الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجلان بالمدينة وآخرون ... -كيف تم تقديم المدينة لمفترسين من أقبح فصيلة-

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2013 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


رجلان بالمدينة وآخرون ...

"كيف تم تقديم المدينة لمفترسين من أقبح فصيلة"

إرحل، إرحل يا أمير المدينة ... شعار مركزي للمظاهرات الشعبية القادمة بالمدينة في المستقبل القريب. هذا الرجل "الذكي"، عون النظام المخزني، لم يتوقف منذ وصوله إلى المدينة، ما يناهز ثلاث سنوات، عن تنفيذ سياسة استغلال الملك العام بالمنطقة (الأرض، الماء، الموارد الطبيعية والمشاريع ...). يده على كل ما يتعلق بمالية المنطقة، يد من حديد مغلفة بالقطن ممدودة إلى المجتمع المدني. يستغل عددا كبيرا من الجمعيات التنموية حقيقية وخيالية المسماة "تنموية"، من أجل تنفيذ مشاريع حقيقية وخيالية ويربح الكثير من مال الجيب. حظ المدينة من هذه المشاريع هو ثلاث نافورات "وهمية" بميزانية تفوق 25 مليون درهم، مشاريع أخرى مبرمجة !

مشاريع تنموية كاذبة :

هذا الرجل المحتال يعرف جيدا كيف يتناول فخد الفريسة. يوزع مع رئيس بلدية المدينة هامشا من المشاريع بشوارعها وأزقتها وأحيائها الشعبية. زائر هذه المدينة الصغيرة يلاحظ جيدا انعدام "الزفت" بشوارعها وأزقتها ومجاري مياه الصرف الصحي بها مسدودة، نوع آخر من سرقة المال العام. نفس الملاحظ يكتشف أن مستوى جل أبواب المنازل والحوانيت دون مستوى الأزقة خاصة بالأحياء الشعبية، إكتشاف هندسي عظيم للسيد رئيس بلدية المدينة مصادق عليه من طرف السيد أمير المدينة. المنازل غارق في الماء في فيضانات أبريل الأخير، رجل واحد فقط تجرأ على فضح معاناة فقراء المدينة في أبريل 2013، بنشره لفيديوهات غرق منزله في المياه النتنة دون إغاثته من طرف أعوان البلدية. وتم حفظ شكايته من طرف وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية دفاعا عن أمير المدينة. تبليط المدينة مرتين نوع آخر من المشاريع السريعة والمربحة للمال الأسود لاستعماله في مواسم الإنتخابات المقبلة، عدم توفر المدينة على مجاري مياه الصرف الصحي الملائمة لنسبة النمو الديمغرافي المرتفعة خمس مرات منذ سنوات السبعينات، المرحلة التي أنجز فيها هذا المشروع. مخطط مضحك لمشاريع المال العام الذي يحول إلى جيوب رجلان في المدينة وآخرون ...

رجلان بالمدينة وآخرون ليسوا أقل أهمية متموقعين ببلديات المنطقة وجماعاتها القروية، الكل يشكل مجمل موارد مالية في خدمة السيد أمير المدينة دون نسيان أعوانه في هده المشاريع، رؤساء الشركات الحقيقية والخيالية، رؤساء الجماعات، وبرلمانيون الذين يلعبون دور الوسطاء في سرقة المال العام، ملف معبر تكركوست إمزيزوي مثلا الذي تم حفظه بالمجلس الجهوي للحسابات وبالنيابة العامة بمحكمة الإستئناف، (وملف الماء الصالح للشرب بجماعة إيمولاس، وملفات أخرى كثر). "الحسين" فلاح مناضل قال لي مرة في نقاش معه :"إذا كان لديك حظ لترى دفاتر التحملات الخاص بمشاريع جبال الأطلس تعتقد أن مجمل تلك الجبال مبنية بالإسمت. "آلاف الأطنان من الإسمنت مخصصة للمشاريع التنموية بجبال الأطلس الكبير والصغير لكن، في الواقع المنطقة كما هي منذ آلاف السنين، معزولة".

البرلمان الأوربي والبونطكون الأمريكي يخصصون مبالغ مالية تعد بمئات الملايين من الأوروهات والدولارات من أجل إيقاف الحركات الإحتجاجية ببوادي المغرب. هذا المال يتجه إلى مشاريع ما يسمى "التنمية البشرية" عبر جمعيات مفبركة من طرف السلطات من أجل إيقاف الهجرة القروية الداخلية والخارجية، ذلك ما يظهر رسميا في الخطابات المتلفزة، لكن الفظيع هو ما غير معلن رسميا خارج مخططات السياسة الرأسمالية. النظام الحاكم بالمغرب له هدف واحد ووحيد وراء هذه المشاريع هو دعم السلطات الإقليمية والمحلية من أجل الضبط الإجتماعي لسياساته التبعية للرأسمال، هذه الجمعيات تلعب دور صمام أمان الهزات الإحتجاجية الشعبية وتدعم حكم النظام القائم خاصة في فترة انتفاضات "الربيع العربي".

مناصب شغل كاذبة :

رجلان بالمدينة وآخرون ... في مواجهة حركة مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، أمير المدينة يضبط المفاوضات مع شباب تنقصه التجربة في النضال من أجل الحق في العمل والتنظيم. سنة كاملة من ذهاب وإياب، من طلوع أدراج قصر أمير المدينة، من أجل رؤية السيد الأمير، لديه تجربة مهمة في شمال مغرب مافيا المخدرات والمواد المهربة. الشباب المعطل حملة الشهادات يخرج من المفاوضات خفي حنين، الآن يفهم الشباب جيدا رسالة أمير المدينة التي تقول: "لا توجد قوة ترغم الأمير على الرضوخ لمطالبها. الأمير لا يعطي إلا ليأخذ الكثير من الأرباح، والعمل لا يمكن أن يخدم غير دعم الحكم. وعود مناصب التشغيل على طاولة المفاوضات لكن لن تخرج إلى حيز التنفيذ أبدا، وأخرى تحت الطاولة في اتجاه تحويل المناضلين إلى أعوان المخابرات. من أجل أن يصبح المناضل رجل حكم مستقيم وقانوني.

النضال الحقيقي بدأ مع المعركة الوطنية لأبريل 2012. الآن الكل يعلم أنه لا يوجد شيء غير النضال، الوسيلة الوحيدة للمطالبة بالحقوق. الأمير يحاول إعادة أكاذيبه القذرة في واضحة النهار، تجديد جمعيات استغلال خيرات الواد/المقالع. أي كذب هذا ! كعادته، مشاريعه في علاقة دائمة مع تنظيمات جمعوية مشبوهة، الآن مع جمعيات مسماة "جمعيات استغلال الواد/المقالع"، إحدى ابتكاراته الوهمية التي لن تر النور يوما والتي تتحول شيئا فشيئا إلى شركات استغلال في المرحلة الثانية لمخططه الكاذب. من كذب إلى كذب، في الحقيقة إنه أمير كذاب بمدينتنا الصغيرة التي تسبح في الظلام، في الوعود الكاذبة، المشاريع الكاذبة، خلال مرحلة الأكاذيب المطلقة، منذ ما يناهز ثلاث سنوات في قصر العمالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناقلة جند إسرائيلية انفجرت وتناثرت بقايا من بداخلها.. ما الذ


.. الجيش الإسرائيلي يقرّ بمقتل 8 من جنوده في رفح من بينهم نائب




.. أول أيام عيد الأضحى.. ما يوم النحر؟


.. فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الأضحى أمام أنقاض مسجد الرحمة بالقط




.. بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن -وقف مؤقت- للنار في جنوب غزة..