الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد مباراة في الشطرنج.. والنرد مستقبل الإنسانية!

زرواطي اليمين

2013 / 6 / 13
العولمة وتطورات العالم المعاصر


جعلت من مصير شعوبهم وشعوب العالم الإنساني أبراجا وأحصنة وحجارة تسليهم في وقت فراغهم من اللعب، فحياتهم قمار وحياتنا لعبتهم المفضلة وتسليتهم الأبدية، لكن من سمح بذلك؟ لقد أخطأت البشرية الظن والاعتقاد بأن إقامة مؤسسات عالمية وقوانين وأعراف مشتركة بين دول العالم منذ إنشاء عصبة الأمم في باريس سنة 1919 وهيئة الأمم المتحدة في كاليفورنيا الأمريكية سنة 1945، كفيل في تحقيق الأمن والسلم العالميين، وقد سمحت الشعوب والأمم على حد سواء باستغلالها منذ تلك الفترة وحتى وقتنا الراهن، في تلك الفترة كان الفكر الشيوعي والاشتراكي قد شرع في التشكل متخذا أبعادا متنوعة انتهت إلى إنشاء ما كان يعرف سابقا بالإتحاد السوفييتي والدول السائرة في فلكه التي سمحت بخضوعها إلى تلك القطبية ولا تزال تفعل لمصالح لا تعبر لا عنها ولا عن قوميتها ولا تحقق طموحات شعوبها والدليل السوري هنا واقعي جدا، هذا ولم تسمح الإمبراطوريات القديمة المنهارة بانهيارها الكامل بل حولت تلك الحركات الإستعمارية عبر العالم إلى مجموعات متنوعة مختلفة في كل شيء عدا استمرارها في الولاء بشكل أو بآخر للدول التي سبق وانتهكت حرمة أراضيها ودنست وطنيتها، تعمل تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم وتنمية تلك الشعوب وكل الشعارات الجميلة التي اخترعها البشر وصدقوها، فظهرت مع غروب شمس البشرية وظهور الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر قطب عالمي وكدولة أعلنت نفسها قوة عظمى في العالم، كل من رابطة الكومنولث وهي مستعمرات المملكة المتحدة سابقا، والمنظمة الدولية للفرونكوفونية التي تحضر الجزائر وهي مستعمرات فرنسا سابقا عديدا من لقاءاتها وهناك حتى من يفتخر ويفاخر بذلك (الإنتماء) العجيب لتلك الثقافة المنبثقة أساسا عن حركة استعمارية طبعا، إذا فهكذا جعلت تلك الدول من تلك الدول لعبتها المفضلة والأبدية طالما سمحت الأولى للثانية باستغلالها وبتقرير مصيرها عن شعوبها، وحتى بإعلان الحرب وإقرار السلام عنها، لا أجد من مثال هنا في أكثر من القضية الواقعية الحالية وهي رحيل -ولا أقول سفر- الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا للعلاج الذي لا أراه أكثر من كونه حنينا إلى هذا المستعمر القاسي القلب عديم الضمير والخائن لتلك الدولة الكبرى "الجزائر التي كانت ترعاه وتحميه تحت ظلال سيوف وقنابل الأسطول البحري الجزائري الذي كان يرعب كافة دول العالم قبيل غدره من قبل "الصديقة" فرنسا، فمن سمح بكل ذلك لدرجة أننا أصبحنا مجرد لعبة شطرنج عالمي؟ حياتنا، مستقبلنا، تاريخنا، وحتى رئيسنا، أصبحنا مجرد ألعاب لا حياة فيها رغم أن الدم المتساقط منا جميعا دم بشري، ورغم أن صراخ أطفالنا الجياع، القتلى، المغتصبين، رغم أن آلام لاجئينا، كل هذا حقيقي، واهمين إذا نحن إن صدقنا أن تلك الدول والمنظمات قد تخدمنا يوما، أو أنها قد تحمينا من القنابل المنهمرة فوق رؤوسنا، أو من الأمراض المنتشرة بين شعوبنا فقط "طبعا" لقد سمحنا باستغلالنا وعلينا في ظل هذه الظروف.. إما أن نستقيل كبشر ونبحث عن كيان آخر نكونه لنرضيهم، أو أن نوقف هذه اللعبة ونكفر بهذا الشطرنج اليوم، الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم