الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالف القومي الكردي ـ الإسلام السياسي الشيعي غير المقدس

سمير عادل

2005 / 4 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل من اعتقد يوما ما بان الانتخابات ستجلب الهدوء والاستقرار وإنهاء الاحتلال للعراق، عرف الآن كم هو حجم الأوهام والخداع الذي اغرق فيه. وكل من يعتقد اليوم بأن الحكومة التي ستتشكل على أساس التحالف القومي الكردي والإسلامي الشيعي ستجلب الأمن وتطارد شبح الحرب الأهلية الطائفية والقومية المعلنة بشكل غير رسمي فأنه سيرتكب حماقة سياسية أخرى وسيترك مصير المجتمع العراقي بيد القوى المتحالفة مع أمريكا لتعبث بالمزيد والمزيد بحياة الجماهير.
الإسلام السياسي الشيعي يظهر بأنه لا يرد على التصفيات التي تودي بحياة من يعتنق الطائفة الشيعية ويفجر أماكنهم المقدسة تحت عنوان بأنهم يريدون الوحدة الوطنية وعدم إعطاء الفرصة للإسلام السياسي السني الوهابي وبن لادني لجرهم الى مستنقع الإرهاب. بيد إنهم نسوا أن يزيلوا من الأذهان أنهم طرف في السلطة وان الرياح الأمريكية جاءت بما تشتهي السفن وفرضوا رموزهم وشرائعهم عن طريق مليشياتهم المسلحة في كل مكان يسكن فيه أتباع الطائفة الشيعية مدعومة بأموال الجمهورية الإسلامية والثروات المنهوبة من المجتمع العراق بفعل الفساد الإداري وهبات الاحتلال على مواقفهم المؤيدة لها.
أما التيار القومي الكردي الذي صعد نجمه بقيادة جلال الطلباني كأول رئيس جمهورية غير ناطق للعربية للعراق، يعلن من جهة التطهير العرقي لكركوك من العرب الوافدين لها متحججا ببند 58 من قانون الدولة الانتقالية ومن جهة أخرى يقبل أن يشغل مركز رئس دولة معرف شعبها الناطق بالعربية كجزء من الأمة العربية حسب القانون المذكور. يا ترى هل ستمرر الأنظمة القومية العربية أفعال الطلباني كمرور الكرام! كان ثمن الامتياز الذي حصل عليه التيار القومي الكردي وثمن حصول جلال الطلباني على كرسي الرئاسة لمدة تسعة اشهر هو تأييده لسياسة الاحتلال وإرهاب القوات الأمريكية في العراق التي وسعت من رقعة الفقر والحرمان وانعدام الأمن وإضفاء الشرعية على تطاولات الإسلام السياسي الشيعي في كل مرافق الحياة.
فعلى بؤس وشقاء الجماهير أبرمت اتفاقية هشة بين التيار القومي الكردي والإسلام السياسي الشيعي التي باتت تعصف بمزيد من حياة الأبرياء. كل واحد منهما، سيبحث خلال فترة الرئاسة آليات تقويض مكانة الأخر وقلب توازن القوى لصالحه والاستعداد لمناورة أخرى أو حرب أخرى. وكل واحد من هذه القوى وعلى مدى أكثر من عامين من الاحتلال والإرهاب عاشت بخبز يومها. وعلى نفس المنوال ستقضي بقية أيامها. فمثلما كان التيار القومي الكردي وجد مشروع الفيدرالية وسيلة لإبقاء الظلم القومي من اجل ابتزاز المركز والحصول على الامتيازات المادية ومكانة في الحكم، امتهن الإسلام السياسي الشيعي اللعبة نفسها للضغط بنفس الطريقة واقتطاع ما يمكن اقتطاعه من السلطة والمال من المركز. وهذا هو وراء تعالي الأصوات حول فيدرالية الجنوب. وهو الرد الرسمي على جرائم بن لادن والزرقاوي والوهابي الذي سيكون تداعياته تعميق الصراع والاقتتال الطائفي.
لبنان أخر وكوسوفا أخرى ورواندا أخرى تنتظر العراق. التطهير القومي في كركوك والتصفية الطائفية في المدائن والمحمودية واللطيفية ومناطق في بغداد وبين هذا وذاك تكون الحكومة قد نزعت صمام الأمان عندما تشكلت على أساس المحاصصة القومية والطائفية.
على مدى عامين تركت الجماهير في العراق الحبل على الغارب، بيد إن الاستمرار بعدم مبالاتها يعني الثمن المزيد من القتل والدمار، يني لا حاضر لها ولا مستقبل لأبنائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل