الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارتقوا .... فالقاع مزدحم

محمد الحداد

2013 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



عندما ننظر لحال بلدان شرقنا الأوسط يصيبنا الغم والهم، فالوضع من سيء لأسوأ، و برغم ذلك نرى هناك من يزيد النار لهيباً، بفتاوي وخطابات تؤدي لتمزق المجتمعات، وحروب داخلية بين طوائفه، بديلاً عن إيجاد حل لمشاكله السياسية والاقتصادية.
فدول الربيع العربي التي ما زالت تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة، انقلب ربيعها الى خريف بصعود التيارات الإسلامية، خاصة الإخوان المسلمين ومن يدور بمدارهم، وأصبحت مشاكل تلك الدول أسوأ مما كانت عليه قبل تلك الثورات، وأصبح المواطن يواجه مستقبلاً مجهولاً لا يعرف الى أين يقوده.
ثم جاءت الثورة السورية لتحي أمل من أنه يمكن أن تكون هناك ثورة حقيقية تقودها تيارات علمانية تبغي بناء دولة مدنية ديمقراطية، دولة المواطنة الحقة، بدل دولة الاستبداد و الحزب الواحد والقائد الضرورة ذو النظرة الثاقبة، أو الدولة الدينية التي تتجه نحوها دول الربيع السابقة لسوريا.
ولكنها مع الأسف كسابقاتها، في تونس ومصر وليبيا، تم ركوبها من قبل التيارات الاسلامية، خاصة جبهة النصرة المبايعة للقاعدة، ودخول دولة العراق الاسلامية للشام وتغيير اسمها ليكون دولة العراق والشام الاسلامية، وكلنا يعلم أن هذه التيارات لا تريد حكم ديمقراطي، بقدر استغلالها للديمقراطية وشعاراتها للاستيلاء على سدة الحكم، و بعدها تأسيس دولة الاسلام ذو المرجعية الوهابية، والتي تأخذ فتاويها من الشيخ ابن تيمية ومن تبعه من اللاحقين، كابن باز وابن عثيمين، دولة قطع يد السارق، وجلد شارب الخمر، ورجم الزاني، واستتابة الكافر.
دولة قطع الرؤوس واستباحة الاعراض باسم الجواري، وبيع العبيد المخصيين.
دولة تضع غير المسلم بالمرتبة الثانية، إن لم يكن بالمرتبة الأخيرة، هو والمرأة المغلفة بصندوق اسود يسمى النقاب، يكون بمرتبة الحيوان والكلب الأسود يقطع الصلاة.
المشكلة الأكبر في موضوع سوريا هو دخول أحزاب وجماعات ودول على خط الصراع في سوريا، كحسن نصر الله بحجة حماية المراقد المقدسة الشيعية، والذي نتج عنه دعوة اجتماع علماء مسلمين سنة في القاهرة للجهاد في سوريا ضد التدخل الشيعي اللبناني والايراني.
هذا التدخل من الطرفين والمدفوع من قبل ايران وقطر والسعودية سيجعل سوريا ساحة للصراع الطائفي السني الشيعي القادم، وسيجعلهم يبعدون من ان يكون الصراع على اراضيهم، ليتحول ليكون على الارض السورية بالإنابة، وسيدفع ثمنه الشعب السوري من دمه وماله ودمار أرضه.
فعند وجود خطابات كهذه لحسن نصر الله على الرابط التالي:
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2013/06/130614_hezbollah_keeps_fighting.shtml
والتي يتبعها خطاب للقرضاوي مثل هذا الذي يدعوا فيه للقضاء على الشيعة:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=4jCjQFDXmWg
أو الذي يسبقها هذا الخطاب الذي يدعوا فيه القرضاوي لتدخل امريكا نصرة لله، ويتعهد بحماية امن اسرائيل بعدها:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=wtb1AqYTFX0
وخطاب العريفي الذي يدعوا للجهاد في سوريا:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=TadzfSjZ6yM
كل هذه الخطابات تدعونا للقلق جدا على مصير سوريا أولاً، ومصير التعايش السلمي بين الطوائف الذي بالتأكيد لن يجد له استمراراً بعد خطابات التكفير والعداء والابادة الجماعية التي يدعوا اليها الجميع.
أدعوا مثقفي وناطقي العربية للتصدي لمثل هكذا خطابات تعبوية همجية، تدعوا للتفريق بدل الجمع، وللقتل بدل التعايش، وللإبادة بدل قبول الآخر المختلف عنا.
وأدعوا عامة الناس، وخاصة البسطاء منهم بالرقي والترفع عن الخوض بنزاع يدعوا لقتل الصديق والجار وشريك الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا