الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يدفن من ...؟

سردار عبدالله

2005 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


من يدفن من... ؟

سردار عبدالله

اعلن في العاصمة موسكو مؤخرا بأن جثمان الرئيس الشيشاني السابق (اصلان مسخادوف) سيدفن في مكان سري غير قابل للإعلان, فهل سيكون مسخادوف اخطر وهو ميت, على(الامبراطورية) الروسية, وهل سيتمكن(القيصر) بوتن من دفن القضية مع هذا الجسد الذي ظل ممسكاً ببندقيته الى اللحظة الاخيرة, ويلوح باليد الاخرى بغصن زيتون بدا انه لم يتجاوز حدود الوهم ابداً, لا في موسكو, ولا حتى في الاصقاع الثلجية الملتهبة بنيران الثورة في الشيشان؟ ان هذا الرجل الآتي من اروقة المخابرات والذي ورث عرش الكرملين من ذلك الرجل المحنط العاجز(بوريس يلتسين), يبدو انه توارث مع العرش منظومة الاوهام كما هي وبكامل قوتها, فتراه يغالط الحقائق ويضحك على الآخرين, بينما هو لايخدع في الحقيقة إلاّ نفسه. فهو يتحدث عن الديمقراطية فيما هو بعيد عنها كل البعد, لا بل ويمارس ايضاً العقلية الشمولية في جميع مفاصل الحياة السياسية. وهذه الآلية التي تتحكم في العقلية الشمولية الروسية الحاكمة اليوم تظهر بكل جلاء في تعاملها مع القضية الشيشانية. ان حماقة القوة الفضة لم ولن تستطيع مواجهة وتفهم الحقائق المرة كما هي, وهذه الحماقة لاتتقن شيئاً كما هي تتقن وبدقة متناهية تضييع الفرص الحقيقية للسلام والوصول الى حلول حقيقية ونهائية لميراث المصائب التي خلفها قياصرة موسكو على اختلاف انتماءاتهم الدينية والعقائدية, وكذلك(الطبقية)ايضاً. فبعد ان ضيع القيصر المتعنت بوتن – وكما كان متوقعاً – فرصة المفتي القوي احمد قاديروف الذي كان يمكن ان يمثل الخيار الوحيد الممكن للوصول الى استقرار وسلام في الشيشان, توهم بأن المشكلة تكمن في وجود مسخادوف الذي كان في الحقيقة اسيراً لتهور وتمرد واوهام قيصر الارهاب(شاميل باساييف), وعليه اوصله هذا الوهم الكبير الى استنتاج كارثي هو اغتيال مسخادوف في لحظة كان يحمل فيها عبثا غصن زيتون لم يكن هو بقادر على حمله, وهذا الاستنتاج المخابراتي الكلاسيكي افضى بدوره الى استنتاج اكثر مخابراتية, ف(ولدت)الفكرة العبقرية لإخفاء الجثة. وللحقيقة فإن اغلب هذه النتائج لم تكن بعيدة عن توقعاتي, ولازالت كتاباتي الخاصة بهذا الموضوع شاهدة على هذا (الادعاء). اما الآن فليس من الصعب ان نستنتج ونتوقع الفشل الكامل لخيارات القيصر المخابراتية, ونتائجها الكارثية,لاسيما وان الخبيرة في شؤن الامبراطورية الروسية(كوندوليزا رايس)قد دخلت وبقوة على الخط لتهاجم (الديمقراطية)الروسية في عقر دارها وتفضحها. والنتيجة المتوقعة في المدى المنظورهي,لا روسيا ولا كل قياصرتها يستطيعون ان يقفوا امام جبروت هذه السيدة السمراء وامبراطوريتها الفتية, ولاكل الجيوش الحمراء تستطيع ان تجرد صورة مسخادوف(الشهيد) من رومانسيته وهولايحمل معه من الدنيا الاّ بندقيته وحقيبة تحتضن بقوة وايمان راسخ, العلم الشيشاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير