الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!.. ستبقى الأبقار تضحك علينا!

كمال مراد

2005 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الأول: ما أسباب ضعف الدولة العباسية؟!
الثاني: بالتأكيد لم تكن تأكل جبنة البقرة الضاحكة!
ولهذا تملأ شوارعنا اليوم دعاية جبنة (البقرة الضاحكة) «لافاش كيري»، (كأفضل انطلاقة لبناء حياة أطفالنا)... «وصار فيك تسمع ضحكة البقرة بكل سورية»!..
الأول: ولماذا تضحك البقرة.. فالضحك بلا سبب قلة أدب؟!..
الثاني: لست متأكداً، ولكنني على يقين إما إنها تضحك منا أو أنها تضحك علينا!.. ليس بسبب إصابتها بمرض «التناذر الدماغي» أو ما يُعرف بـ «جنون البقر»، وإنما بسبب إصابتنا بمرض «التناذر الأمريكي»، أي «جنون البشر»!!.. الذي بات منتشراً في أرجاء المعمورة.. (وصار فيك تسمع ضحكة البقرة بكل العالم)!.
في حياة القطيع الحيواني يعمل معشر البقر على التناسل والاجترار.. والنتيجة كميات هائلة من اللحم.. وأنهار من الحليب..
وفي حياة القطيع البشري.. نسمع جعجعة ولا نرى طحناً.. والنتيجة كميات هائلة من اللحم البشري المحترق.. وأنهار من الدماء..
لم يؤد خوار البقر لتنازع على المراعي.. وبقيت لغة الحوار خواراً لايعطل مهامها...
وبعد أن انفصل القطيع البشري عن القطيع الحيواني بنوا مملكتهم التي لم يكن ينقصها إلا بعض الخدم ليتولوا إدارة أمورهم.. فاستولى الخدم على المراعي وخيرات البلاد والعباد.. ليتحول خدم القوم إلى أسيادهم.. ولتتحول ممالكهم لحظائر أكثر حيوانية من معشر الحيوان!...
وفي ليلة ليلاء.. أطل راعي البقر المخلّص ليعيد للحوار لغة الحوار بين القطعان..ويوحدها في مرعى عالمي واحد، ويهدد القادة بالإزاحة إن لم يطبقوا لغة القطيع العالمي بالدمقرطة والانفتاح وحقوق القطيع!..
وكانت استجابة «رعاة» القطعان أسرع من أي تصور:
في حفل ختان الأمير، حمل ملك المغرب ابنه ولي العهد، وامتطى حصاناً يتبختر به وسط شوارع العاصمة.. وبهذه المناسبة الجليلة أصدر مكرمة ملكية بالعفو العام احتفاءً بيوم الختان العظيم.. بعد أن اطمأن على كرسي العرش..
توالي محطة «العربية» الفضائية تلميع أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. ويطل علينا «مبارك» مؤكداً:
«نمرة واحد، مصلحة المواطن والفئات محدودة الدخل، هذا ماأدوّر عليه»..
ورغم إصراره على «عدم تأكده» من ترشيح نفسه لولاية خامسة، بعد أن أمضى على حد قوله: «56 سنة أشغال شاقة لصالح مصر».. يعلن مباشرة في صبيحة اليوم التالي ترشيحه للرئاسة، ليحكم على نفسه بالأشغال الشاقة المؤبدة.. رعاية لأبنائه المصريين.. وليواصل السهر على راحة الديمقراطية الغالية..
وفي غمرة الاحتفاء بالاحتلال الأمريكي للعراق.. يُطبِق جندي أمريكي على رقبة نائب عراقي ويقيد يديه خلف ظهره ويدفعه نحو الأرض... ويقول له (حسب الترجمة العراقية): «طز بالبرلمان..شنو برلمان..نحن أمريكيون»!!..
وتأكيداً للديمقراطية اللذيذة، أبلغ النائب البرلمان بما جرى معه، وهو يغالب دموعه، (ولم نعرف أهي دموع البهجة أم الفرح)!...
طالباني يشيد بالدور الأمريكي المخلّص، وبدور الصديق (بلير) في العراق!!..
بوتين في «إسرائيل» ورايس في موسكو.. بوتين يطمئن شارون من عدم فاعلية صواريخه المباعة لسورية.. ورايس تطالب الروس بمزيد من الديمقراطية..
«إخوان» سورية في لندن لايرون كفراً أو موبقات في النظام العالمي الجديد.. ويؤكدون: «توشك شمس الحرية أن تشرق على العالم وتصبح الشعوب هي صاحبة القرار..»!..
رغم انشغال شارون الدائم بذبح الفلسطينيين، إلا أن وقته الدموي يسمح له بأن يقرأ أشعار محمود درويش، ويغار منه ويحسده.. واعتبر ديوانه الأخير مثيراً للإعجاب.. وما يحير شارون هو: «علاقة الفلسطينيين الوجدانية بالأرض»!!.. وتبقى قصيدة درويش الخالدة: «عابرون في كلام عابر» عصية على الفهم الشاروني!..
الرئيس الأمريكي أشاد بالإصلاحات في السعودية وأداء قواتها في مكافحة الإرهاب... والأمير عبدالله يتفق مع بوش على زيادة البرامج العسكرية وتبادل الطلاب..
رغم إكمال الانسحاب السوري سريعاً من لبنان.. مازال بوش وأنان وجوقة الحكام يطالبون بالتحقق من هذا الانسحاب..
ستبقى الأبقار تضحك علينا.. مادمنا أخذنا مهمتها في الرعي.. ويسألوننا: متى تصبحون بشراً وترعون بشريتكم؟!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟