الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب باردة جديدة ساخنة بالدماء.. العربية!

زرواطي اليمين

2013 / 6 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


قد يعتقد البعض فعلا أن ما يعلنه عديد المتابعين للشأن العربي وعلى وجه خاص أحداث ما يسمى بالربيع العربي، القضية السورية تحديدا، هو فعلا حرب طائفية بين السنة والشيعة، هذا إن سلمنا أصلا بوجود طوائف إسلامية على اعتبار أن وجود أهل السنة والجماعة مسألة قيل فيها الكثير من الناحية الشرعية، أقصد، أن من الطبيعي أن يكون المسلم على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل من دعا لغير ذلك فهو ورغم أنني لست خبيرا في الشريعة الإسلامية، من قبيل البدع، على أي حال، هذه ليست الحرب المنتظرة من دعاة الفتنة ومن أعداء الأمة الإسلامية والعربية، وهم أساسا الماسونيين والصهاينة ولوبيات المصالح العالمية، بل إنها مجرد جولة أخرى من جولات الحروب الباردة على المعسكرين التقليديين والتي بردت لفترة، لكن عودة الرجل الحديد في روسيا الإتحادية أي فلاديمير بوتين، قد عجل بعودة هذا الصراع إلى الواجهة ولو في أشكال أخرى، وطبعا، بدماء جديدة، المؤسف اليوم هو أن الدم عربي ومسلم، والرهان الكبير هو مستقبل أمة كاملة، كان من المفروض أن تتفطن لما يحضر لها في سراديب الشياطين العالمية، وكان من الأجدر أن تحافظ على تطورها الطبيعي في إطار الرقي الحضاري والتغيير نحو الأفضل وليس التغيير تحت مظلة الحلف الأطلسي وغطاء البوارج الأمريكية، التي دكت مدننا وقرانا وقتلت وروعت وتفعل الكثير من الفضائع على مر التاريخ المعاصر.
لقد أخذت الانتفاضات الشبابية العربية إلى غير مجراها وحولت عن مسارها المقصود، حتى أن البيت الأسود ولا أقول الأبيض سواد الذنوب التي ارتكبتها وتفعل كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتفاوت في المصالح والاعتبارات، حتى أنها وظفت تماما كما اعتدنا أن نرى في حركية العلاقات الدولية في إطار النظام الدولي الجديد أو لنقل المتجدد حسب ميزان القوى العسكرية خصوصا والاقتصادية أحيانا والتاريخية أيضا، وظفت لخدمة أغراض دنيئة أخرى، وها هو الوضع قد بلغ ما بلغ في سوريا، هذه المنطقة التي اختيرت كمنطقة الصراع الجديد بين الدب الروسي والعم سام في واشنطن، إيران تستغل الوضع طبعا لتحقيق نقاط إضافية خدمة لمشروعها النووي الذي قد توظفه فعلا إن سنحت الفرصة لخدمة الطموحات الصفوية على اعتبار أنها دولة فقيه لا أكثر ولا أقل، أما سورية الدولة العربية المحورية في إطار الصراع العربي الصهيوني، فسقوطها سواء بسقوط نظام الأسد أو بتفوق الثورة الممزقة الأوصال، يعني أن موعد استئصال منظمة حزب الله اللبناني التي بشكل نهائي قد اقترب، فهي أي الحرب الدائرية هناك وخصوصا مع دخول الحزب الأراضي السورية للقتال مع حليفه مع إيران أي النظام السوري، تستهدف ضرب هذه الثلاثية المحورية في المنطقة وهي السائرة طبعا في فلك الدب الروسي، أما الدعم المقدم للثورة السورية من الغرب فهو ليس سوى ذرا للغبار في الأعين ونفاقا واضحا، وما الأخذ والرد بين موسكو وواشنطن وأوربا إلا لعبا على الوقت وتغطية للحرب الدائرة بينهما فعلا على الأرض في الواقع السوري بدم سوري هذه المرة، وبغض النظر عن المصيب والمخطئ أو عن الضحية وعن الجلاد في المحنة السورية، لا يسعنا الدعوة إلى أكثر من الحوار والتهادن بين الإخوة الأعداء اليوم في سورية في الشام، فلا روسيا ستنفعك يا بشار أكثر مما تنفعك في إبادة أبناءك وأحفاد أجدادك بصرف النظر عن معتقدهم وفكرهم، ولا باريس ولا واشنطن ولا لندن ولا قطر، ستنفع الثورة السورية الشعبية في حركيتها التاريخية إن تحول الصراع السوري فعلا إلى حرب طائفية بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث