الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاكراد من تهميش الى اقصاء

غالب احمد العمر

2013 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الاكراد من تهميش الى اقصاء
لقد كان انهيار الدول الدكتاتورية والشمولية القائمة على العرقية والحزبية وما رافقه من تفكك أنظمته الاستبدادية والأمنية القائمة على أيديولوجية الشخص الالهي القائد أضافة الى هبوب نسائم الحرية على العالم العربي مبشرا بربيع عربي ووصول رياح التغيير السياسي والديمقراطي الى سوريا باندلاع الثورة السورية المباركة وما رافقه من تشكيل مجلس وطني سوري يمثل الثورة وتشكيل الائتلاف الوطني وما أفرزته من ارهاصات لتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة كان لابد من طرح عدة اسئلة اهمها طريقة تشكيل المجلس الوطني وهل طريقة تشكيل المجلس الوطني اعتمدت على قرارا ثوري وبشكل ضم جميع اطياف المعارضة السورية ام انه مجلس شعب جديد بنكهة ثورية نظرية وجه الغموض في المسألة يكمن ضم المجلس الوطني اكثر من 60 % من أعضائه من أنصار تيار واحد فقط وكيف تدخلت الدول الخارجية لتحقيق ذلك الاجماع الوهمي الذي لا يمت بصلة الى طموح الشعب السوري الثائر ونستذكر بكل حرقة طريقة تعاطي المجلس مع أحداث الثورة بكل مجرياتها وخاصة أحدث اقتحام بابا عمر وما رافقه من خذلان للشعب السوري ويضاف على ذلك عدم تمكن المجلس من طرح مسودة وطنية جامعة تتلاقى مع طموحات الشعب الثائر وبالأخص طريقة تعاطي المجلس مع القضية الكوردية فبدل ان يقدم الحلول لتحقيق الإجماع فيها صب الزيت على النار وخرج من أفواه بعض أعضائه روائح عنصرية حاقدة على الشعب الكوردي وبعيدا عن الأخلاق الثورية وما رافقه من خروج الكتلة الكوردية المشاركة في المجلس الوطني .
ان أهم مأخذ على المجلس الوطني أنه لم يتعاطى مع قضايا الشعب الثائر برؤى ثورية ترتكز على الواقع وإنما تناولها برؤية سياسية مستوحاة في جوهرها من أفكار الدول الغربية المبنية على مصالح معينة من الشعب السوري وخاصة أن قراراته كانت دون المستوى المرجو منه لاستيعاب الشعب الكوردي فرد الشارع الكوردي على هذه الضبابية في الطرح والغموض السياسي الممارس على الأعضاء الكورد المشاركين في المجلس الوطني لتشكيل المجلس الوطني الكوردي فكان أول انشقاق ثوري سياسي على مستو التمثيل الشعبي وبروز المجلس الوطني الكوردي كجسم سياسي ثوري مستقل في طرحه وهدفه الذي هو بدوره خذل الشعب الكوردي ولم يثبت جدارته بهذا التفويض السياسي للشعب الكوردي وبعد ذلك طرحت بعض الدول التي لها تأثير كبير على المعارضة السورية فكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة كيف شكل هذا الائتلاف لنكتشف حقيقة مرة أن قضية الشعب السوري خرجت من أيدي السوريين لتكون بنكا استثماريا دوليا تعود ملكيته لدول لها أهداف معينة في سورية وكيف استخدمت نفوذها في طرح أسماء المرشحين وطريقة حدوث الاجماع في الوقت الذي لم يتكمن الائتلاف من توحيد الرؤى لتحقيق الاجماع في عملية طرح الأعضاء فتم تجاوز شخصيات وطنية معارضة هذا من جانب ومن جانب أخر تم التعامل مع المعارضة الكوردية وفقا لحصص وكأننا قتلنا الثور لنتقاسم الحصص وكيف تم رفع مستوى التمثيل لكتلة معينة لتجاري كتلة معينة أعرض منها شعبيا وثوريا أمام كل هذا اللغط والهرج خرجوا علينا من جديد برئيس حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة التي لم نرى منها سوى رئيس حكومتها السؤال من هو رئيس الحكومة وكيف وصل الى سدة الحكم الافتراضي هل لأنه محسوب تيار معين أم انه يمتلك ....؟؟
أين الثورية في عملية الاختيار أم تم استبدالها بفكرة مبنية على أساس حزبي أو طرح دولي هذا كله من جانب الى أن خرج تيار أخر ألغى الثورة وثوارها معتمدا على فكرة أساسها ليس بسوري لا من حيث الطرح ولا من حيث التنفيذ ولا يتوافق مع الواقع الثوري في سورية المستند على شعبية الثورة التي انطلقت أساسا على أن هناك همجية وقمعية فرضها النظام السابق وطريقة تعاطيه مع أحداث الثورة التي اندلعت لا لوجود اضطهاد ديني في سوريا وانما لأسباب أهمها الفساد ومصادرة الحريات وكم الأفواه وقمع الفكر والسياسة وغياب جو الديمقراطية وعدم وجود تعددية حزبية وغياب القانون والدستور وتسلط فئة على الحكم لجعلها في خدمته وتسخير جميع إمكانيات البلد خدمة لمخططاتها اضافة لربط سورية بالمشروع الايراني الشيعي المرتكز على أساس مذهبي وسيطرة رجال الأعمال المحسوبين على النظام على مجمل النشاط الاقتصادي في البلد وانتشار البطالة وعدم اقرار مبدأ التكافؤ في الفرص و تسلط الأجهزة الأمنية على الشعب فكان النظام السوري أشبه برجل داعر اغتصب امرأة شريفة فأنجب منها ولدا سفاح {آل الأسد} حتى يعلم الجميع لهذه الأسباب خرجت الثورة .
أما الوجه الآخر للثورة فهو الحقيقة المرة و مفادها أن الثورة قد انحرفت عن مسارها إلى حد بات ملحوظا و معلوما للجميع و خاصة أن بداية اندلاع الثورة تم التركيز فيها على الكم مع إغفال للنوع و كان من الضروري بعد التحرير أن يقوم الثوار بإعادة حساباتهم و أن يواجهوا المرحلة الجديدة باستحقاق أكبر متلائما مع الواقع و معتمدا على الفكر المؤسساتي .
أما كورديا ففشل الهيئات و المؤسسات الكوردية التي تشكلت في ظل الثورة عن تمثيل الكورد تمثيلا حقيقيا يعتمد على القاعدة الشعبية فالمعارضة الكوردية مطالبة من قبل جماهيرها أن تجيب على عدة أسئلة أهمها :
1 نضال الأكراد في ظل الثورة السورية هل هو نضال كوردستاني أم نضال كوردي سوري يعتمد على الطريقة النضالية السورية .
2 الفدرالية المطروحة من قبل المعارضة الكوردية هل هي حل لمشكلة شعب في سياق دولة تستند في مشروعها لتحقيق ذلك على المطالبة الشعبية أم هي مجرد طرح سياسي تنظيري هلامي .
3 غياب البرنامج الواضح و الجامع المتعلق بتوحيد الرؤى الكوردية الثورية لسوريا المستقبل .
4 قضية الشعب الكوردي في سوريا هل هي قضية وطنية سورية أم هي قضية كوردستانية .
إن أهم ملاحظة في العمل الثوري في ظل الثورة يكمن في غياب الطرح الجريء المستند على الفكر السياسي الحرالمبني على أساس الوطنية الثورية التي تعتمد على القاعدة الشعبية من حيث الاتساع الثوري الهادف إلى خلق هوية وطنية تحل محل {العربية و الكوردية و التركمانية و الشركسية....الخ} ليكون هناك هوية واحدة هي هوية الوطن السوري الجامع المعتمد على مبدأ المواطنة التشاركية في بناء وطن حر بعيدا عن العرقية و المذهبية و الحزبية لتوفير المناخ الملائم لبناء الانسان السوري الحر بامتلاكه الفكر السليم لبناء وطنه سوريا و اعادة الثقة بعد فقدها ما بين الشعب و السلطة و بالتالي ردم هوة الاقصاء السياسي والفكري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال