الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في حوار د. خضر سليم البصون -هل كنا مكون يهودي أم جالية يهودية في العراق ؟--3

سعد سامي نادر

2013 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في حوار د. خضر سليم البصون "هل كنا مكون يهودي أم جالية يهودية في العراق ؟". -3-

يهود العراق و"كيمياء" المكونات والعناصر

قبل معرفة إجابة خضر على سؤاله الحواري والمحوري : "هل كنا مكون يهودي أم جالية يهودية في العراق" وقبل أن نشترك معه في جولته بغابات قواميس اللغات ومعاجمها لتعريف معنى المكون والجالية، علينا ان نفهم منه مقدما، ما علاقة شخص مثله حاصل على دكتورا ه
بالهندسة الكيميائية، وماجستير بإدارة الأعمال ويعمل كأخصائي في استثمار الصناعات التقنية، بعالم الكتابة والصحافة، عالم المرحوم أبيه المتعب..!؟
لعل حكاية فرحته الغامرة بولادة كتاب ابيه " الجواهري بلسانه وبقلمي " ، فجرت لديه لا حب الكتابة فحسب، بل روح تحدي جسور، نجح فيه بامتياز، هو أن يكتب بـ"لغته الأم" العربية الجميلة، وليس بلغة توأمها العبرية. ربما خضر أستحضر جمال ما قاله قبله البروفيسور سامي موريه: "اللغة العبرية عشيقة، زوجة لا تستطيع التلاعب بنياط القلب".

خضر ككيميائي يعرف ان إغراء الكتابة يبدأ ربما من حاجة طارئة ، وينتهي بالإدمان.! لذا فعليه الحذر من كيمياء الفسلجة المُرهق للأعصاب، خاصة حين يوقظه في منتصف الليل ليُطالبه بالمزيد، تلبية لدعاء الجسد!؟
وهو يعلم أيضاً، ان التفاعل مع الكتابة ، سيجبره أن يشتغل بكيمياء الروح التواقة لاستحضار الأرواح والأشباح المحبوبة لقلبه، حينها وبحضورها، يكفيه تأملات خياله الانساني الساحر كي يكتب. لكن خضر في معادلة "خلطته العراقية" لا يحتاج سوى لعامل مساعد واحد لا غير،كي يعينه في استخلاص "مكوناته" الذي يبحث عنه من بين طيف القزح العراقي. فهو يحتاج لروح مُلهمه في الكتابة، روح أبيه المعجونة من تمر وماء وطين "حُري". روح هائمة في دجلة الخير " تلوذ لوذ الحمائم بين الماء والطين ". فهي فقط عامله من يعينه في تحليل مزيجنا ومزاجنا العراقي العجيب، هو لا سواه مَن يحيل خلطته الى عناصرها ومكوناتها الأساسية و"مواده الخام". هنا، قطع خضر بحثه وأطفأ دورة اختباره، مستدركا :
"إن كان تعبير المكون بمعنى العنصر، فإننا كنا أحد العناصر في تشكيل الهوية العراقية لفترة من الوقت على الأقل".
حينها، شمَّ خضر فجأ،ة نتانة الناتج العرضي "الثانوي" المسخ، فتأفف:"لقد تفاعلت المواد الخام وشكلت مواد جديدة لكن بعض هذه التفاعلات أنتجت منتجات ثانوية سامة يصعب إزالتها".
انه يحاول جاهداً ان يستخلص منه كمية نقية لـ"مكونه اليهودي"كعنصر أساسي في لوحة السيراميك العراقي المتكسرة، باعتبارهم "الأغلبية".!
لعل هذه النتيجة المهولة: تاريخية صرف. وحتما سوف تثير معارضين، فهم كثرُ ! فهل يعنيها فعلا ، أنهم كانوا الأغلبية في يوم ما؟!
سنكتشف عبر كيمياء خضر، ان كلمة أغلبية لم تطلق جزافاً، بل جاءت عبر زفرة روح مناضل يهودي عراقي وهو يسخر من حقيقة نتائجه في فرز مكونات خلطة اجتماعية مثيرة للجدل: " فما يسمى بالجالية اليهودية، كمكون مديني وحضاري متعلم ومتنور في العراق، كان في النصف الاول من القرن الماضي يشكل ثلث سكان اكبر مدينتين ، العاصمة بغداد والبصرة! " أمام نتيجة دامغة كهذه! هل يصمت صحفي كالبصون دون تعليق: "إذن كيف يطلقون على مكون رئيسي : جالية ؟؟..اذا كان اليهود يمثلون ثلث سكان بغداد -تخيل ما يعني هذا - كنا نحن الأغلبية!! اذا أخذنا بنظر الاعتبار من سكن في بغداد من بقية مكونات الشعب العراقي وصنفناهم عرقياً، دينياً أو مذهبياً.". البصون هنا يتحدث عن بغداد قبل هجرة الريف المكثفة إليها، حين كان نفوس العراق لا يتعدى 7ملايين.
لعمري،ان المرحوم البصون لا يدري ان نظامنا السياسي ولحد الآن تائه في تفسير مفهوم "الأغلبية والاكثرية" لا كمشكلة سياسية وطنية قابلة للحل، بل كقضية فرز طائفي تعينه في تشكيل نظامه المحاصصي المبتدع، للهيمنة على الثروة لا أكثر، معتمدا التقدير لا التعداد السكاني !
!
يقينا، في المجتمعات القبلية يتعاظم الصراع بين مكونات البداوة وبين المكون المديتي الحضري، لكن للأسف، دائما ما تكون الغلبة فيه للبداوة.! فلعنة المجتمع الحضري هذه، يسري عليها مع الأسف، قانون النقود الاقتصادي: العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق. فمن يصدق ان قائد سياسي في القرن الواحد والعشرين وفي زمن العولمة، يعلن بفخر :" لقد هزمنا الحداثويين والعلمانيين".! أليست هي لعنة العراق بعينها!

يتبع قراءة-4








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ