شهداء الغدر الظلامي الرجعي و أخرين سقطوا شهداءا في المدن و القرى ، الجامعات و الشوارع فسالت دمائهم بغزارة لتسقي نفس الأرض التي أنجبتهم و لتنجب أخرين يحملون المشعل من بعدهم . في وجه هذا الفكر البالي الذي لا أساس له من الصحة ، فكر جعل من الإسلام مصدرا للتعصب و مرتكزا إيديولوجيا يسهل من خلاله إقناع الناس البسطاء أو ذوي التحصيل العلمي المحدود بإقناعهم بتصور خاطئ عن الذات أو عن الأخر الكافر في نظرهم و إيهامهم بفكرة أحادية أي بإمكانية تحقيق سلطة رجعية تبنى على تكفير المجتمع لامكان فيها لوجود الإختلاف و التعدد الفكري و الإيديولوجي .
إن هاته الهجمات الجبانة للتطرف الديني تأتي في سياق ماتمر منه المنطقة العربية من مرحلة إنتقالية سمتها الرئيسية صعود الإسلام السياسي إلى الحكم وفي بعض الدول : تونس ، مصر، المغرب ، ليبيا ... إذ إزاء هذا الوضع فالمجتمعات العربية ستكون أمام مايشبه المحاولات التغييرية التي تقودها بعض الجماعات المتلبسة بلباس الدين و التي تحاول النحو و الإتجاه بمكونات المجتمعات بإختلاف أطيافها نحو التطرف و العنف الرجعي الغير مبرر.
مما يلزم علينا في الشروط الحالية وفي هاته الظرفية الدقيقة إعادة النظر في قرائتنا مع باقي القوى الحية و الديمقراطية لأن مسألة التطرف و العنف الرجعي تهمنا جميعا بصفتها تهديدا واضحا للكل و للجميع ، تهديد للكلمة و الموقف و للفكر المتنور
علينا أن نكون في المستوى المطلوب للرد على هؤلاء المتطرفين ممن يضعون أصابعهم في أذانهم رافضين مبدأ الحوار في نفس الوقت موجهين أسلحتهم إلى صدور أبناء الشعب وفئاته المثقفة .
علينا أن ننفتح على محيطنا أكثر فأكثر بالإنغراس وسط مجتمعنا ، بالتخلي كذلك على تلك النبرة المتعالية بتبسيط جاد و مسؤول للحوار ، أن نتحدث بلغة يفهمها البسطاء و أن نخرج من تلك الصالونات بالعودة إلى الشارع العام الذي إحتله المتخلفون ورجالات الفكر المتشدد ، أن نساهم في إعلاء كلمة العقل وتطوير أليات التفكير بعيدا عن منطق التكفير ،كذلك بمواجهة الحرب الإعلامية بجبهة تقافية ذات مصداقية تحد من تأجيج العنف الأعمى الرجعي و الدفاع عن تطلعات الشعب و نشر تقافة الحوار.
معركتنا لم تعد مقتصرة وفقط بين الأنظمة الديكثاثورية و الشعب فحسب بل بين قوى التكفير الظلامي و القوى الديمقراطية العلمانية . بين كتب عذاب القبر ، هول القبور قادمة من كواكب الظلماة بما تحمله من أفكار متأكلة ترجع بنا كشعب واحد إلى الوراء إلى محاكم التفتيش وبين كتب العلم و الجدل ، صراعنا اليوم و الأن ضد مشايخ النفط و الدولار ، الأورو وتجار الدين بمحاولاتهم تحنيط عقول الشعوب بجعلها جامدة وطيعة أمام دعاة الجمود و التطرف و الظلمة من شيوخ السلطة.
من هنا فالوقوف في وجه أي خطر يهدد الشعب يفرض علينا إعادة العلاقة مع هذا الشعب نفسه . حتى لايظل السواد الأعظم من هذا الشعب حراسا و خداما لمعبد الجهل و التخلف .
الواقع المغربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية خالصة سيدي
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 6 / 12 - 15:42 )
تحية خالصة سيدي لقد قرأت المقال مرتين من كثرة ما ابهرني من كلام منطقي و موضوعي عن الشردمة الظلامية الموجودة الآن في العالم العرربي والمستعرب قهرا (شمال إفريقيا) لقد وضعت النقاط على الحروف لقد حللت واقنعت وطرحت الحلول لا اكدب عليك إن قلت هاد احسن ماقرأت عن خفافيش الجهل والظلام وكأنني اعيد قراءة الخفافيش ل جون بول سارتر ملخصة تحياتي سيدي

اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي