الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماسرة الإعلام

صالح برو

2013 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


إنَّ الأكاذيب التي اختلقتها السلطة الحاكمة منذ أكثر من أربعين عام كانت مجرد حقائق بالنسبة لها، ناهيك عن التاريخ الذي صارَ قواداً على يديها في فترة وجودها. فليعلمْ "شبيحة" الإعلام بأنَّ حقيقة الخبر بات ينفصل عن السلطة وأنتم أبعدتموها عن روح الشعب أيضاً. ولكن ما يحزنني أنكم لازلتم واهمين، وبخاصّة عندما تقدمون أرواحكم فدية لهؤلاء الحكام لا للوطن، وبتشويه بطولات من يطالب بالحرية والكرامة والإنسانية وتمجيد النخبة الحاكمة التي تدعي الوطنية والتي ليست باستطاعتها إلا تقديم مبالغ مالية وعلم وطني ليغطي جثمان الجنود الذين قتلتهم في ظلام دامس، فإلى أين أنتم ماضون؟.
ما بدر منكم من مواقف هزيلة حتى الآن تبررون للطغمة الحاكمة القتل والقمع غير المشروعين، تشرعون لـ"الا شرعية"، ووصلت أكاذيبكم إلى حدِّ تشويه سمعة الناس الشرفاء المنفيين في قارات الأرض، وتسمون المعارضين للطغيان عملاء لدول خلف البحار، والمناضلين بالعصابات المسلحة، والمتظاهرين بالمندسين. إنَّ فاقدي الذاكرة من أمثالكم لا يحبون أوطانهم ولا يكنون الحب لأبناء جلدتهم، لأنَّ ذاكرتكم موجّهة إلى تمجيد الطغاة والمال. فلتعلموا أيها المنافقون أنه إذا تعلقت خيانة المواطن بمطالبة الحرية فهي وفاء وولاء من أجل الإنسانية والوطن معاً، أما إذا عزم الطاغية وأفراد نظامه وأصروا على قمع الحريات فهي خيانة وغدر بحق الوطن والإنسانية، فأخطر المعارضين بالنسبة لأي ديكتاتور في العالم هو ذاك الذي يطالب بالحرية. ومن جهة أخرى، إذا بالغ الشعب يوماً ما في المطالبة بالحرية فإنها لا تعتبر جريمة تعاقب عليها القوانين، أما المبالغة الإعلانية العارية وزخرفة القول العلنية كما تمارسونها اليوم فإنها تعتبر تجارة للضمائر والحقائق. من أعطاكم الحق بتقييم الناس يا تجار الضمائر وسماسرة الحقائق؟.
وفيما يخص التهم الموجهة لمحطتي الجزيرة والعربية الرائدتان في الموضوعية فباعتقادي أنَّ الوسيلة الوحيدة لمواجهتكم هي إجادة العمل مثلكم. فعندما يكون هناك تستر إجرامي وتعتيم وتضليل إعلامي فمن حق أي محطة أن تمنع إراقة الدم الإنساني بالافتراء، لأنْ التستر لا يواجه إلا بالافتراء، هذا إنْ كان حقاً هناك ثمة ما يؤكد أنَّ قول الحقائق تصنف ضمن قائمة الافتراءات. يكفي أنَّ ظهور مذيعي الأخبار في المحطة الحكومية يثبت وكأنهم في غرفة تحقيق بإحدى الفروع الأمنية. لقد بات معروفاً أنه لا مكانة لمن يجرؤ على قول الحقيقة وطرح الأفكار الجديدة بينكم أيتها الأبواق المزعجة، ولتعلموا أنه حتى بغياب قناتي الجزيرة والعربية فلا شاغر للمواطن في تعليقاتكم لأنَّ الحاكم الأوحد هو الوحيد الذي يشغل مكاناً في رؤوسكم الفارغة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت