الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كبوة الديمقراطيين وإمكانيات النهوض

كاظم الأسدي

2013 / 6 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كبوة الديمقراطيين وإمكانيات النهوض
لعل التراجع النوعي في وعي وثقافة المواطن العراقي هي السمة الأبرز بعد 2003 ؟؟ والذي إنعكس سلبا" على شخصيته وقيمه العليا وأضعف شعورالمواطنة لديه وأبعدها عن أولوياته بالتأكيد !! مما أفرز تلك اللامبالاة أزاء الأحداث المأساوية اليومية !! وعموم قضايا بلده المصيرية و التي تهدد وحدة ومستقبل الوطن !!
وبغض النظر عن الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع الخطير في إهتمامات المواطن ؟ والتي في مقدمتها سلسلة الحروب العبثية الصدامية ؟ وتداعيات الإحتلال !! فإن إنكفاء المواطن في دائرة الهويات الضيقة ماهو إلا النتيجة الطبيعية لتلك الصراعات الطائفية والقومية الوهمية التي أنبت بذرتها الطامعون وأسقاها أمراء الحرب من القاعدة والمليشيات !! ليزرعوا هاجس الخوف والتوجس من الآخر... إضافة الى ضعف الدولة الحالية وهلامية مؤسساتها وغياب القانون وثغرات الدستور وغياب العدالة القانونية والإجتماعية وإنعدام حقوق الإنسان ..
كل تلك السمات إضافة الى المحاصصة المقيته قد أفضت بالنتيجة الى غياب حقيقي لأدوات الديمقراطية المفترضة !! وأدت بدورها الى تهميش الكفاءات من الوطنيين وتسلق العناصرغير المؤهلة من الطفيليين والمزورين والإنتهازيين الى مواقع القرار والمسؤولية !! .. ومع طول الفترة الإنتقالية وكثرة مساوءها ؟ نشأت طبقة سياسية لامبدأية مقطوعة الجذور ومجهولة التأريخ ومطعون في نزاهتها .. هي التي تتحكم اليوم في الشارع العراقي و بمجريات الواقع وتطوره !! كما باتت تسيطر على قناعات الناس وخياراتها من خلال تسخير أموالها مجهولة المصدر !! وجبروت الحاجة والفاقة والعوز لدى الغالبيه من الناس ؟؟ والنفوذ الى خياراتهم عبر عقدة الشعور بالغبن التأريخي والتهميش !!
وبذلك تكون الديمقراطية المفترضة ؟ والتي تعتمد في تطورها على درجة وعي المواطن ورقي ثقافتة .فيما أمسى المواطن يتمتع بالسلبية وعدم الاكتراث للأحداث ؟ ليصبح أداة طيعة بيد تلك الطبقة السياسية الإنتهازية ؟ بعد أن أصيب باليأس والإحباط !!
وفي ظل هكذا واقع مأساوي فأن الحركة الوطنية عموما" والديمقراطية خاصة قد أصيبت بمقتل ؟؟ إذ قطعت عن جذورها الحقيقية بين الناس ؟ في وقت لم تكن هي فيه مستعدة لهكذا ظروف ؟ فيما تخلت عنها القاعده الواسعة من الناس!! لتجد نفسها اليوم محدودة النأثير بحدود نخبويتها بين فئة محدودة من المثقفين والمتعلمين !! بدليل نتائجها الإنتخابية المفاجئة والمخيبة لآمال معظم الوطنيين !! ولاتتناسب مع الثقل الحقيقي للديمقراطيين أو دورهم التآريخي في المسيرة النضالية ؟؟
ورغم الحقيقة المرة التي أفرزتها تلك الأنتخابات إلا أنها في ذات الوقت تشكل منعطفا" هاما" ومفترق طرق يؤدي الى طريقين فقط ؟ الأول يؤهل الديمقراطيين الى إستعادة دورهم الريادي المؤثر في مستقبل العراق والجنوح به الى ضفة الإستقراروالديمقراطية والسلام والتقدم ؟؟ وهو طريق مشروط" بقدرة الحركة على إعادة تقييم ذاتها وتجاوز نقاط ضعفها وإخفاقاتها السابقة !! والنهوض من كبوتها للإنطلاق والإستعداد لمزيد من التضحيات وإقامة تحالفات جديدة وبقرارات مصيرية قد تكون مؤلمة في كثير من الأحيان !! وتجاوز إسلوب مهادنة السلطة وعدم تعريتها !! بذريعة الظرف العام
أما الطريق الثاني ؟ فهو بخلاف ما سبق .. والمتمثل ببقاءها مراوحة ضمن حدودها النخبوية ؟ بعيدا" عن التبني العلني لمعاناة الناس وهمومها المطلبية اليومية !! والنزول عند مستويات وعيها ومداركها !! لتبصيرها بمصالحها الحقيقية ومن ثم قيادة زخمها نحو مايحقق تطلعاتها المشروعة !! ودون الإتكاء على التأريخ الناصع للحركة الوطنية والديمقراطية فقط !! والذي لايمكن أن يؤدي إلا الى المزيد من الإنحسار لدور الحركة الديمقراطية ؟ وخسارة دورها الفاعل والحاسم في الحفاظ على حقوق المواطن ووحدة الوطن ومستقبله !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان